عادت الأوضاع الصحية في محافظة حضرموت شرقي اليمن إلى الواجهة، هذه المرة تلوح بالأفق أزمة انفلونزا الخنازير أو ما تُعرف علمياً باسم H1N1 VIRUS تهدد بتدمير ما تبقى صامداً في وجه حمى الضنك. مرت ثلاثة أسابيع على إعلان السلطات الصحية في وادي وصحراء حضرموت عن تسجيلها ل (8) حالات مؤكدة الإصابة من أصل (15) حالة بأنفلونزا الخنازير حتى جاء الإعلان عن رصد حالات مُشابهة في المكلا وعدد من مناطق ساحل حضرموت. وكشفت مصادر طبية في المكلا عن تسجيل بعض الحالات المُشتبه بها اثنتان منها على الأقل في المكلا، وهي الأنباء التي أكدها مسئولي الترصد الوبائي في مكتب وزارة الصحة والسكان في المحافظة. وكشف الدكتور عادل الهدار" مسئول عمليات الترصد الوبائي - فرع وزارة الصحة في ساحل حضرموت" عن وجود عدد من الحالات المُشتبه بإصابتها بالفيروس، لكنه لم يؤكد حتمية الإصابة. وقال (الهدار) في محاضرة تعريفية بالمرض لكوادر طبية في هيئة مستشفى ابن سيناءبالمكلا، أن السلطات الصحية في المدينة لا تستطيع أن تؤكد حقيقة الإصابة نتيجة لعدم توفر المحاليل المخبرية والتي وحدها من سوف تُحدد الإصابة من عدمه. وهو ما أكده العاملون في مختبرات الصحة المركزية في المكلا ، بعدم توفر المحاليل المختبرية ليس فقط في فروع المختبرات بالمكلا وسيئون بل وحتى على مستوى تلك المتواجدة بصنعاء أو أي منطقة أخرى في البلاد. تستر أم تهدئة ونفى مدير عام مكتب وزارة الصحة والسكان بساحل حضرموت الدكتور رياض الجرير في تصريح لوسائل إعلامية وجود أي حالة إصابة مؤكدة بالمرض ،وأثار هذا النفي الكثير من التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى على مستوى الأطبا في مشافي حضرموت. وأتهم نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي السلطات الطبية في الساحل بمحاولة التستر على المرض، بهدف الحفاظ على مصالحها الشخصية. ورفض مسئولي الصحة هذه الاتهامات وأكدوا ل(المشاهد) أنه وفي حالة وجود أي تستر فإن الأمر لن يكون إلا بهدف منع إثارة الرعب والفزع لدى المواطنين، مُشيرين إلى أن وسائل الإعلام المحلية لعبت دوراً كبير في أثارة الفزع لدى السكان أبان أزمة حمى الضنك، ما دفع بالكثير من السكان إلى الاعتقاد بأنه مصاب بالمرض حتى وأن كان فقط يشعر بالصداع. وأشار الدكتور خالد شيبان القائم بأعمال مدير عام هيئة مستشفى أبناء سيناءبالمكلا، أن المستشفى قام بوضع خطة طوارئ طبية تشمل توفير أجهزة التنفس الصناعية للمرضى وكمامات للطواقم الطبية المتعاملة مع الحالات المرضية المصابة أو المشتبه بالإصابة. بالإضافة إلى أن الخطة تشمل تخصيص أقسام للحجر الطبي للمرضى. قلق وتخوف ورصدت حالات مُشتبه بالمرض في المكلا، وأثارت حالة من القلق والتخوف لدى الأطباء أنفسهم قبل المواطنين، حيث قالت الدكتور سميرة البحسني، أن المؤسسات الصحية الرسمية في حضرموت لاتزال تُعاني حالة من الانهيار والضعف بعد أن استنفذت أزمة فيروس حمى الضنك كل إمكانياتها المحدودة أصلاً خلال الأشهر الماضية. وأضافت في حديثها ل (المشاهد)" منذ اندلاع الأزمة الراهنة التي تشهدها البلاد والدولة متوقفة بشكل كامل عن توفير أي مخصصات أو إمكانيات للقطاع الصحي في المحافظة، وأن هذا القطاع لن يصمد مطلقاً أمام أي تفشي لمرض H1N1. ونشرت وسائل الإعلام في حضرموت في وقت سابق وثيقة رسمية أصدرها مكتب وزارة الصحة في وادي حضرموت تُشير إلى أن نتائج الفحوصات الطبية لعدد (12) عينة مُشتبهة بالمرض والتي أرسلت للمختبرات المركزية بصنعاء أكدت إصابة (8) حالات بالفيروس، مؤكدة وفاة 6 حالات مُشتبهة.