لو كنت من سكان صنعاء فحتماً لم تشاهد مدينة سام وقد غرقت في بؤس عميق كما كان حالها هذا اليوم. وأفاد مراسل "المشهد اليمني" بأن سكان صنعاء يعيشون حالة وهن وكدر كبير لم يحدث قبلاً، مضيفاً أن عديد الوزارات والمصالح الحكومية التي فتحت أبوابها اليوم شهدت أقل نسبة حضور للموظفين منذ تأسيس الجمهورية اليمنية.
ويقول ابراهيم (موظف حكومي): والله أكاد انفجر.. كيف افعل بإيجار البيت وبأكل العيال.. ما معانا غير الله يسمع الشكوى ويعلم الحال. في حين تحدث زميله طارق (موظف): ايش نقول يا ناس.. سمعنا بمظاهرة الرواتب فعاد لنا الأمل، بس الكارثة اللي حصلت أمس في صالة العزاء خلت النهابة يفتحوا لقوفهم الآن بالفم المليان.. من عاد با يتجرأ يفتح لقفه ولا يتكلم على الراتب.. من؟ والله لا يسلخوا جلده وسط الشارع..
وأضاف محمد (صاحب محل): يا أخي والله الوضع لا يحتمل.. اخرج بس للشارع وراقب المارة وشوف كيف وجوههم.. مجاعة والله، ربك يلطف بنا.
أما سعيد (موظف) فقد وجه جام غضبه على الشرعية، متسائلاً عن السبب الذي يدفع بها الى خداع الناس وإقناعهم بأنها ستتكفل بلقمة عيشهم، وبعد أن تتعلق بها الآمال ترجع تتهرب من المسئولية وتبدأ بالحديث عن صعوبات ومعوقات ووو.
وتشهد العاصمة السياسية صنعاء "ضموراً" اقتصادياً وشعبياً غير مسبوق، بعد امتناع سلطات الانقلاب وسلطات الشرعية عن صرف المرتبات التي تعد بمثابة "شريان الحياة" الوحيد الذي يحفظ أهل المدينة من الموت جوعاً.