شدد مستشار الرئيس المستقيل والقيادي في التنظيم الوحدوي الناصري، سلطان العتواني، على ضرورة الإسراع بتدخل دولي وإقليمي قوي لمنع وقوع الكارثة وانهيار اليمن، محذرا من أن انقلاب جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "انصار الله" يقود اليمن إلى التشظي، وانعكاساته ستكون خطيرة على مستقبل البلاد. واعتبر أنه على الحوثي وكل من يتعاطف معه أن يدركوا أنه مهما كان لديهم من قوة لن يستطيعوا حكم البلد بمفردهم، مؤكدا أن الطريق الأمثل لحماية اليمن يتطلب تعاون كل الأطراف المحلية والإقليمية، قائلا: إن إنقاذ اليمن من الانهيار يتطلب من القوى السياسية والأشقاء ورعاة المبادرة الخليجية والمجتمع الدولي اتخاذ موقف واضح ومحدد ينحاز لليمن ويمنع انهيارها ويحول دون وقوع الكارثة، محذرا من أن ما يدور في اليمن سيصل إلى كل أطراف المنطقة. وقال العتواني في تصريح لصحيفة "عكاظ" السعودية في عددها الصادر اليوم إن "ما أقدم عليه الحوثيون تفوح منه رائحة التشرذم للدولة اليمنية جغرافيا واجتماعيا وسياسيا وبالتالي يجب مقاومة هذا الانقلاب للحفاظ على النسيج الاجتماعي". واتهم تحالف الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بالتخطيط للانتقام من ثورة 11فبراير، والانقلاب على الشرعية الشعبية، مؤكدا أن الحل بيد الشعب اليمني والقوى السياسية. وأشار إلى أن مستقبل اليمن يجب أن يقرأ من خلال شراكة وليس من خلال فصيل أو طرف وأن يكون بعيدا عن الصراعات المناطقية أو المذهبية والطائفية وهذه مسألة يجب أن يدركها كل اليمنيين. من جانبه، أكد المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك الدكتور محمد القباطي أن انقلاب الحوثي بقرار منفرد على المسار الانتقالي في اليمن، قوض العملية السياسية والمشروعية القائمة عليها التسوية، وحذر من أن مستقبل اليمن يكتنفه الغموض ولا حل إلا في إطار الشراكة، وأكد أن الحوثي اتخذ قرارا متعجلا ومغامرة غير محسوبة. وشدد على أن أي طرف لن يستطيع حكم اليمن بمفرده. وقال القباطي ل"عكاظ" السعودية، إن أحزاب المشترك الستة لا تزال تدرس القرار الحوثي، إلا أنه لا مخرج إلا بالعودة للحوار كخارطة طريق رسمت معالمها المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والاتفاقيات الموقعة من قبل جميع القوى اليمنية. واعتبر أنه لا يوجد أمام الحوثي سوى العملية السياسية وأن أي إجراءات انفرادية لن يكتب لها الدوام، لافتا إلى أن تاريخ اليمن أثبت أن القوة العسكرية الساعية لإجراءات منفردة لم تحقق شيئا، وبالتالي لا بد من عمل مشترك وشراكة وطنية فعلية تنقذ الوطن مما هو فيه. وحول رؤيته لمستقبل اليمن قال القباطي، إن الخطوة الانقلابية أضافت تعقيدا أكبر للمستقبل وخلقت غموضا في الرؤية ولا بد من تصحيح الوضع القائم، مؤكدا أن الظروف الراهنة جعلت الوضع ملتبسا وهناك نوع من عدم الوضوح وقدر من اللامعقول، أربكت معها الوضع العام. وأضاف أن عدم وضوح الرؤية يصعب من التنبؤ بالمستقبل، إذ أنه من الصعوبة إخضاع الأطراف السياسية لأمزجة الحوثيين، فليس أمام الحوثي إلا العودة من حيث انتهت العملية السياسية واستئناف المفاوضات. وأصدر الحوثيون او من يسمون انفسهم "أنصار الله" الجمعة، من القصر الجمهوري إعلانا دستوريا فوضوا بمقتضاه "اللجان الثورية" بإدارة شؤون البلاد لمدة عامين، وحل المؤسسات القائمة حاليا، في خطوة قال متابعون إنها قد تدفع باليمن إلى المزيد من المعارك بين مختلف الخصوم، فضلا عن أنها قد تقود إلى إعلان انفصال الجنوب من جانب واحد وأزمة مع المجتمع الدولي. وأعلن الحوثيون حل البرلمان وإقامة مجلس رئاسي من خمسة أعضاء، ما يعني أنها أغلقت أبواب الحوار مع الفرقاء السياسيين وتولت الالتفاف على العملية السياسية المستمدة من المبادرة الخليجية المدعومة إقليميا ودوليا.