عبثاً، نحاول إغماض عيوننا عن إخفاقات "مهلهلة" تملأ يومياتنا الآن، وأعني يوميات ما بعد "حلم التغيير" وشعارات "اليمن الجديد" و"الدولة المدنية" و.. و.. إلخ، ونتشبث عبثاً، بأن الغد سيكون أفضل حالاً، وأن أحلامنا الكبيرة على موعد وثيق وقريب. - ولأن أحلامنا الصغيرة، تموت كل يوم، وتنتهك على أيدي الصاعدين إلى حكومة وفاقية، وانتقالي التغيير، فإن وثوقنا بالأحلام الكبيرة، هو الآخر يندحر ويذوي، ويصبح من غير المنطقي والموضوعي بل من السذاجة أن نتعهد أرواحنا بأحلام الغد الكبيرة، والوثوق بأداء انتقاليي اللحظة لمهمة حراستها والتأثيث لبلوغها، خاصة وقد صرنا وصار واقع الحال يقول بحاجتنا مثلاً إلى تسوية عادلة لوضع الكهرباء المزمن في علله وعلاته. - وأظن أنه من المهم التوقف عن التنطط بشعارات الأحلام الكبيرة من قبيل المدنية، والتحديث والنماء. - هذا في رأيي سيفيد في إحصاء حاجاتنا البدائية الصغيرة، ويجعلنا نقف في قلب حقيقة أننا لم نبدأ بعد، وأنه ليس لنا بدايات وحتى إذا وجد فيها ما يستحق الإشارة، فهي بالبدايات التي تعني التأسيس على الأخطاء، والارتجالية والفوضى. تلخيص لا أثق بالغد.. لأن أيامي التي صارت أمساً، كانت هي غدي الذي أشبعني جوعٌ ودموع وأغدق لحظاتي هزائم وخيبات أيها الغد.. أكره أن تصيبني عدوى بلاهة انتظارك.. فيما لا أملك يومي!! مقطع من نثرية طويلة بعنوان "لا أثق بالغد" * صحيفة المنتصف