تتوالى روايات نجاح الرئيس عبدربه منصور هادي، في كسر الاقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، ووصوله إلى محافظة عدن، أمس الأول. وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة "عربي21" الصادرة في لندن نقلا عن مصدر رئاسي يمني لم تسمه، تفاصيل مغادرة هادي من منزله في صنعاء إلى مدينة عدن، واختراقه للحواجز الأمنية التي وضعها الحوثيون منذ فرض الإقامة الجبرية عليه في أواخر يناير الماضي. وقال المصدر الرئاسي الذي ذكرت الصحيفة إنه اشترط عدم الكشف عن اسمه إن "الرئيس هادي، فر من منزله المحاصر مختفياً بسيارة تاكسي تحمل لوحة معدنية "أجرة"، تابعة له مع عدد من مرافقيه، في الساعة الثالثة من فجر السبت الماضي. وأضاف المصدر أن"ليلة الجمعة التي سبقت فرار الرئيس إلى مدينة عدنجنوبياليمن، التقى هادي بالسفير الروسي بصنعاء في منزله، الذي غادر بعد ساعات من زيارته للرئيس اليمني". وبين المصدر الرئاسي اليمني أن "مغادرة الرئيس اليمني لمنزله الكائن في العاصمة صنعاء، سبقه ترتيبات من قوات الحماية الرئاسية التابعة له، التي تمكنت من تهريب كميات من الأسلحة الخفيفة (كلاشنكوف) بعد لفها وسط بطانيات وفرش خاصة بهم، ما تسبب في خداع الحوثيين". وفق تعبيره. وذكر المصدر ذاته، أن "منزل هادي، تعرض لعمليات نهب من الحوثيين، قبل أن يتم تسليمه للشرطة العسكرية"، مشيراً إلى أن "مسلحي الحوثي تمكنوا من نهب ثلاث دبابات كان هادي يحتفظ بها في أحد البدرومات التابعة لمنزله في شارع الستين وسط صنعاء، وعدد من الأطقم العسكرية، فضلاً عن السيارات الرئاسية الخاصة به". يذكر أنه فور وصول الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى مقر إقامته الجديد في مدينة عدنجنوب البلاد، أصدر بيانا أكد على "تمسكه بشرعيته كرئيس للبلاد، ورفضه للانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة". وخلط الرئيس هادي عقب تمكنه من مغادرة منزله في صنعاء والتوجه إلى عدن، وكسر الاقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي منذ تقديم استقالته، أوراق العملية السياسية الجارية في "موفنبيك" وأعلنت معظم الاحزاب تمسكها به رئيسا شرعيا بعد ان كانت توصلت إلى اتفاق يقضي بإنشاء غرفة تشريعية ثانية إلى جانب مجلس النواب، يسمى "مجلس الشعب الانتقالي" قوامه 250 عضوا يمثلون كافة المكونات السياسية. وأعلنت عدة سفارات عربية وأجنبية إغلاق أبوابها في العاصمة صنعاء بعد إصدار جماعة الحوثي "إعلانا دستوريا" في 6 فبراير الماضي، حلت بموجبه مجلس النواب (البرلمان) وشكلت مجلسا وطنيا بديلا عنه قوامه 551 عضوا ومجلس رئاسيا من 5 أعضاء. يشار إلى أن الحوثيون أسقطوا العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي واحتلوا جميع مؤسساتها دون أي مقاومة تذكر. جدير بالذكر ان جماعة الحوثي سيطرت في 20 يناير الماضي على مبنى دار الرئاسة والقصر الجمهورية وحاصرت منزل الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قدم استقالته في 22 من الشهر نفسه بالتزامن مع استقالة رئيس حكومة "الكفاءات" رفضا لما أقدم عليه الحوثيون.