صراع يتسعر مجددا ويعود جمره الى الحقبة السوفيتية - خصوصا إلى العامين الأخيرين من عمر الاتحاد السوفيتي قبل اكتمال تحلله. تجدد الاقتتال 2 أبريل/ نيسان بين اذربيجانوأرمينيا حول إقليم ناغورني قره باغ وخلف اليوم الأول نحو 30 قتيلا من الجانبين على الأقل، ونشأت مخاوف قوية من تحول النزاع إلى حرب شاملة. و تقود موسكو جهود وساطة لاحتواء النزاع المتفجر.
أقل من دولة وأكبر من إقليم
تعود أصول الصراع في إقليم ناغورني قره باغ إلى الحقبة السوفيتية عندما قررت موسكو ضم الإقليم ذي الأغلبية الأرمنية إلى جمهورية أذربيجان السوفيتية، ومع بداية تحلل الاتحاد السوفيتي أعلن المجلس السوفييتي للإقليم عام تسعة وثمانين انضمامه لجمهورية أرمينيا ما أدى لاندلاع حرب شاملة بين باكو ويريفان.
وإبان الحرب أعلن الإقليم استقلاله عام واحد وتسعين ولكن لم تعترف به أية دولة حتى الآن.
في عام أربعة وتسعين وضعت الحرب أوزارها وقبل الطرفان وقف إطلاق النار مع بقاء الوضع على ما هو عليه.
في مارس 2011، عقد أول لقاء بين الرئيس الروسي - حينها- ميدفيديف (رئيس الحكومة حاليا) والأذربيجاني علييف والأرميني سركيسيان، رؤساء الدول الثلاث المهتمة بالصراع، في محاولة منهم لإيجاد حلول عملية له في مدينة قازان الروسية.
الإقليم والأطراف التي تتنازع السيطرة عليه
تاريخيا، كان إقليم ناغورني قره باغ يسمى "أريستاخ" ويدخل ضمن أرمينيا القديمة.
بداية القرن التاسع عشر، بات الإقليم في عداد الإمبراطورية الروسية.
بعد ثورة 1917، دخل الإقليم في نطاق أذربيجان، وخلال المؤتمر الأول للأرمن تم إعلانه منطقة إدارية – سياسية مستقلة.
في العام 1920، وقعت الحرب الأرمنية –الأذربيجانية وتدخل الجيش السوفيتي لوقفها وعاد الإقليم إلى أذربيجان.
أطراف النزاع في قره باغ
أرمينيا: تصر على إجراء استفتاء عام في قره باغ من أجل تحديد الصفة النهائية لهذه الجمهورية. وتقدم الحكومة الأرمنية المساعدات المختلفة والدعم الكبير لجمهورية قره باغ ولكنها لا تعترف بها رسميا.
قره باغ: تؤكد قيادة جمهورية قره باغ بشكل قطعي على استقلالها كدولة، ولكنها لم تنل الاعتراف من أي جهة، ولا تشارك في المفاوضات التسوية التي تجري برعاية "مجموعة مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي الخاصة التي تضم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، لأن أذربيجان لا تعترف بها كطرف في النزاع.
أذربيجان: تطالب بإعادة كل الأراضي المحتلة من قبل أرمينيا دون أي شرط. وقد أعلنت قيادة أذربيجان مرات عدة عن استعدادها لاستعادة هذه الأراضي بواسطة القوة المسلحة.
20 فبراير/ شباط 1988:دورة مجلس نواب الشعب في قره باغ، تتوجه بطلب إلى أرمينياوأذربيجان وقيادة الإتحاد السوفيتي لنقل الإقليم الى أرمينيا.
14 يونيو/ حزيران 1988: مجلس نواب الشعب في أرمينيا، يوافق على طلب ضم قره باغ إلى الجمهورية.
17 يونيو/ حزيران 1988: مجلس نواب الشعب في أذربيجان، يقرر إبقاء الإقليم في عداد الجمهورية.
1 ديسمبر/ كانون الأول 1988: مجلس نواب الشعب في أرمينيا ومجلس نواب الشعب في قره باغ، يقرران في جلسة مشتركة توحيد الإقليم مع أرمينيا. في السنة نفسها، وقعت اشتباكات بين الأرمن والأذربيجانيين وتخلل ذلك قتل وتدمير.
29 أغسطس/ آب 1991: أذربيجان، تعلن استقلالها عن الإتحاد السوفيتي.
23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1991: أذربيجان، تلغي الحكم الذاتي لإقليم قره باغ.
10 ديسمبر/كانون الأول 1991: إجراء استفتاء حول الاستقلال في قره باغ.
6 يناير/ كانون الثاني 1992: إقرار بيان استقلال قره باغ.
يناير/كانون الثاني 1992: أذربيجان، ترسل قواتها إلى قره باغ. وبنتيجة القتال، تمكنت القوات الأرمنية وقوات قره باغ من تثبيت الاستقلال واحتلال 7 مناطق أذربيجانية.
5 مايو/أيار 1992: بوساطة رابطة الدول المستقلة، وقعت أرمينياوأذربيجان وقره باغ على بروتوكول بيشكيك حول وقف إطلاق النار.