يعتبر عدد من الاكراد تنظيم "الدولة الاسلامية"، الذي سيطر جهاديوه على مناطق واسعة في العراق وباتت قوات البشمركة تقاتلهم بعد توسيع هجماتهم، "اسوأ من صدام" حسين في استهدافه للأقليات. وقرب حاجز على الخطوط الامامية في شمال العراق ترفرف رايات الجهاديين السوداء على مسافة ليست ببعيدة منه، يقول قيادي عسكري عراقي كردي ان "استهدافهم للأقليات يجعلهم اسوأ من صدام" حسين. وسيطر جهاديو الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في محافظة نينوى شمال العراق، وقاموا مطلع اب/اغسطس بتوسيع هجماتهم على مناطق تسكنها اقليات وتقع تحت سيطرة او قريبة من اقليم كردستان. ودفع الهجوم عشرات الآلاف من العراقيين المسيحيين والايزيديين الى الفرار الى العراء والى محافظات الاقليم الذي اصبح يشعر بالتهديد بعد زحف المتشددين الى مواقع قريبة من حدوده. وقال اللواء عبد الرحمن كويري، احد ضباط قوات البشمركة الكردية وهو ينفخ دخان سيجاره عند غروب الشمس، ان تنظيم الدولة الاسلامية "اسوأ من صدام"، وأضاف "انهم يستخدمون الارهاب والفوضى لإجبار السكان على الهرب وبعدها يقومون بالاستيلاء على المناطق". وينتمي اللواء كويري الى الاكراد، القومية التي استهدفت بحملات ابادة جماعية من قبل نظام صدام حسين في ثمانينات القرن الماضي. من جهته، قال اللواء سردار كمال، وهو نائب كويري، ان "تجربة الاكراد في ظل نظام صدام، جزء من الدافع الذي جعلهم حريصون جدا للانضمام للقتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية"، مؤكدا ان الضربات الجوية الاميركية "كانت مفيدة جدا". وأضاف "نحن نخوض حرب دفاعا عن النفس ونؤمن بقضيتنا، وعلينا ان نفعل شيئا"، مشددا على الشعور القومي القوي لدى قواته ودور ذلك في شد عزيمتهم. اما كمال، الذي يقاتل في صفوف البشمركة منذ كان عمره 16 عاما، فقال ضاحكا فيما يقوم المقاتلون بتفريغ شاحنة الارزاق المحملة بالبطيخ والثلج والمياه المعدنية "لا استطيع ان اتذكر كم معركة شاركت فيها". وأضاف هذا الضابط الكردي ان "خبرة البشمركة الطويلة في التمرد ضد نظام صدام ساعدت الكرد في قلب دفة الامور بعد فقدان مساحات واسعة من الاراضي". وكانت اسوأ هزيمة للبشمركة فقدانها السيطرة على سد الموصل، اكبر سدود المياه في البلاد، الذي استولى عليه تنظيم الدولة الاسلامية منذ نحو اسبوعين. لكن قوات عراقية كردية مشتركة استعادته بدعم جوي اميركي الاحد. ويرابط كمال على بعد عشرات الكيلومترات من السد الذي يقع الى الشمال من مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد). وقال انه لا يتذكر اي حرب مماثلة لهذه التي يخوضها الان. وأضاف وسط تجمع لعناصر من البشمركة ان تنظيم الدولة الاسلامية "يعتمدون على عنصر المفاجئة لكننا خبرنا تكتيكاتهم الان". وأوضح انهم "يقومون بإرسال مقاتلين يرتدون احزمة ناسفة الى مناطق ليبدأوا تفجير انفسهم ويهاجمون المدنيين رجال ونساء وأطفال ليرهبوا الباقين ما يجعلهم يفرون خلال فترة قصيرة، وبعدها يقومون بالاستيلاء على المناطق". وفيما يمتلك مقاتلو البشمركة المخضرمون خبرة متراكمة في القتال، هناك اخرون بينهم ينخرطون في القتال للمرة الاولى. وأكد ارام حكمت (19 عاما) وهو يحمل سلاحا رشاشا متوسطا انه لم يكن قد ولد عندما قام صدام حسين بأعنف الحملات ضد الاكراد. وقال "سمعت ان نساء من الايزيديين والمسيحيين وأطفالهم قتلوا، فلم اتحمل ذلك، لذا قررت الانخراط في القتال". بدوره قال جاسم يحيى، الذي عاد الى الخدمة على الرغم من احالته الى التقاعد، "قضيت ثماني سنوات في الجيش العراقي، قاتلت في الحرب العراقية الايرانية" التي انتهت عام 1988. وأضاف "تنظيم الدولة الاسلامية هاجم بشراسة". وتابع "انا مقاتل جيد لذا كان علي ان افعل شيئا". وقام تنظيم الدولة الاسلامية بهجمات شرسة بدأت في التاسع من حزيران/يونيو، وسيطر فيها على مناطق ومدن مهمة بينها الموصل وتكريت، وطرد عشرات الالاف من المدنيين بينهم اقليات مسيحية ويزيدية وخطف نساء وقتل عشرات اخرين، خلال الاسابيع الماضية.