أكد نائب حاكم مقاطعة سيشوان الصينية ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة وانق خاشان أن الصين اختارت مطلع العام الجاري أقليم نينغشيا بمقاطعة سيتشوان كأحد المناطق الحرة التجريبية الناشئة التي يمكن ان تكون قواعد تجريبية لمزيد من سياسات الانفتاح وتعمل كنقطة مضيئة للتنمية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين المدينة والبلدان العربية خلال الفترة المقبلة. واوضح خاشان لدى لقاءه وفد من الصحفيين العرب الذي يزور المدينة على هامش المشاركة في تغطية منتدى التعاون العربي- الصيني الذي اختتم أعماله الاسبوع الماضي بالعاصمة بكين، أن أقليم نينغشيا الذي يبعد حوالي 1300 كيلو متر غرب العاصمة بكين يعد جسراً هاماً وهمزة وصل بين أقطار المدن والمحافظات الصينية وبلدان الشرق الأوسط واسيا الوسطى والبلدان العربية وسيلعب دوراً مهما ومحوري في بنا الحزام الاقتصادي عن طريق الحرير البري والبحري الذي اطلقته الصين بمشاركة البلدان العربية المطلة على طريق الحرير القديم.
وأشار نائب الحاكم إلى أهمية دور الأقليم في بناء الحزام الاقتصادي نظراً لتمتعه بمزايا خاصة حيث تعد نينغشيا أكبر منطقة ذات كثافة سكانية لقومية هوي المسلمة والبالغ عددهم نحو 2 مليون و300 ألف نسمة الأمر الذي سيساهم في تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع البلدان العربية نتيجة عامل التقارب في الاعتقادات الدينية والعادات مع ابناء المسلمين في البلدان الأخرى وكذا السياسات التفضيلية التي منحتها الحكومة المركزية لأقليم قومية هوى المسلمة في مختلف المجالات.
وأعتبر خاشان أن إقامة معرض الصين والدول العربية وبناء منطقة تجريبية منفتحة غير ساحلية ومنطقة التجارة الحرة بالاقليم فرصة تاريخية وغنيمة لمواصل تعزيز التعاون والتبادل التجاري مع بلدان وأقاليم متوزعة في آسيا الوسطى والغربية وشمال أفريقيا وذلك عبر منصات منفتحة وتوظيف مزاياها الانسانية والجغرافية والثروات الطبيعية والدفع باستراتيجية الانفتاح نحو هذه البلدان.
واستعرض خصوصية ومزايا المعرض الصيني- العربي الذي استضافته المنطقة على مدى أربع دورات متتالية والذي ساهم في تعزيز الحوار السياسي والتعاون التجاري والتبادل الثقافي بين الصين والبلدان العربية والإسلامية واكتسب شعبية وردود واسعة بين مختلف الدول المشاركة، بحث ودراسة إمكانية إقامة المعرض في دورته السادسة في بلد عربي وسيتم تحديد ذلك خلال المعرض القادم 2015م.
ولفت إلى أن فعاليات المعرض الصيني – العربي الذي يعقد كل سنتين في منطقة نينغشيا ضمن آليات منتدى التعاون العربي – الصيني، يهدف إلى وضع خطط وبرامج تعاون استراتيجية ودبلوماسية بين المنطقة وكافة الدول العربية، وتعزيز المنفعة المتبادلة في مختلف المجالات والتركيز في المجالات الثلاثة الكبرى في التعاون المتمثلة في " الزراعة، والمالية، والطاقة " .. منوهاً أنه تم في دورات المعرض الأربع السابقة إبرام قرابة 636 اتفاقية بقمية قدرها 358 مليار يوان صيني شملت البتروكيمايات والصناعة الخفيفة والمالية وصناعة الماكينات والأدوات المنزلية وتركيب السيارات أضافة إلى مجالات التجارة والتربية والثقافة والسياحة والنشر والاذاعة والتلفزيون .
وبين وانق أن المعرض يعسى إلى تعزيز وتجسيد التعاون الثقافي والتبادل الإنساني والتواصل الجسري بين الأقليم والبلدان العربية التي تجمعهم روابط الأخوة والتاريخ والدين الإسلامي والعادات والتقاليد الإسلامية المشتركة .. منوهاً بأنه تم اقامة دورتين لمنتدى رؤساء الجامعات الصينية العربية وتم إيفاد 300 من الشباب الصيني لإكمال الدراسة في جامعات القاهرة ودمشق فيما بلغ عدد الفنيين والموظفين العرب المشاركين في التكوين المهني في الصين نحو 18 ألف شخصاً .
واشار إلى أنه تم إبرام 6 اتفاقيات للتعاون في مجال الاذاعة والتلفزيون على هامش معرض 2013م مما عزز التعاون بقوة في ا لقطاع التقني واعداد وترجمة المسلسلات ونقل البرامج التلفزيونية وأقامة معارض فنية مشتركة في الصين والبلدان العربية.
كما تطرق إلى مبادئ الإنصاف والتضامن التي تقدمها الحكومة لقومية هوي المسلمة ومساعدتهم في عدة مجالات، وتقديم سياسة أفضيلة ومميزات خاصة بالمسلمين بالمنطقة حيث يمنع القانون الصيني الزواج تحت سن 22 للرجل ، و20 للمراة، وحدد نظام لكل أسرة بإنجاب طفل فقط نتيجة الكثافة السكانية، بينما المسلمين بهذه المدنية سمح لهم بسن الزواج ب20 سنة للرجل، و18 سنة للمرأة، كما سمح بإنجاب للمسلمين بطفلين في داخل المدينة وفي المناطق الجبلية يسمح بإنجاب أكثر من طفلين، اضافة إلى سياسة تفضيلية في الاقتصاد حيث يبلغ الدخل المالي للحكومة نحو 30 مليار يوان مايعادل 5 مليار دولار، بينما يتم الانفاق المالي السنوي قرابة 70 مليار يوان مايعادل 11 مليار دولار وذلك بدعم كبير من الحكومة المركزية الصينية.
واستعرض نائب حاكم اقليم نينغشيا مزايا الاقليم الجغرافية والسكانية وتميزها بوفرة الاحتياطي للفحم الحجري احد المصادر الهامة للطاقة الكهربائية بالصين،إضافة إلى تمتع الاقليم بالطاقة الجديدة والمتجددة على مستوى الصين، ومزايا الزراعة والخضروات والفواكة والاهتمام بالاطعمة الحلال ولوازم المسلمين إلى البلدان العربية والإسلامية مما سيكسبها أهتمام كبير وفتح آفاق رحبة لتوطيد التعاون بين الصين والبلدان العربية.
وأكد أن المنطقة تعمل حالياً بوتير عالية للمشاركة في بناء الحزام الاقتصادي عن طريق الحرير البري والبحري والجوي من خلال الدفع بالتنمية الاقتصادية والتجارة الحارة بالمنطقة والسعي لجعلها منطقة استراتيجية لطريق الحرير، وكذا بناء منطقة الاقتصاد التجريبية والتجارة الالكترونية على شركة الانترنت بين الصين والدول العربية وإدخال مؤسسات صينية واجنبية للحسابات الساحبية وجذب الدول العربية لشراء هذه الخدمات، اضافة إلى سعيها إلى تطوير مشاريع المقاولات والبينة التحتية واسس الصناعة المعلوماتية، وكذا بناء منطقة تجريبية في مجال التمويل الصيني العربي ودفع بناء الصندوق الاستثماري للصناعات الصينية - العربية وبناء المنصة الاستراتيجية لمعرض الصين والدول العربية .
وكشف وانق أن العمل جاري لإنشاء أكبر مركز خدمات للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والعالم العربي في خليج لاهاي في المدينة الجديدة ومركز دائم لإقامة المعارض والاجتماعات والمؤتمرات والندوات المالية والاقتصادية والتجارية والتدريب والبالغ تكلفته مليارات الدولارات، وسيتم افتتاحه خلال السنوات القادمة، ومن المتوقع إقامة المعرض العربي- الصيني في العام 2015م في هذا المجمع الخدماتي.. معلناً ترحيبة عن فتح المجال للاستثمارات اليمنية والخليجية والعربية والإسلامية في هذا المشروع العملاق، موضحاً أنه تم تخصيص مساحات كبيرة في هذا المجمع المخصص للتعاون التجاري والاقتصادي العربي- الصيني للاستثمارات ورجال المال العرب .
الجدير بالذكر أن تم تأسيس إقليم نينغشيا بمقاطعة سيتشوان الصينية ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة في اكتوبر 1958 والتي تعد إحدى المناطق الخمس الذاتية الحكم للأقليات القومية على مستوى الصين، وتبلغ مساحتها الاجمالية نحو 66 ألف و 400 كيلو متر مربع يوجد فيها 5 مدن و 22 بلدية او حي وعدد سكانها الاجمالي نحو 6 ملايين و 541 ألف نسمة منهم مليونان و 300 ألف نسمة من المسلمين بنسبة 36 بالمائة حتى نهاية 2013م، وتقع على ارتفاع أكثر من الف متر فوق سطح البحر.
