أعادت التطورات التي تشهدها الساحة المصرية رسم خريطة التحالفات السياسية في اليمن بشكل مغاير لما كان عليه الحال أثناء الثورة الشبابية، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح. «اللقاء المشترك» الذي يجمع الإخوان المسلمين ممثلين في حزب «الإصلاح»، والحزب الاشتراكي، والتنظيم الناصري، وحزب البعث, بدا منقسما على نفسه بشأن ما يجري في مصر، حتى أن هذا التكتل لم يستطع إصدار بيان مشترك كون إخوان اليمن يدعمون إخوان مصر في كل ما يقومون به، في حين عبرت الأحزاب اليسارية والقومية عن موقف مساند لما يقوم به الجيش المصري, وهو ذات الموقف الذي عبر عنه حزب المؤتمر الشعبي العام، وما يعرف بتيار النظام اليمني السابق. في هذا السياق تحدثت «المصري اليوم» مع يحيى نوري، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح, فقال: «تمثل مصر بالنسبة لليمنيين ومعهم كل العرب، عمود الخيمة الذي إذا تهاوى تتهاوى معه الأمة العربية، ويسلب عنها حقها المشروع في التنمية والاستقرار، ومن هنا ينطلق اليمنيون في متابعتهم ورصدهم لكل ما يجري في مصر ويستبد بهم الخوف من انزلاقها إلى أتون اقتتال داخلي». واعتبر أن آمال اليمنيين في تجاوز مصر لأزمتها الراهنة معلقة على «الاصطفاف الشعبي وراء الجيش، في ملحمة وحدوية، لا نجد إزاءها سوى التعبير عن اعتزازنا بشعب واع أدرك خطورة المرحلة، بعد أن سال لعاب القوى الاستعمارية التي وجدت فرصة للعبث بهذا المشهد وإخراجه عن مساره الوطني». من جانبه، طالب دكتور محمد حسن الشرعبي، المحلل السياسي ذو التوجهات اليسارية، إسلاميي اليمن بعدم تصعيد المواقف، مؤكدا أن ذلك لا يخدم العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة. وأضاف: «هناك علاقات تاريخية. الدم المصري شارك في دعم الثورة اليمنية. هناك تعاون مثمر لا ينبغي أن نضر به من خلال مواقف متشنجة من جانب إخوان اليمن، وهي أساسا لا تعبر عن أغلبية اليمنيين». وأضاف: «مصر تتعرض لمؤامرة غربية تجلت بوضوح مع تلك المواقف الأمريكية والأوروبية التي تبرر عنف جماعة الإخوان. هذه المؤامرة تهدف أولا لضرب المؤسسة العسكرية المصرية التي تشكل عماد الأمن القومي العربي، وليس فقط المصري، وبالتالي علينا جميعا كيمنيين وعرب أن نساند الشعب المصري، وما يقوم به الجيش من أجل إعادة أمن واستقرار ووحدة مصر ودورها الرائد في المنطقة». من جانبه، قال السفير اليمني السابق في دمشق، عبد الوهاب طواف: «نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي المصري، وإن كنا نتابعه عن كثب. ونترحم على القتلى الذين سقطوا من كلا الجانبين. من وجهة نظري الشخصية هناك أخطاء فادحة من الطرفين، فاإخوان ارتكبوا خطأ قاتلا بسعيهم لحكم مصر بعد ثورة ساهمت كل شرائح المجتمع المصري في إنجاحها. وجبهة الإنقاذ أخطأت عندما عملت من أول يوم لحكم الرئيس مرسي على إفشاله. وخطأ العسكر أنهم أرادوا تصحيح الأمور والنزول عند رغبة الشعب بأسلوب خاطئ، فكان إشراك الأزهر والكنيسة تصرف غير صحيح. إقحام المؤسسات الدينية بالبلد قطعت الطريق على تدخل تلك المؤسسات في أي مصالحة». أما عبد الباسط الشميري، وهو سياسي وناشط ينتمي للتيار الإسلامي، فقال: «كنا في اليمن ننظر بإعجاب لموقف الجيش المصري من ثورة 25 يناير 2011. كنا حقيقة نتمنى أن يصل وعي الجندى اليمني لمستوى نظيره المصري. لكن ماحدث في الأيام القليلة الماضية من سفك للدماء وقتل للمواطنين وبتلك الطريقة الإجرامية والاحترافية، وكأن الجندي المصري أمام عدو حقيقي، استخدم سلاحه وبصورة مفرطة، لا يمكن وصفها حقيقة، أصابنا بحالة ذهول». وأضاف: «ما يجري في مصر كارثي وعلى الساسة من مختلف القوى، ليبراليين، قوميين، مسيحيين، إسلاميين، تحمل المسؤولية الوطنية، وعقد اجتماع عاجل يحددون فيه متطلبات المرحلة، ووضع آلية زمنية وتحديد موعد لإجراء الانتخابات وصياغة دستور بأسرع وقت، وتجنب الزج بالجيش في صراعاتهم السياسية قبل فوات الأوان». *المصري اليوم
