يعاني مبتعثو وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية في الأردن من أزمة مالية خانقة نتيجة توقف مستحقاتهم المالية للشهر السادس على التوالي. وحمل مصدر في الطلاب في تصريح ل " المشهد اليمني " الحكومة اليمنية المسؤولية الكاملة في إيقاف مستحاتهم داعياً إلى النظر بعين المسؤولية للطلاب في العاصمة الأردنية " عمان " . وأشار المصدر " إلى أن الطلاب بدأوا ينفذون اعتصاماً مفتوحاً داخل السفارة اليمنية هناك بعد أن انقطعت كافة السبل في إيجاد حلول مستعجلة لإنقاذ الوضع الاقتصادي الذي وصل إليه الطلاب . ودعا المصدر الحكومة بسرعة إرسال مستحقات الطلاب أسوة ببقية الطلاب في عدد من الدول والذين استملوا الربع الثالث والرابع من العام الماضي فيما بقي طلاب الأردن بلامستحقات منذ منتصف العام الماضي . وأصدر الطلاب اليوم الأحد بيانياً رسمياً عقب وقفة احتجاجية داخل السفارة جاء فيه : بيان رقم (1) صادر عن مبتعثي وزارة الصحة للدراسة في الخارج (الأردن). قال تعالى: "وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا" صدق الله العظيم إننا -مبتعثوا وزارة الصحة للدراسات العليا في الخارج- بإسم فرع المملكة الأردنية الهاشمية ونيابة عن مبتعثي الصحة في بقية دول العالم والمبتعثين من بقية الوزارات والجامعات صرخنا من المعاناة سابقا في ظل العشوائية واللامبالاة ومن تأخر صرف رواتبنا التي تصرف كل ثلاثة أشهر، وعانينا الأمرّين إزاء ذلك.. ولقد كانت سعادتنا غامرة أن تسند حكومتنا الشرعية هذا الأمر إليها بعيدا عن الفوضى واللامسئولية السابقة، واستبشرنا أننا سنكون كباقي مبتعثي الدول الأخرى و كلٌ سيستلم مرتبه دون تأخير لينعم بالأمان المالي ويتفرغ للتحصيل العلمي من أجل بناء هذا الوطن المعطاء. لقد سررنا حقاً باستلام الأخوة المبتعثين على حساب وزارة التعليم العالي لمستحقاتهم في بعض الدول، وكنا نتمنى أن يكرمنا الله باستلام رواتبنا أيضا؛ إلا أن تأكيدات المعنيين على الأمر بأن التوجيه يقضي بصرف مستحقات طلاب التعليم العالي دون غيرهم جعلنا نبتلع خيبتنا ونعود أدراجنا. إننا إذ نقدر عالياً مبادرة القيادة السياسية والحكومة الشرعية لحل اشكالية الرواتب المتراكمة، فإننا_ مبتعثي الخارج عموماً- لا يمكننا الصمود أكثر في مواجهة غلاء فاحش يفتك بالقلوب قبل الجيوب، ولا يمكننا السكوت أكثر إزاء تنصل المسئولين عن مهماتهم وإلقاء الحمولة والمسئولية على الوضع المتأزم. إننا نطالب جدياً بالحد الأدنى من الإستقرار النفسي واستلام مخصصاتنا المالية حتى لا يأتي يوم وقد أخرجنا من بيوتنا مطرودين- ونحن على وشك ذلك. ليعلم الجميع أننا صبرنا على مصاب الوطن؛ واعتمرنا في خضم الخطوب عمائم حب اليمن والتضحية لأجلها شامخين عير مبالين بما كان من تأخير، في الوقت الذي نعاني فيه وعوائلنا من شظف العيش وعوز الحاجة وضيق ذات اليد، إلا أن للصبر حدود وللجوع أسنان حادة تقضم أرواح أبنائنا وعوائلنا فلا مزيد من الصبر، في الوقت الذي تهدر فيه ثروات الوطن فيما يضر ولا ينفع، وتنهب خيرات البلاد لتسخر فيما يحبط ولا يرفع.. لقد كان من صبرنا وإعذارنا للقائمين على الأمر أن ربطنا على أفواهنا وعقدنا ألستنا من الصراخ بالمعاناة، تقديما منا للتراخي من أجل إعطاء الفرصة للعمل، وإكساب الوقت للقائمين من أجل انجاز الحل، وكان لنا عدة لقاءات مع المعنيين في الملحقية والسفارة والدبلوماسيين ومسئولي الصحة، وفي كل لقاء تستخدم الأعذار نفسها وتلقى المحاضرات ذاتها عن فضيلة الصبر وجميل التحمل في مواجهة مدلهمات الدنيا، ونعود لأبنائنا خاليين الوفاض نمنيهم بالغد ونسليهم بقبلِ على الخد، ولقد طرحنا على كل من قابلناه كل المطالب المتعلقة بالمبتعثين في الأردن ونذكّر بها هنا: 1- سرعة صرف مخصصات الربع الرابع من عام 2016 والربع الأول من عام 2017. 2-معالجة اوضاع المبتعثين الذين تم إيقافهم تعسفيا قبل انتهاء مدتهم القانونية بما فيهم المعرقلين في وزارتي الصحة والمالية بسبب الروتين المعطل. 3- إعتماد فترة التمديد القانوني لمن أكمل الفترة المقررة بمقدار 25% من فترة الدراسة، كل بحسب تخصصه. 4-حل حزمة المشكلات التي تواجه جميع مبتعثي الدولة، متضمنة مبتعثي وزارات الصحة والتعليم العالي والجامعات والجهات الأخرى.. بالعطف على ما سبق، ومع تلكؤ الجهات المعنية وتأخرها في الإيفاء بالتزاماتها وعدم صرف المخصصات في الموعد المحدد فقد حق للمبتعثين البدء في الإجراءات التصعيدية للمطالبة بالحقوق ولفت الأنظار عبر الإعتصام السلمي الذي يضمن الحدود الدنيا من إيصال الصوت لمن لا حياة لهم. إننا ندعوا القائمين على الأمر إلى سرعة صرف المستحقات ورفع البلاء الجاثم على نفوسنا ودفع الكرب المخيم على حياتنا؛ فاتقوا الله فينا وفي شعبكم؛ فالسيل لو انطلق سيجرفكم والتاريخ لو نطق سيلعنكم إن لم تكونوا عند المسئولية؛ ولا تجعلوا من يسعى إلى عرقلتكم ينام هانيء البال ومستريح المآل، فأنتم تسيرون في الطريق الذي يرسمه حاسدوكم.. كما ندعوا الأخوة المبتعثين إلى بدء الإعتصام السلمي بسبب تأخر المستحقات وعدم حل المشاكل المذكورة أعلاه، واعتصموا بحبل الله، ولا تنتزعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم؛ فالله معكم ؛ وماضاع حق وراءه مطالب.. إننا نهيب بالمسئولين في سفارتنا التعاون مع الطلاب والرفق بهم وبحالتهم، والسماح لهم بالاعتصام السلمي وعدم التعرض لهم ودفعهم للتصرف بما تمليه عليهم عاطفة الجوع، فالجوع كافر؛ وعلى المسئولين في السفارة تسهيل هذه الإجراءات لإيصال صوت الجوعى ونقول لهم ما أمسى في دار جارك، أصبح في دارك... والله ولي الهداية والتوفيق.. صادر عن مبتعثي وزارة الصحة للدراسات العليا في الأردن بتأريخ 15/01/2017 نسخة إلى فخامة الأخ رئيس الجمهورية المحترم مع التحية نسخة إلى دولة رئيس الوزراء المحترم مع التحية نسخة إلى معالي الوزراء المعنيين المحترمون مع التحية نسخة إلى معالي سفير بلادنا في دولة الأردن مع التحية نسخة إلى الملحقيات الثقافية والصحية والمالية بالسفارة مع التحية نسخة إلى من يهمه الأمر مع التحية