أثرت الحرب على نفسيات أطفال اليمن وعقولهم وغرست في ذواكرهم مشاهد السلاح والدمار لن تمحيها الأيام والسنون بسهولة فعقل الطفل يختزل تلك المشاهد للأمد البعيد. ومن الملاحظ أن الأطفال غيروا سلوكايتهم حتى في اللعب بعد عام من الحرب عاشوا فيه لحظات خوف ورعب لن ينسوها بسهولة فسماع أصوات القصف ومشاهدة النيران والمنازل المدمرة أثرت سلباً على نفسياتهم فتجدهم يصنعون أسلحة خشبية وطائرات ويجمعون مضادات الطيران الفارغة ليلعبوا بها لعبة الحرب التي عشعشت في عقولهم الصغيرة وأثرت سلباً على صحتهم النفسية والجسمانية. ويعانى معظم أطفال اليمن من آثار نفسية كبيرة بسبب الحرب والقصف الجوي المتواصل وتحليق الطيران حيث تمثلت هذه الآثار في القلق النفسي للطفل وصعوبة التركيز والحركة الزائدة والأرق إضافة إلى فقدان الشهية والكوابيس المستمرة. رغم أن السلاح هو الأشد فتكاً في الحروب إلا أن هناك ما هو أشد منه فتكاً وخراباً وتدميراً ألا وهو التدمير الذي يفتك بالتوازن النفسي للجميع وخاصة الأطفال، فقد يكون الزمن كفيلاً بتجاوز ما خلفته هذه الحروب من دمار للمباني غير أن ما لا يمكن للزمن أن يمحوه هو تلك الآثار النفسية التي تشبثت في لا وعي كل من عايشها من خلال الرعب والقلق وفقدان الأهل والأصدقاء والجيران. أما الآثار البعيدة المدى فغالباٍ ما تكون على صورة مشاعر يختزنها الطفل في لا وعيه تظهر أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت والإصابات وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل مدمرة. كما أن الأطفال حرموا من الحصول على حقوقهم الاساسية في الحياة والتعليم والصحة والمياه وفرص النماء حيث أنهم يعيشون ألوان الخوف والرعب جراء استمرار القتال وفقدان أهاليهم وأصدقائهم او تشريدهم بالنزوح من منازلهم ومدنهم وقراهم. منظمات محلية تبنت مشروعاً في بعض المناطق الحدودية بتوفير مساحات آمنه للأطفال ووفرت لهم أجواء للخروج من جو الحرب عبر تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال من خلال رسائل تسعى إلى إخراج الاطفال من القلق والضغوط والاضطرابات النفسية والتوعية حول حماية الأطفال وقت النزاعات والحروب. وتأتي أهمية هذا المشروع لما له من أثر كبير في تخفيف آثار الصدمة النفسية وكيفية التعامل مع الأطفال في الحرب وهذا تفوق أهميته العلاج الطبي من هذه الآثار فيما بعد، وذلك ببث الاطمئنان في نفوسهم وعدم ترويعهم وتركهم يشاهدون مشاهد مؤلمة ولا يواجهون أياً من هذه الآثار وحدهم؛ حتى لا يتفاقم أثرها السلبي داخل نفوسهم على المديين القريب والبعيد. لمتابعة أخبار المشهد اليمني عبر التليجرام إضغط هنا