قال المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية يانس لاركيه إن القتال بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله" خلال الأسبوع الأخير من مايو، وأوائل يونيو أدى إلى نزوح نحو عشرين ألف شخص مؤخرا في محافظة عمران بشمال اليمن. وأضاف لاركيه في مؤتمر صحفي بجنيف: "لا يزال الطريق الرئيسي من العاصمة صنعاء إلى عمران، وهو حيوي لتوصيل المساعدات الإنسانية، مغلقا. وتسبب في تعطيل عمليات توصيل المساعدة إلى أربعين ألف شخص شردوا في المحافظة منذ عام 2011. مازالت بعض الوكالات الإنسانية تعمل في مدينة عمران ولكن جميع العمليات خارج المدينة قد توقفت". وذكر المتحدث أن القتال الأخير قد ألقى عبئا كبيرا على المستشفى الرئيسي في عمران الذي استقبل نحو مائتي جريح فيما يعاني من نقص حاد في مواد التخدير والإمدادات الجراحية والموظفين. وقد تبرعت الوكالات الإنسانية بالمعدات والإمدادات لثلاثة مستشفيات محلية، وقد تقوم بإنشاء مستشفى ميداني إذا تدهور الوضع بشكل أكبر مما هو عليه الآن. وأشار المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، يانس لاركيه إلى تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة عمران قبل يومين. وأعلنت وزارة الدفاع، (الاربعاء)، عن التوصل الى اتفاق ينهي الاشتباكات الدائرة في محافظة عمران بين مسلحي الحوثي والقبائل المسنودة بقوات اللواء 310 مدرع المرابط في المحافظة، ينص على الوقف الفوري لإطلاق النار في جميع نقاط التوتر والاشتباكات في محافظة عمران (نص الاتفاق). وكان وكيل محافظة عمران أحمد البكري، قال إن عدد من شردتهم المواجهات التي شهدتها محافظة عمران بين قوات الجيش والحوثيين بنحو 80 ألف شخص بينهم 20 ألفاً من مديرية عمران وحدها.
وتتزايد مخاوف المواطنين في محافظة عمران من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الوقت الذي يتبادل فيه الطرفان الاتهامات بخرقه. وذكر المسؤول المحلي في تصريح ل"الشرق الأوسط" في عددها الصادر اليوم، وقالت إنه فضل حجب هويته، أن مسلحي الحوثي لا يزالون يحتلون قرية بني ميمون، جنوب مدينة عمران، مستخدمين السكان دروعا بشرية، مضيفا أنهم "رفضوا الانسحاب من (بيت بادي) غرب عمران، بمبرر أن ذلك لم يدخل ضمن اتفاق الهدنة".
وكانت مصادر محلية قالت ل"المشهد اليمني" الجمعة، إن مسلحي الحوثي أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله"، رفضوا تسليم نقطة بيت بادي إحدى النقاط العسكرية التي يسيطروا عليها بمحافظة عمران.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين استحدثوا نقطة لهم في منطقة "سحب" على بعد مسافة قريبة من نقطة الشرطة العسكرية التي تحل محل قوات اللواء 310 مدرع المرابط بمحافظة عمران، لافتة إلى أن الحوثيين بدأوا حشد تجمعات كبيرة من المقاتلين في قرية عمد ووعلة وذيفان.
ورحب سفراء مجموعة الدول العشر باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 4 يونيو والذي يهدف إلى إنهاء الصراعات العنيفة في الشمال، وبشكل خاص في عمران، داعين جميع الأطراف للعمل معا لضمان الحفاظ على شروط اتفاق وقف إطلاق النار وعودة سيطرة الدولة ودعم تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتفقة مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي واليتها التنفيذية وذلك لتحقيق سلام دائم ومستدام.
وشهدت محافظة عمران خلال الاسبوعين الماضيين، معارك عنيفة ابتدأت بين مسلحي الحوثي والقبائل المسنودة بقوات اللواء 310 المرابط في المحافظة.
وقالت وحدة الاستقصاء في مركز أبعاد للدراسات والبحوث في تقرير مختصر أنها رصدت مقتل ما يقارب من 400 من المسلحين الحوثيين وحوالي 50 جنديا من قوات الجيش والأمن منذ بدء المعارك في عمران.
وأشار تقرير وحدة الاستقصاء لمركز أبعاد للدراسات إلى أن حوالي 30 جنديا من قوات الأمن الخاص سقطوا في اكثر من هجوم مباغت، لكن الأعنف والأكثر خسارة في أوساط العسكريين هو الهجوم على السجن المركزي في عمران الذي أودى بحياة 25 جنديا.