اذا يمكن أن تقول الكلمات عن العبدية تلك الحصون الواقعة بين شواهق الجبال ويسكنها رجال هم أصلب من الجبال ، ماذا يمكن أن تكتب الأقلام عن تلك البقعة الصغيرة في جغرافيا اليمن التي اتخذت قرارها مبكراً أنها لن تكون الا يمنية جمهورية أو لا تكون . توسل المحبون ذات يوم لعبدالرب الشدادي أن عد إلى مكتبك ومعسكرك يكفي ما أمضيته من وقت في المتارس وأنت القائد صاحب المهام الأوسع .. لن أعود إلا منتصراً أو شهيداً هكذا كان جواب عبدالرب الشدادي ابن العبدية .. ليس بالأمر السهل أن تودع أبناءك واحدا تلو الآخر فيبلغون الأربعة ثم تلحقهم بعد أن تثبت في مترسك ولا تفلت البندقية الا بعد ان تسبقها الروح هكذا فعل ناصر السعيدي ابن العبدية .. الأمثلة لا حصر لها من البطولة والشجاعة وألإقدام والصدق والوفاء هناك في العبدية .. أكثر من عشرين يوماً منذ أن أطبق اللصوص الحصار على منجم الرجال الأوفياء الصادقين الذين اتخذوا قرارهم الصعب الأ يدخل بلدتهم حوثي وفيها رجل .. شهدنا في منتصف التسعينات جرح مؤلم هز ضمير كل حي حين هوجمت بلدة سيربنستيا البوسنية بعد أن نزعت البعثة الدولية من أهلها أسلحتهم ثم تركوا للصرب اليوغسلاف يرتكبون فيها أشنع المذابح فيشرب القتلة مع أعضاء البعثة الأمميةالنخوب أمام الكاميرات تكرر الأمر في بداية الألفية مع "جنين" في الضفة المحتلة ويتكرر اليوم مع العبدية حصار من الغذاء وجرحى لايجدون من يسعفهم وقصف ومعارك لا تتوقف وصمت مخل وخذلان لا يبرر .. يدرك الحوثي سر العبدية ويعرف جيدا معدن رجالها لهذا أعد للمعركة وحشد لها ، ليس الحوثي بل إيران في الحقيقة من يحاصر ويقتل العبدية بينما يكتفي العالم بالمشاهدة .. المشروع المقابل للمشروع الإيراني بكل مستوياته يفرط في عوامل قوته عكس ماتفعله إيران حقيقة مؤلمة .. أهلنا في العبدية ما حيلة مثلنا الا أن نبوح بألمنا تجاه مصابكم بكلمات نكتبها ندرك أنها لا تعذرنا أمامكم .. حصاركم وقصفكم يؤلم كل حر لكن الأمر منه هو حصار من حمل مسؤولية هذا البلد ثم يقف عاجز الحيلة عن النصرة ..مترس حر شجاع خير من النوم على فرش المذلة في أرقى المدن والفنادق .. نصركم الله وفرج كربكم ورفع قدركم وأذل عدوكم.