تشكل ظاهرة إطلاق النار في الأفراح إحدى الظواهر الخطيرة التي يعاني المجتمع اليمني من تفشيها، حيث خلَّفت هذه الظاهرة مشاكلاً كثيرة في الأسر، وراح ضحيتها عدد غير قليل من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم جاؤوا لتهنئة أصحاب الفرح ومشاركتهم فرحتهم وتقديم واجب اجتماعي نحوهم. وتعتبر هذه الظاهرة وباء وآفة خطيرة لا يمكن السكوت عليها، فالرصاص المتطاير قد يخترق أجساد الأطفال والكبار دون استئذان ويحولهم إلى جثث هامدة أو اجساد مشلولة لا تتحرك من أجل إرضاء غرور بعض المستهترين والمتهورين. وخلقت ظاهرة إطلاق الرصاص في الأفراح مشاكل عديدة وكثيرة بين العائلات، وراح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم جائوا للمشاركة في الفرح وتقديم واجب اجتماعي أو جلسوا في شرفات بيوتهم او كانوا من المرور الكرام. ويعتبر إطلاق الأعيرة النارية في الهواء من العادات والتقاليد اليمنية القديمة، ويقوم أصحاب العُرس بذلك إما للتفاخر أو ترحيباً بالضيوف، وفي أغلب الأعراس قد تطلق أعيرة نارية بالآلاف، وقد يصاب بعض الحاضرين برصاصات طائشة نتيجة انحراف أو انزلاق السلاح الناري من يد أحدهم ، أو نتيجة رجوع الرصاص. وكثيراً ما تحولت الأفراح إلى أتراح، والتهاني إلى مآسي، بسبب إستهتار شباب فضلوا التعبير عن فرحهم بطريقة غير مشروعة وغير مستساغة ذلك هو الوضع في الأعراس في اليمن والتي تشهد إطلاق الرصاص من الأسلحة ابتهاجاً بالعرس ، فتتحول معها المظاهر في بعض الأحيان، من تهانٍ إلى تعازٍ. وأحدثت هذه الظاهرة حالات من الفزع والخوف والازعاج لدى الأطفال ، ومصدر إزعاج للمرضى والسكان المجاورين، وتسبب رعباً في أرجاء المدينة، وإرهابا للصغار والكبار وإقلاق للسكينة العامة. ويعتقد من يطلقون الرصاص في الهواء أثناء الحفلات بأنهم عندما يقومون بهذه الأعمال الغير مسؤلة يدخلون البهجة والفرحة والسرور إلى نفوس أهل العريس من باب المجاملة لأصحاب العرس، أو للتفاخر، بينما هم يعبّرون عن فرحتهم بصورة مخالفة للناس وللدين ولكافة الشرائع السماوية. وتمثل هذه الظاهرة خطراً كبيراً على سلامة الانسان والحيوان والطبيعة وقد يتحوّل بسببها الفرح إلى حزن، ويجب تكثيف الجهود لممنعها والتوعية بأخطارها فهي تهدد سلامة الناس وتجب محاربتها بلا هوادة. ويرى ناشطون "أنه لا بد من التحرك وإيجاد وثيقة امنية قانونية اجتماعية تشكل عقد ملزماً لدى كافة الجهات وعلينا جميعاً مسؤولية، فلا عذر لأحد منا في الوقوف جانباً حيال هذه الظاهرة الخطيرة وعلينا حماية مجتمعنا وبلدنا". لمتابعة أخبار المشهد اليمني عبر التليجرام اضغط هنا