استنكر ناشطون حقوقيون واعلاميون تجاهل منظمة أطباء بلا حدود في اليمن لأعمال النهب التي تمارسها مليشيات الحوثي لقوافل المساعدات الطبية التي أرسلتها المنظمات الاغاثية بما فيها مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية. وقال رئيس رابطة الاعلاميين اليمنيين فهد الشرفي، بأن منظمة أطباء بلا حدود دائماً ما تتعمد عدم ذكر مليشيات الحوثي التي أقدمت مراراً على احتجاز قوافل من المساعدات الغذائية والطبية لمدينة تعز. مستنكرا بيانها الأخير الذي لم يشر بوضوح لدور الحوثيين في منع المساعدات المقدمة من المنظمات للمراكز الصحية بشكل عام ومراكز غسيل الكلى بشكل خاص. وأضاف الشرفي بان أبناء صعدة يعرفون الدور المتخاذل لمنظمة أطباء بلا حدود فيما يخص كشف المتورطين بالانتهاكات ضد القطاع الصحي. موضحا بأن المنظمة ترتكب ذنباً أخلاقياُ ومهنياً كبيراً وهو التغاضي عن جرائم الحوثيين الذين يمنعون وصول الخدمات والمساعدات للمحتاجين إليها. وبيّن بأن المنظمة في الماضي صمتت كثيراً أمام الانتهاكات التي مارستها جماعة الحوثي في حق الحقوق الصحية والمراكز الطبية. لافتاً إلى أن جماعة الحوثي قامت بنهب مستشفى ساقين الذي بنته السعودية، ونهب مستشفى حيدان التي كانت تعمل فيه منظمة أطباء بلا حدود دون أن تفعل شيئا أو تنشر بياناً لإدانة المتسبب في منع تقديم الخدمات الطبية الطارئة والعادية للمواطنين". وأشار الشرفي إلى أن المنظمة تقوم في صعدة بخدمة المقاتلين الحوثيين بدرجة أساسية، وتقدم الخدمات للمواطنين بناء على توصيات وموجهات من جماعة الحوثي. وطالب الشرفي المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي ادانة سلطات المليشيا في صنعاء التي قامت بتحويل أموال ومخصصات وزارة الصحة لصالح الأعمال الحربية منذ أكثر من عام ونصف، وهو ما سبب هذا العجز الشديد في تقديم الخدمة الصحية للمواطنين. وأكد الشرفي بأن جماعة الحوثي تحرص على توفير كل الخدمات الصحية لأتباعها، وتتجاهل مرضى الفشل الكلوي ومرضى السرطان وبقية الأمراض المزمنة وتعرض حياتهم للموت ومن ثم تستغل معاناتهم للضغط على خصومها. وفي تعز أكد الشرفي بان مساعدات مختلفة مقدمة من الملك سلمان منها ما هو طبي ومقدم لمركز غسيل الكلى تحديدا، تم الاستيلاء عليها من قبل جماعة الحوثي في مايو الماضي بشهادة أطباء مستشفى الثورة العام بتعز، لكن هذا لم يقابل بشكل صارم من المنظمات العاملة في المجال الصحي بما فيها أطباء بلا حدود التي حذرت في بيانها الأخير من انهيار مراكز الغسيل الكلوي، دون أن تشير إلى المتسبب الحقيقي في ذلك، وهذا بالنسبة لنا تواطؤ مع مليشيا الحوثي وتراجع واضح عن مباديء العمل الانساني الذي ينص على الحياد وعدم الانحياز وعدم التمييز بين الاطراف المستفيدة أو التي يتم التعامل معها". وفي السياق، طالب وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية ورئيس لجنة الإغاثة عبد الرقيب سيف فتح، كافة المنظمات الدولية العامل بالتوضيح للناس والكشف عن الطرف المسؤول عن عرقلة إدخال المساعدات إلى بعض المناطق. واصفا صمت المنظمات ب " القصور والاخلال في مهام وأعمال المنظمات الدولية". وأضاف فتح في حوار نشر في جريدة العربي الجديد الصادرة من لندن، بأن المنظمات تفسر هذا التقصير بأنها "تتعامل مع الموضوع بصورة دبلوماسية لمعالجتها. لكن في نهاية الأمر، لا يجب أن يستمرّ هذا الوضع، لأنّه مرتبط بحياة المدنيين. يموت أناس لعدم قدرتنا على إدخال الأكسجين إلى مستشفيات".