بعد أن ظل منصب رئيس الوزراء اليمني شاغرا منذ تقديم محمد سالم باسندوة استقالته في 21 سبتمبر الماضي عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، استطاع الرئيس عبد ربه منصور هادي إرضاء العديد من القوى السياسية، وفي مقدمتها جماعة الحوثي، بقرار تكليف خالد محفوظ بحاح بتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، بعد الاعتراض على تكليف أحمد عوض بن مبارك. تحديات أمنية وسياسية ونال بحاح تزكية كاملة من جميع مستشاري الرئيس اليمني، وكانت الخبرات المتعددة له سبيلا استطاع من خلاله الحصول على منصب رئاسة الوزراء الجديد، رغم أن تكليفه جاء وسط توترات واسعة تشهدها البلاد، لعل أهمها على الإطلاق التوترات الأمنية، نظرا لما تشهده صنعاء من انفلات أمني بسبب سيطرة مسلحي الحوثي عليها. كذلك سيطة الحوثيين على محافظتي عمران وصعدة، وسعيهم الدؤوب إلى السيطرة على مدينة "الحديدة" غربي البلاد، التي تعد الميناء الرئيس للمحافظات الشمالية، وسط دعوات لقيادات جنوبية بإسقاط مدن الجنوب وإعلان الاستقلال عن الدولة المركزية. ومن المفترض أن تنسحب جماعة الحوثي من العاصمة صنعاء بناءا على اتفاق "السلم والشراكة" الموقع مع باقي الأطراف السياسية في 21 سبتمبر الماضي، والذي نص على الانسحاب من صنعاء فور تكليف رئيس للوزراء. وتشير تقارير إخبارية إلى أن هناك اتهامات من الرئاسة اليمنيةلإيران بدعم الحراك الجنوبي للوصول إلى فصل جنوباليمن عن شماله بهدف التحكم في مضيق باب المندب الإستراتيجي الذي يحكم مسار التجارة الدولية البحرية وحركة ناقلات النفط إذا هاجمت دول غربية إيران. إضافة إلى ذلك تشكل عمليات تنظيم القاعدة التي تنتشر في مناطق بمحافظاتجنوب ووسط البلاد، عقبة أخرى أمام رئيس الحكومة الجديد، خصوصا بعد محاولة التنظيم، قبل أيام، إسقاط محافظة البيضاء، فضلا عن تبنيه تفجيرات ضد الحوثيين في عدة محافظات. تفاؤلات بحل الأزمات ورغم الانقسامات السياسية والانفلات الأمني، أوضح رئيس المركز الإعلامي للحزب الحاكم، عبدالله عبدالرحمن الصعفاني، في حوار مع "دوت مصر"، أن اختيار بحاح كان ضرورة وطنية لما شهدته البلاد في الفترة الأخيرة من انقسامات، موضحا أن رئيس الوزراء الجديد ورث تركة كبيرة، ولعل أهم تحديا يواجهه هو الاتفاق على حكومة تتواكب مع الأحداث وتوحد الرؤى السياسية في اليمن. ويرى الصعفاني أن موقف الحوثي من الاعتراض على المرشح السابق للحكومة، بن مبارك، لأنهم يعتقدون أنه اختيار الإدارة الأمريكية، موضحا أن نجاح رئيس الحكومة الجديد من عدمه يرتبط بتعاون القوى السياسية واستغلال النوايا الطيبة لكل الأطراف، ومؤكدا على أن الشعب اليمني يعيش حالة من التسامح رغم الضخ الإعلامي لإشعال الفتنة. وأكد المتحدث باسم الحزب الحاكم أن شغل بحاح لمنصب وزير النفط والمعادن لفترة طويلة، وخبرته في إدارة المشروعات وحل المشاكل، كان سببا من أسباب اختياره لحل المشكلة الاقتصادية. من جانبه، توقع رئيس وكالة "سبأ" للأنباء، المحلل السياسي، نصر طه مصطفى، في تصريح ل"دوت مصر" أن تتعاون جماعة الحوثي مع الحكومة الجديدة، مبدياً تفاؤله بأن الفترة المقبلة ستكون خيرا على البلاد. وفي سياق متصل، أعرب السفير المصري باليمن، يوسف أحمد الشرقاوي، في اتصال هاتفي ل"دوت مصر" عن آماله بتشكيل حكومة تتوافق عليها القوى السياسية ما يجلب السلام والاستقرار للبلاد، مؤكدا أن مصر تدعم إرادة القوى السياسية في اختيارها رئيس الحكومة الجديد، لافتا إلى خبرته الدبلوماسية في كندا والأمم المتحدة، ما يجعله قادرا على المرور بالبلاد إلى بر الأمان.