منذ دخول الحوثيين إلى العاصمة صنعاء، يعيش اليمن حالة من عدم الاستقرار الأمني، في الوقت الذي لم يُفعّل فيه اتفاق السلم والشراكة الوطنية، الذي تم توقيعه في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي. وصرح الرئيس عبد ربه منصور هادي، في وقت سابق، أن الحوثييين لم يحترموا الاتفاق رغم دعوته لهم للانسحاب من صنعاء، فيما استمر تقدم الحوثيين في محافظاتاليمن المختلفة، ك"تعز" و"إب". ويسلك المشهد اليمني مسارات مختلفة منذ الأحداث الأخيرة، ففي بعض الأحيان يسود الحوار، وفي أغلبها يتم رفع السلاح. تحالف خفي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، جدد دعم بلاده لأمن واستقرار اليمن، في اتصال هاتفي بنظيره اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء أمس الأول الجمعة. ودعا الأطراف اليمنية إلى العمل على سرعة تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية، مشيرا إلى أن ذلك يصب في مصلحة اليمن والمنطقة والعالم، باعتبار أمن واستقرار اليمن جزء لا يتجزأ من الأمن الإقليمي والعالمي. لكن الكاتب والمحلل السياسي اليمني، نبيل سهيل، يرى أنه على الرغم من تصريحات أوباما، إلا أن هناك تحالف خفي بين الولاياتالمتحدةوإيران، لضمان استمرار الصراع اليمني. مضيفا ل"دوت مصر"، أن العمل مازال يسير بشكل طبيعي في السفارة الأمريكية في اليمن، على الرغم من شعار جماعة الحوثي الشهير: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل". ودعّم المحلل السياسي اليمني رؤيته، بأن أوباما هنأ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باختيار خالد بحاح رئيسا لوزراء اليمن، وفي نفس الوقت كانت إيران أول دولة توافق على هذا الاختيار، مضيفا: "التحالفات واضحة". علامات استفهام الإعلامي اليمني عبد الله إسماعيل، قال إن هناك علامات استفهام حول سماح المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة، لجماعة الحوثي بدخول العاصمة صنعاء وسط صمت غريب. وقال ل "دوت مصر": هناك ترتيبات دولية لدخول الحوثيين للعاصمة، ثم التوقف عند هذا الحد، إلا إن الجماعة المدعومة من إيران، ازدادت غرورا، وانتهكت اتفاق السلم والشراكة الوطنية، واستمرت في محاولاتها للسيطرة على المحافظاتاليمنية، وتحرص على أن تكون كل تحركاتها خارج إطار الدولة. ويكمل الإعلامي اليمني: الدول العظمى خافت من سيطرة الحوثي على باب المندب، وهو ما جعلها تضغط الآن من أجل الحل السياسي. وحول دعم المجتمع الدولي لحكومة بحاح، يرى إسماعيل أن بحاح شخصية مقبولة محليا وخليجيا ودوليا، وأنه اسم طُرح من داخل اليمن لا خارجها، ولن ينجح في مهمته إلا بخروج المسلحين من صنعاء، مؤكدا أن مهمته "تاريخية وصعبة للغاية". ويفسر عبد الله إسماعيل سبب تأخير تشكيل الحكومة، إلى دور يلعبه الحوثيون لبسط المزيد من السيطرة على الأراضي اليمنية قبل اللجوء إلى الحل السياسي. ويلخص الإعلامي اليمني الموقف الدولي من قضية بلاده قائلا: "المجتمع الدولي سيقف وراء بحاح لخوفه من سيطرة الحوثيين على باب المندب وهو ما يهدد تجارتهم". قصور استراتيجي في سياق متصل، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الخميس الماضي، إن اليمن وليبيا يقدمان نفس الدرس حول مظاهر القصور في إستراتيجية أوباما للتعامل مع الإرهاب. وتؤكد، أن أوباما يسلك في اليمن نفس الطريق الذي سلكه في ليبيا، وهو ما أدى إلى سيناريو الفوضى والانهيار. ودعت الصحيفة الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في سياستها في اليمن، والطريقة التي تواجه الجهاديين من خلالها، ووجهت تحذيرا لأوباما: "التدخلات التي تتجاهل الحاجة لبناء أنظمة سياسية وقوات مهنية تحمي الأمن المحلي تقود دائما لدول فاشلة، وبالتالي تهدد الولاياتالمتحدة".