وصل، في الأشهر الأخيرة، الآلاف من الصوماليين إلى اليمن، عن طريق البحر؛ فراراً من الوطن الذي مزقته الصراع. واليوم وفي هجرة عكسية قالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن عشرات اليمنيين يعبرون خليج عدن على متن زوارق صغيرة هرباً من القتال الدائر في بلادهم والغارات الجوية التي تنفذها الطائرات السعودية، سعياً للجوء في الصومال وجيبوتي. وقال عبد الرحمن منور، ضابط الخدمات المجتمعية في مخيم المركزي بجيبوتي، حيث تقدم مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين وشركاؤها، المساعدات في هذا البلد الصحراوي الصغير في القرن الافريقي: "لدينا العديد من اللاجئين الذين وصلوا مؤخراً إلى المخيم". وتابع عبدالرحمن: "لقد عانوا من الكثير خلال رحلتهم". مشدداً على أن واحدة من أهم القضايا الملحة هي تقديم المشورة والدعم العاطفي، وخاصة لأولئك الذين شهدوا العنف والقتل المباشر. ومع تزايد حدة القتال في اليمن، فر أكثر من 120،000 لاجئ ومهاجر منذ أبريل، بحثاً عن الأمان في جيبوتي، وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وعلى الرغم من أن الأرقام تتضاءل بالمقارنة مع اللاجئين الذين فروا من أفريقيا إلى اليمن - ذكرت، الشهر الماضي، المفوضية أن هناك 265،000، منهم 250،000 صوماليون، فروا في السنوات السابقة، وانتقلوا إلى جيبوتي. ومن أحد الذين فروا من اليمن هو الصياد اليمني سيف زيد عبد الله، الذي كان يركب دراجته النارية بالقرب منزله عندما قصفت غارة جوية موطنه في منطقة باب المندب، ومزقت الشظايا ساقه اليسرى، وكان ينزف عندما وصل المخيم في جيبوتي بشدة من الجرح الذي يتطلب أشهراً لعلاجه. وقالت مفوضية اللاجئين، إنها بصدد البحث عن موقع مناسب لإيواء اللاجئين في جيبوتي في حال اشتداد القتال في اليمن. وفي ذات الوقت، ما زال اللاجئون الصوماليون يتقاطرون على اليمن هرباً من العنف والفقر في بلادهم. يذكر أن اليمن يستضيف أكثر من 238 ألف لاجئ صومالي، حسبما تقول مفوضية اللاجئين. في غضون ذلك، يتواصل سيل اللاجئين القادمين في الاتجاه المعاكس من الصومال إلى اليمن، إذ تقول الأممالمتحدة، إن أكثر من 1500 من هؤلاء وصلوا الأسبوع الماضي لوحده.