أكد رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبد الله صالح، على ضرورة إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل. موضحاً في لقاء خاص مع قناتي "اليمن اليوم" و"آزال" الفضائيتين، أن الوحدة اليمنية مكسب لليمنيين كافة ولا يمكن التفريط بها بأي حال من الأحوال. وعبَّر الزعيم علي عبد الله صالح عن أمله تجاه الحوار الوطني، متمنياً له التوفيق والخروج بنتائج إيجابية تكون في صالح الشعب. مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة تصفية النوايا من قبل كافة الأطراف. وفيما عبَّر الزعيم صالح عن اعتذاره لعدم تمكُّنه من استقبال مهنئيه بعيد الأضحى المبارك، دحض تلك الأنباء التي تداولتها وسائل إعلامية حول صحته خلال اليومين الماضيين وروَّجت بشكل مستفز وفاجر عن تعرُّضه لجلطة دماغية أدت إلى دخوله في غيبوبة. تلك الوسائل المأجورة لم تقف عند ذلك الحد من التهكُّم على رجل بحجم الزعيم صالح، بل وصل بها الأمر حد الترويج لشائعة وفاته. وأوضح صالح أنه تعرض لصدمة برد قبيل عيد الأضحى المبارك بحوالى 4 أو 5 أيام، ما اضطره إلى إعلان اعتذاره عن استقبال المهنئين بمناسبة عيد الأضحى. وهو الأمر الذي أدى إلى تطوير الشائعات من قِبَل الناس "الطيبين المحترمين المؤدبين" والذين سارعوا للقول إن علي عبدالله صالح غادر إلى السعودية ثم غادر إلى السويد ثم ألمانيا وآخرها مالطا، فالكثير من الإشاعات نزلت على هذا الأساس، حسب تعبيره. وبخصوص شائعة وفاته قال الزعيم صالح: حقيقة الأمر توفيت ومت في الحادث الإجرامي والإرهابي عام 2011 في أول جمعة من رجب بجامع دار الرئاسة. وأضاف: إن مدبري الجريمة هي حركة الإخوان المسلمين الإرهابية والتي تقف وراء كل أحداث الاغتيالات التي يتعرض لها الضباط والعسكريون والأمنيون بغرض تصفية الحساب والقضاء على ما تبقى من مفاصل السلطة. وتابع الزعيم: هؤلاء يعتدون على الناس ويختطفون بحجة رميها إلى ظهر تنظيم القاعدة، مع أن تنظيم القاعدة فصيل من فصائل الإخوان المسلمين وخرج من عباءتهم. وعلَّق الزعيم صالح على عزوفه أحياناً عن الظهور على شاشات الإعلام بقوله: المشكلة، إن أطللنا على وسائل الإعلام والقنوات الفضائية قامت القيامة ولم تقعد والأحقاد تطلب العزل السياسي وأنه ما سلَّم السلطة ومازال سياسي". وبخصوص العمل السياسي قال الرئيس صالح: أنا أعلنت أنني سأنقل السلطة في وقت مبكر ولكن سأستمر بالعمل السياسي من خلال المؤتمر الشعبي العام".. وأضاف: "حزب المؤتمر أسسته في عام 1982 مع كل القوى الخيرة واشتركت كل الأحزاب فيه، وكان حزباً رائداً، وكل ما هو على الأرض اليمنية من إنجازاته ولا يقدر أحد على إخفائها مهما كذب". وأبدى الزعيم استعداده لترك منصب رئيس المؤتمر في حال عقد الحزب مؤتمره الثامن، وتقدم كل القيادات استقالاتها ويكون للحزب وقتها حرية اختيار قيادات جديدة، أو إعادة انتخاب من يريد الأعضاء. وقال: نحن صنعنا المبادرة الخليجية مع دول الخليج وبرعاية دولية على أساس أننا نجنب شعبنا إراقة الدم والحرب الأهلية ونقلنا السلطة سلمياً وسلمناها إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهو تعهد أنه سيمارس عمله كرئيس للجمهورية إلى نهاية الفترة الانتقالية وينقل السلطة عبر صناديق الاقتراع، وهذا التزام جيد ورائد ونثمن له هذا الموقف على أن ينفذ ما تم الاتفاق عليه بالمبادرة الخليجية نصاً وروحاً وبآليتها التنفيذية. وأوضح الزعيم صالح أن المبادرة صاغتها دول ومتفق عليها أن العزل السياسي والحصانة ليست هبة من أحد لا من رئيس ولا من مرؤوس". مشيراً إلى أنها ضمن محطة انتقال السلطة في عام 2011 إلى نائب الرئيس وليست منحة من أحد. لافتاً إلى أن الحصانة منحها الشعب اليمني العظيم وحزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي. وقال الزعيم: من المهم التفكير بتعديلات دستورية، نمنح السلطات المحلية بموجبها الصلاحيات بما يمكن من الحد من المركزية ويكون بقاؤها رمزياً للسيادة والمتابعة ورسم السياسات للمحافظات أو الأقاليم، مشيراً إلى أنه لا فرق في التسمية. وأضاف: "يجب على السلطة المركزية ترك الأمر لأبناء المحافظات في انتخاب من يشغل منصب المحافظ ومديري الإدارات الخدمية المختلفة. مؤكداً أنه عند الوصول إلى تلك المرحلة من النضج والوعي السياسي والديمقراطي، فإننا نكون قد وصلنا إلى الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها الجميع، وليست الدولة التي نعيشها حالياً من قطع للطرق وخطف وقتل الناس بالدراجات النارية ومسدسات كاتمة الصوت. وأشار الى أن تلك الأحداث لم يسبق لها أن حدثت في تاريخ اليمن القديم والحديث، واصفاً إياها بالخيانة، وقال: هذه ما قد حصلت.. هذه خيانة لا بعدها خيانة.. تصفية حسابات لكل العناصر الفاعلة بالمجتمع. وأردف بقوله: تبرير الحكومة والسلطة القائمة عجزها وفشلها على الآخرين يعتبر خيانة.