شباب الغضب يحمل العسكرية الأولى مسؤولية القمع في تريم    أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى !    وقفتان مسلحتان في مديرية الصافية استمراراً لنُصرة الشعب الفلسطيني    تعاون الأصابح يخطف فوزاً مثيراً أمام الشروق في بطولة بيسان الكروية 2025    إيران تفوز على غوام في مستهل مشوارها في كأس آسيا لكرة السلة    المجلس الانتقالي الجنوبي يصدر بيانًا هامًا    مجلس القضاء: المطالبة بتحسين الأوضاع ليس مبررا لتعطيل العمل بالمحاكم    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وفق رؤية استراتيجية حديثة    وزير التجارة يكشف في حوار مع "الصحوة" إجراءات إنعاش الريال ويعلن عن حدث اقتصادي مرتقب    القوائم النهائية للمرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2025    قبيل مشاركته بكأس الخليج.. التعديلات الجديدة في قانون التحكيم الرياضي بمحاضرة توعوية لمنتخب الشباب    ترتيبات لاقامة مهرجان زراعي في اب    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    البخيتي يحذر من صراع عربي - عربي .. هذه اولى حلقاته!    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    هائل سعيد أنعم.. نفوذ اقتصادي أم وصاية على القرار الجنوبي؟    منتخب اليمن للناشئين في المجموعة الثانية    مجموعة تجارية خاصة جدا يجب أن تكون معاملتها وفقا لأحكام القانون    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    عساكر أجلاف جهلة لا يعرفون للثقافة والفنون من قيمة.. يهدمون بلقيس    إصابة 2 متظاهرين في حضرموت وباصرة يدين ويؤكد أن استخدام القوة ليس حلا    حتى لا يحتضر السياسي الاعلى كما احتضر البرلمان    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    محاضرات قانونية بالعاصمة عدن لتعزيز وعي منتسبي الحزام الأمني    الأرصاد الجوية تحذّر من استمرار الأمطار الرعدية في عدة محافظات    الهيئة التنفيذية المساعدة للانتقالي بحضرموت تُدين اقتحام مدينة تريم وتطالب بتحقيق مستقل في الانتهاكات    سون نجم توتنهام يصبح أغلى صفقة في الدوري الأميركي    خسارة موريتانيا في الوقت القاتل تمنح تنزانيا الصدارة    آسيوية السلة تغيّر مخططات لمى    الاتحاد الأوروبي يقدم منحة لدعم اللاجئين في اليمن    خبير طقس يتوقع أمطار فوق المعدلات الطبيعية غرب اليمن خلال أغسطس الجاري    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تنعيان الشيخ محسن عطيفة    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    من الصحافة الصفراء إلى الإعلام الأصفر.. من يدوّن تاريخ الجنوب؟    طالت عشرات الدول.. ترامب يعلن دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ    الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)    صحيفة بريطانية : إجراءات حكومية جريئة وراء التعافي المفاجئ للعملة اليمنية    من هي الجهة المستوردة.. إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثي في ميناء عدن    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    موظفة في المواصفات والمقاييس توجه مناشدة لحمايتها من المضايقات على ذمة مناهضتها للفساد    تعز .. ضغوط لرفع إضراب القضاة وعدم محاسبة العسكر    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    تضهر على كتفك اعراض صامته..... اخطر انواع السرطان    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منظمة هيومن رايتس: الغام الحوثي تقتل 140 مدنياً بينهم 19 طفلاً في الحديدة وتعز منذ 2018
نشر في المنتصف يوم 22 - 04 - 2019

قالت "هيومن رايتس ووتش" إن استخدام قوات الحوثيين الواسع للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي لليمن منذ منتصف 2017 قتل وجرح مئات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة.
ويحظر القانون اليمني و"اتفاقية حظر الألغام" لعام 1997 استخدام الألغام المضادة للأفراد؛ استُخدمت الألغام المضادة للمركبات عشوائيا في انتهاك لقوانين الحرب، ما شكل خطرا على المدنيين بعد فترة طويلة من توقف القتال.
وقالت المنظمة في تقرير نشرته الاثنين ان الألغام الأرضية الحوثية المزروعة في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق، قتلت 140 مدنيا على الأقل، من بينهم 19 طفلا، في محافظتي الحديدة وتعز منذ 2018، وفقا ل موقع "مشروع رصد الأثر المدني"، وهو مصدر بيانات إنسانية. كما منعت الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، وأدت إلى منع الوصول إلى المزارع وآبار المياه، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.
قالت بريانكا موتابارثي، القائمة بأعمال مديرة برنامج الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "لم تقتل وتشوه الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون العديد من المدنيين فحسب، بل منعت اليمنيين المستضعفين من حصاد المحاصيل وجلب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة. منعت الألغام أيضا منظمات الإغاثة من جلب الغذاء والرعاية الصحية للمدنيين اليمنيين الذين يعانون من الجوع والمرض بشكل متزايد".
زار باحثو هيومن رايتس ووتش مدينة عدن الساحلية الجنوبية في فبراير/شباط 2019 وأجروا مقابلات مع مدنيين جرحوا بسبب الألغام الأرضية إضافة إلى مدنيين فارين من المناطق الملغومة، وعمال الإغاثة، وأحد مهندسي التخلص من الألغام من المركز التنفيذي اليمني لمكافحة الألغام؛ وحللوا مقاطع الفيديو والصور التي جمعوها في اليمن؛ واستعرضوا ما نشرته القنوات الإعلامية الحكومية والعسكرية الحوثية.
وجدت هيومن رايتس ووتش أدلة على أنه بالإضافة إلى زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، زرعت القوات الحوثية الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر من وزن الشخص، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار. كما وجدت هيومن رايتس ووتش أن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للأفراد في حيران، قرب الحدود السعودية، وأكدوا استخدامهم للألغام البحرية على الرغم من المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية.

قال الضحايا والشهود ل هيومن رايتس ووتش إن المناطق التي تسببت فيها الألغام الأرضية في سقوط قتلى وجرحى كانت تسيطر عليها قوات الحوثيين سابقا، وإن المدنيين لم يتعرضوا للأذى حتى قامت قوات الحوثيين بالانسحاب منها، في الوقت الذي يفترض أن الألغام زرعت فيه. قال رجل عمره 25 عاما نزح من قرية النخيل في مديرية التحيتا، إن الحوثيين زرعوا ألغاماً في قريته تقريبا في مايو/أيار 2018: "حذرني [الحوثيون] وقالوا: 'لا تدخل هذه المنطقة، نحن نزرع الألغام فيها‘. "قالوا لي إن المنطقة ملغومة".
قالت منظمتا إغاثة إن الألغام الأرضية في الساحل الغربي جعلت الوصول إلى 3 منشآت للمياه على الأقل غير ممكنا. بالإضافة إلى ذلك، صعبت الألغام الأرضية على الأهالي إطعام أنفسهم والحفاظ على دخلهم. قال 5 أشخاص إنهم أصيبوا، أو إن أقاربهم قُتلوا عندما انفجرت الألغام الأرضية في أراضي المزارع أو المراعي، وقال كثير من النازحين إن الألغام حالت مما حصاد المحاصيل بأمان وقُتلت مواشيهم القيمة.
قالت هيومن رايتس ووتش إن الألغام الأرضية منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المجتمعات المحلية المحتاجة على طول الساحل الغربي. وشملت هذه القرى والبلدات في مديرتي التحيتا وموزع ، وكذلك مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية. قالت 3 منظمات إغاثة إنها لا تستطيع الوصول إلى الأماكن الرئيسية أو تقديم الخدمات إلى المناطق لأن الألغام الأرضية زرعت هناك أو على طول الطريق. لا يمكن الوصول إلى العديد من هذه المجتمعات إلا عبر الطرق الترابية، وهي أكثر خطورة من الطرق الإسفلتية.
قالت هيومن رايتس ووتش إن استخدام الحوثيين للألغام الأرضية، التي تحرم الناس من مصادر المياه والغذاء، تسهم في الأزمة الإنسانية في كامل أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب. في 9 أبريل/نيسان، وصفت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز غراندي اليمن بأنه يشهد "أسوأ أزمة للأمن الغذائي في العالم وإحدى أسوأ حالات تفشي الكوليرا في التاريخ الحديث". جميع المناطق المذكورة هنا هي إما في حالة أزمة أو مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي، في حين أن حالات الكوليرا في ارتفاع في محافظة الحديدة وتعز.
قالت هيومن رايتس ووتش إن على سلطات الحوثيين الكف فورا عن استخدام هذه الأسلحة والتحقيق بشكل موثوق ومعاقبة القادة المسؤولين عن استخدامها. على كل من فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة وفريق خبراء مجلس الأمن التحقيق في استخدام الحوثيين للألغام الأرضية وتحديد الأفراد المسؤولين عن استخدامها على نطاق واسع حيثما أمكن. ينبغي لفريق الخبراء التحقيق في الأفراد الذين قد يكونون مسؤولين عن جرائم الحرب، بما في ذلك إعاقة المساعدات التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين.

ينبغي لمجلس الأمن أن يفرض عقوبات محددة على جميع الأفراد المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
بينما تتحمل قوات الحوثيين المسؤولية الأساسية عن الإصابات بين المدنيين والأضرار المدنية المتوقعة من الألغام الأرضية، فإن التدريب غير الكافي لمزيلي الألغام وسوء التنسيق بين فرق إزالة الألغام قد ساهم في المشاكل في المناطق المزروعة بالألغام. لم تفصح فرق إزالة الألغام المختلفة كما يجب عن المعلومات حول أنواع الأجهزة المكتشفة ومواقعها.
على جميع المنظمات الإنسانية لإزالة الألغام مشاركة المعلومات من خلال استجابة منسقة تتبع المعايير الدولية للإجراءات المتعلقة بالألغام. يجب أن تتضمن المعلومات المشتركة مواقع الألغام واستخدامها وأنواع الأجهزة، للسماح بتدريب أفضل وممارسات أكثر أمانا لإزالة الألغام. قالت هيومن رايتس ووتش إن على جميع أطراف النزاع، بمن فيهم الحوثيون والحكومة اليمنية والتحالف بقيادة السعودية والإمارات، تسهيل إزالة الألغام، بما يشمل توفير التأشيرات للخبراء والموافقة على المعدات التقنية والوقائية لنازعي الألغام.
قالت هيومن رايتس ووتش إن على الحكومة اليمنية وحلفائها في التحالف تحسين جهود إزالة الألغام على وجه السرعة وزيادة المساعدات لضحايا الألغام الأرضية، وهو الأمر الذي يتعين على الحكومات المعنية أن تدعمه.
قالت موتابارثي: "على زعماء الحوثيين أن يوقفوا فورا استخدامهم للألغام الأرضية، الذي قد يحاسَبون عليه ذات يوم. على الحكومات المعنية بالآثار المدمرة للألغام الأرضية في اليمن دعم جهود إزالة الألغام، بما يشمل تحسين التدريب والتنسيق، بالإضافة إلى مساعدة الضحايا".
استخدام الألغام الأرضية في اليمن
استخدم الحوثيون الألغام الأرضية في 6 محافظات على الأقل في اليمن منذ أن بدأ التحالف بقيادة السعودية والإمارات عملياته العسكرية ضدهم في مارس/آذار 2015. سُجل في مديريتَيْ الدريهمي والتحيتا في محافظة الحديدة أكبر عدد من الوفيات المبلغ عنها بسبب الألغام الأرضية في 2018، وفقا لموقع "مشروع رصد الأثر المدني". لا تمثل البيانات عدد الحوادث، فالكثير منها لا يُبلَّغ عنها أو لا يبلَّغ عنها كحوادث ألغام.
أفاد "المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام"، الذي ينسق النشاط المتعلق بالألغام، أن الجيش اليمني أزال 300 ألف لغم في جميع أنحاء البلاد بين 2016 و2018. ووثقت هيومن رايتس ووتش سابقا استخدام الحوثيين للألغام الأرضية المضادة للأفراد والمضادة للمركبات بين 2015 و2018 في محافظات أبين وعدن ولحج ومأرب وتعز.
في فبراير/شباط في عدن، قابلت هيومن رايتس ووتش 8 أشخاص أصيبوا بسبب الألغام الأرضية؛ 63 شخصا فروا من محافظتي الحديدة وتعز، بما في ذلك مدينة الحديدة؛ العاملون المحليون والدوليون في المجال الإنساني؛ وأعضاء "الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان" اليمنية الذين وثقوا استخدام الألغام الأرضية. كما تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى 3 مجموعات ضالعة في الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام، بما في ذلك عبر الهاتف في مارس/آذار. تلقى الباحثون صورا للألغام والعبوات اليدوية الصنع من صحفي محلي سافر إلى الساحل الغربي، وصحفي دولي سافر مع قوات الحكومة اليمنية على طول الحدود السعودية، والعقيد عبد الله علي سرحان، خبير المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام الذي أشرف على إزالة الألغام على الساحل الغربي من 2016 وحتى وفاته في الخدمة 2018. وقد كتبت هيومن رايتس ووتش إلى السلطات الحوثية في صنعاء، طالبة ردها على استخدام قواتها للألغام الأرضية، لكنها لم تتلق ردا قبل النشر.
استخدام الحوثيين للألغام
قال سكان مدينة الحديدة الساحلية وقرى محافظة الحديدة إنه عندما كانت أحياؤهم تحت سيطرة الحوثيين، حذرهم الحوثيون من الألغام أو أن الطرق الآمنة سابقا أصبحت غير آمنة بسبب الألغام. قال "محمد" (40 عاما) من حي أبو حلفه بالقرب من ميناء الحديدة، إنه فر هو وأسرته في منتصف 2018 عندما اشتد القتال في المنطقة: "حفروا [الحوثيون] الخنادق على طول شارع التسعين، ووضعوا عبوات ناسفة، ووضعوا حاويات في الحفر.... كان هناك مسار صغير، طريق صغير جدا في المنتصف يمكنك استخدامه للخروج والدخول لم يكن ملغوما".
قال "عمر"، من حي الربصة قرب مطار الحديدة، إن مقاتلي الحوثيين جنّدوه بالقوة. وقال إنه كان على علم بالألغام التي زرعت بالقرب من شارع التسعين، ورأى ألغاما مطابقة لوصف الألغام المضادة للمركبات الموضوعة بالقرب من الميناء والمطار: "رأيت ألغاما من أنواع مختلفة. [واحد] بدا وكأنه طبق، كان لونه أخضر، بالقرب من المطار. بالقرب من الميناء، رأيت الطبق الأخضر أيضا".
أكدت وسائل الإعلام العسكرية الحوثية استخدام قواتها للألغام الأرضية والألغام البحرية. تباهى موقع "أنصار الله" الرسمي والقنوات الإعلامية للحوثيين على "يوتيوب" وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الألغام الأرضية العسكرية في المناطق التي وثقت فيها هيومن رايتس ووتش الخسائر بين المدنيين، فضلا عن استخدام الألغام البحرية.
في 18 يناير/كانون الثاني 2018، أفادت قناة إعلامية عسكرية للحوثيين أن لغما أرضيا قتل أو جرح "منافقين" من "دورية راجلة " في قرية الزاهر بمحافظة البيضاء، ما يشير إلى استخدام قوات الحوثيين للألغام المضادة للأفراد المحظورة. بالإضافة إلى ذلك، في 23 يناير/كانون الثاني 2018، أعلنت قناة إعلامية للحوثيين أن الألغام الأرضية قتلت وجرحت "مرتزقة العدوان" عندما كانوا يحاولون التسلل إلى محطة كهرباء في مدينة تعز. أعلن بيان للحوثيين في 19 يونيو/حزيران أن 7 أشخاص لقوا حتفهم عندما فجرت شاحنة عسكرية موالية للحكومة لغما أرضيا في الدريهمي، بمحافظة الحديدة. في 5 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت قناة إعلامية رسمية أن سيارة مدرعة تابعة لوحدة إزالة الألغام العسكرية الموالية للحكومة فجرت لغما أرضيا في قرية الفازة في مديرية التحيتا.
الهجمات التي تستخدم أسلحة محظورة على أهداف عسكرية أو بطريقة عشوائية بشكل غير قانوني تشكل انتهاكات لقوانين الحرب. ظلت الألغام في هذه المناطق بعد عودة المدنيين تسبب الوفيات والإصابات، وفقا لبيانات موقع مشروع رصد الأثر المدني.
في 11 أكتوبر/تشرين الأول، روجت قناة "البأس اليماني" الإعلامية صورا ومقاطع فيديو للغواصين البحريين الحوثيين يقفون بجوار الألغام البحرية من طراز "مِرْصاد" ونشروها لاحقا. ذكرت الكتابة التي تظهر بشكل بارز على الألغام أنها صنعت في اليمن. كما تلقت هيومن رايتس ووتش صورا لألغام بحرية يمنية الصنع حصلت عليها فرق إزالة الألغام من صحفي محلي.
الألغام تعيق المساعدات الإنسانية
قال عاملون في المجال الإنساني من 3 مجموعات إغاثة إن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة منعت منظماتهم من الوصول إلى المجتمعات المحتاجة. قال أحد عمال الإغاثة إن "الألغام تؤثر بالتأكيد على وصول المساعدات الإنسانية. يقول بعض السكان المحليين إن [المنطقة] آمنة لأننا ´نستطيع السفر إليك´، لكن لا يمكننا الذهاب إليها بسبب التلوث المحتمل بالألغام... [هناك] كثير من الأماكن التي لم نذهب إليها بسبب الألغام".
قال عمال الإغاثة تحديدا إن وجود الألغام الأرضية منعهم من السير على الطرق غير المعبدة للوصول إلى المجتمعات المحتاجة في عديد من المناطق الساحلية الغربية، بما فيها موزع، والوازعية، والمخا، والتحيتا. قال ممثل مجموعة إنسانية تعمل في الجنوب: "[عندما] كنا نحاول الوصول إلى التحيتا، أحد أسباب توقفنا... كان وجود الألغام على طول طريق. لا أعرف حقا حجم انتشار الذخائر غير المنفجرة لأننا لا نملك بيانات موثوقة".
يمكن أن يكون السفر على الطرق في المناطق الملغمة خطيرا. من بين 39 حادثة لغم أرضي أبلِغ عنها وقتلت 146 مدنيا في الحديدة عام 2018، كان أكثر من نصفها على الطرق، وفقا لموقع مشروع رصد الأثر المدني. قُتل موظف إغاثة في موزع نتيجة انفجار لغم أثناء خروجه عن إحدى الطرق الرئيسية. وثّقت هيومن رايتس ووتش 3 حالات في محافظتي الحديدة وتعز لإصابات مدنية على الطرق الترابية.
الوصول غير الآمن إلى المزارع والمراعي ومرافق المياه
تسببت الألغام الأرضية في المزارع والمراعي بمقتل أو إصابة مدنيين بإصابات خطيرة، ومنع آخرين من الحصول على الطعام أو كسب المال. وثّقت هيومن رايتس ووتش 5 حوادث في المزارع أسفرت عن مقتل 3 مدنيين وجرح 6. تعرض "منصور"، وهو عامل مزرعة بالقطابا، في مديرية خوخة بمحافظة الحديدة، لإصابات خطيرة وحروق عندما ضرب محراثه لغما في مزرعة للخضروات أوائل 2019.
قال "حسن"، وهو راعٍ في قرية العمري قرب المخاء، إن ابنه البالغ من العمر 15 عاما أصيب بحروق وإصابات خطيرة في انفجار لغم أرضي في ديسمبر/كانون الأول 2018، بينما كان الاثنان يرعيان مواشيهما. قال إنه كان على دراية بالمخاطر: "كان لدي عديد من الحيوانات، بما فيه 3 جِمال، وماتت جميعها جراء حوادث الألغام في أوقات مختلفة خلال العامين الماضيين في المنطقة".
قال إنه في اليوم الذي أصيب فيه ابنه: "غادرنا المنزل للذهاب إلى البئر والحصول على الماء. ثم كنا نرعى الماعز والأغنام، وعلى بعد حوالي نصف كيلومتر [مني] وقع انفجار. سمعت الانفجار وركضت إلى [ابني]. جميعنا كنا خائفين، لكنني رأيته مستلقيا هناك، فقلعت وشاح رأسي وبدأت في لفه حول جسده وجراحه".
قالت الفرق الإنسانية إنها عثرت على أدلة على أن الحوثيين زرعوا ألغاما في الآبار وغيرها من منشآت المياه في عديد من مواقع الساحل الغربي، بما فيها الزهيري والمخاء والحيمة والخوخة، وكذلك في محطة المياه الرئيسية في مديرية التحيتا.
حاول أحد سكان الزهيري إصلاح بئر البلدة، فداس على لغم، وأصيب بجروح. قالت منظمة إنسانية إن شاحنة إصلاح كانت تزور الموقع نفسه فتسببت في انفجار لغم. دمر لغم أرضي شاحنة لنقل المياه. قال أحد عمال الإغاثة "إن المنظمات... التي تعمل على تحسين [أو] إصلاح نقاط المياه هذه [و]الآبار تخاطر للوصول إلى المواقع. إنها عقبة رئيسية".
في أواخر يناير/كانون الثاني في مدينة الحديدة، كانت "فاطمة" (12 عاما) تركب حمارا لجمع المياه. قالت جدتها إنها بينما كانت عائدة إلى المنزل مع الماء، داس الحمار على لغم. فقدت فاطمة قدمها جراء الانفجار.
الألغام تمنع العودة الآمنة إلى الديار
تمنع الألغام العائلات النازحة بسبب القتال السابق من العودة إلى ديارها. قابلت هيومن رايتس ووتش 63 شخصا فروا من مناطق القتال الجاري، بما فيها مدينة الحديدة خلال ذروة العمليات العسكرية عام 2018، بالإضافة إلى جيوب القتال في التحيتا وبيت الفقيه والدريهمي، في محافظة الحديدة. قال ممثل عن مخيم النازحين الذي كان يضم حوالي 750 أسرة في عدن إن "الوضع هادئ في كثير من البلدات أو القرى التي تعيش فيها هذه الأسر، لكن هناك كثير من الألغام الأرضية. لذلك [لا] يمكنهم العودة إلى منازلهم. [الألغام] في المزارع، وفي الطرق، ومخبأة في أشكال مختلفة مثل الأحجار، أو الأشجار. كانت هناك حالات إصابات... بسبب الألغام، بعضهم في عيونهم، أو أجسادهم أو أرجلهم".
فقد "فؤاد" (15 عاما) ساقه من أسفل الركبة عند محاولته العودة إلى قريته بني جمال، في التحيتا التي فرّ منها قبل شهر بسبب اشتباكات في المنطقة. توفي شقيقه البالغ من العمر 13 عاما في نفس الحادث. كان الصبيان يسافران مع 9 نساء و4 أطفال من أقاربهما في حافلة صغيرة على طريق ترابي بين النخيل والتحيتا عندما انفجر لغم في مقدمة السيارة، ما أدى إلى قلبها. توفي السائق وشقيق فؤاد، بينما أصيب فؤاد الذي كان جالسا بجوارهما بجروح خطيرة.
قال شقيق فؤاد، وعمره 25 عاما، إن منطقة الفلاح التي انفجر فيها اللغم، كانت الطريق الرئيسي إلى التحيتا، وتقع بين الحوثيين والقوات الحكومية. كان الحوثيون قد انسحبوا من التحيتا إلى الأراضي الزراعية المحيطة، بينما حاصرت القوات الحكومية المنطقة. قال إنه بعد سيطرة القوات الحكومية على المنطقة، أزال الفريق العسكري لنزع الألغام المتفجرات من المناطق المأهولة بالسكان، ولكن ليس من الضواحي أو الأراضي الزراعية. قال إنه لم يتم تحديد مكان الألغام أو نشر أي علامات تحذر من وجودها.
قال "عبد الله" (12 عاما) من قرية الزهيري الصغيرة في المخاء إنه أصيب عندما انفجر لغم أرضي قرب منزله. كان قد عاد إلى الزهيري مع جدّيه من الحديدة قبل 3 أشهر بعد سيطرة القوات الحكومية على المنطقة من الحوثيين. في أحد الأيام كان يسير إلى المنزل عائدا من الصيد مع عمه وابن عمه البالغ من العمر 13 عاما، عندما داس عمه على لغم في فناء منزل الجيران، على بعد حوالي 10 أمتار من منزله: "وقع انفجار كبير... رماني في الهواء ثم على شجرة. فقدت الوعي وعلقت في الشجرة لساعة تقريبا. نُقل [ابن عمي] على الفور في سيارة إسعاف حوالي الساعة 1 بعد الظهر، لكن لم أنقَل حتى الساعة 3 مساء، لأنهم لم يروني في الشجرة. استيقظت وبدأت في البكاء وسمعني أحدهم وأخرجني من الشجرة وأخذوني إلى العيادة".
توفي عمه وأصيب ابن عمه بجروح. فقد عبد الله الرؤية في عينه اليسرى، وأصيب بحروق في كامل ذراعه اليسرى والجانب الأيسر من وجهه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.