ثمّة لمسات رقيقه للغاية تتماشى مع مكوّنات الروح والإحساس، ذلك ما يعرف بالفن التشكيلي، النسخة الأخرى للطبيعة، اللغة التي يتفنن بها بعض الأشخاص ويجيدون نحتها منذُ الصغر على أوراق كراساتهم المدرسية ومن ثم وضعها في زوايا وأركان المنزل ومسارح ومعارض الفن . الأمر ذاته يحدث مع عائشة الشهاري – طالبة في جامعة إب – تربية فنية والتي تقول: إنها ولدت مع الفن بل ورضعت منه ورضع منها حتى صار ملازماً لها في كل أمور حياتها اليومية، إلى درجة أنها تخلت عن رفيقاتها ومجالستهن لتختلي بنفسها مع كراسة الرسم ومداعبة الألوان . وتطمح "عائشة" إلى أن تكون النسخة الثانية من الفنان العالمي الشهير بيكاسو رائد الفن التشكيلي في القرن العشرين، وإلى أن يكون لها لوحة تشكيلة مستقبلاً كلوحة العشاء الأخير ليوناردو دافنشيو في أواخر القرن الخامس عشر، كما تأمل أن يكون لها بصمة في هذا الجانب من الفن الغائب والمهمل في اليمن. لا ترى "عائشة" أي مصاعب أو تحدٍ يواجها شخصياً وأمام ما تطمح إليه، والسبب في ذلك يعود لإصرارها وإيمانها العميق بأن الحياة كلها معوقات ويجب علينا إذا أردنا التفوق أن نتخلص بإرادتنا على هذه المعوقات مهما كانت صعبة ومتعبة، بحسب تعبيرها . من جانبية يقول الفنان الشهير شهاب المقرمي، إن واقع الفن التشكيلي في اليمن بئيس جدا، مشيراً إلى أن الاهتمام الرسمي مفقود فيما الشعبي نادر ما يأتيهم اهتمام منه، لافتاً إلى أن أبرز المعوقات التي يواجها الفنان عدم الاهتمام والتشجيع الرسمي . وأضاف الفنان" المقرمي": يمكن القول أن التجربة اليمنية في مجال الفن التشكيلي الحديث والمدارس المعاصرة مازالت في بداية الطريق، وأنها تحتاج لوقت أطول حتى تواكب التيارات الحديثة والأحدث، وإن كان هناك بعضاً من الفنانين اليمنيين ممن لهم تجربة وماضي طويل في الفن التشكيلي قد بدأوا خوض هذه التجربة وإنتاج أعمال متميزة تحمل طابع يمني متميز. ويعاني الفن التشكيلي بمختلف أنواعه في اليمن، من غياب تام للإعلام، وإهمال شديد نتيجة لتركيبة المجتمع القبلية والدينية التي تعتبر ذلك نقيضاً للدين وأعراف المجتمع، ناهيك عن إهمال الجانب الحكومي بهذه الفئة من المواهب التي تتعرض مع الأيام للانقراض والدفن، حيث بدأ ينعزل الكثير من أفرادها ليمارسوا أعمال أخرى توفر لهم لقمة العيش الكريم.