(كرّاسة وطن) أنا ما دخليش بكلِ ما يقال هنا... تواصل (جارتنا لطيفة)، حسرتها على وضع البلد.. وتقول: أنصار الله يريدونها (ملكية)، والإخوان المسلمين، يريدونها (خلافة إسلامية)، والمؤتمريين والشباب وأم الصبيان يريدونها (جمهورية)، والليبراليين، واليساريين واليمينيين يريدونها (فيدرالية)، واليمن ما عد درت أيش تشتي هي بالضبط كثروا الخطّاب والعريس واحد! تضيف: هذا يجرها من أذنها اليمنى ويقول لها: أنا لك.. وذاك يقول لها: ما أحد غيري ينفعك.. ويقرّب لك البحر عسلاً. احتارت اليمن وجاء وقت الصلاة صلّت الفرض، وأتبعته بصلاةِ الاستخارة علّ الله يختار لها العريس المناسب. فكلما صلّت تجد قلبها يميل إلى الحُكم (الجمهوري)، لأنه العريس المناسب لها على مدى الزمن، والمُخلص الوفي معها منذُ سيف بن ذي يزن، ولم ترد تبديله مهما كلفها ذلك من ثمن، وإن كلفها أن تطوفَ العالم بقضيتها.. عند هذه النقطة بالذات تنهدت (جارتنا لطيفة)، تنهيدة كبيرة حتى سمعها (الجيران)، وأبرقت رسالة قصيرة لذوي الشأن قالت فيها: لحد هنا... يكفي يا أصحاب المصالح، كذب على المواطن الغلبان، وأقسم برأس بقرتنا، وثور جدي، ودجاج زريبتي أن لا هم لكم سوى الكرسي فقط، الذي أدوشتمونا به، فاليمن ما عادت تحتمل حماقاتكم، وتهوركم يا عشاق الكراسي، أحبِّوا اليمن ولو مرة واحدة من قلوبكم، خافوا على مستقبلها من الضياع وتشريدها في طرقاتِ وشوارعِ العالم، كما هو حال إخوتنا السوريين المشردين في الطرقات، والصوماليين، وغيرهم. اليمن بحاجة لحبكم لها بإخلاص، والتفرغ لبنائها وتطويرها، وإعادة مجدها الحضاري التليد، تنازلوا عن أنانيتكم من أجلها، ومن أجلِ السلام في ربوعها، هل تدركون أنها باتت تنام وتصحو في قلق، وتأكل وهي تترقبُ لحظة النهاية التي تهددونها بها? هل تناسيتم أنكم أول من يكتوي بالنار التي ستشعلونها؟ والآن أثبتوا أنكم أصحاب حكمة على مدى الزمن، وإلا فأنتم مصاصو دماء بامتياز، حينها لن يرحمكم التاريخ، وستسجلون في قوائمه السوداء أنكم أسوأ ما أنجبتِ الإنسانية.. أن رميتم بها للمحرقة!! التوقيع (لطيفة). * المنتصف