أفادت "المنتصف" مصادر سياسية مطلعة قيام السفير البريطاني بصنعاء بإبلاغ رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة احتجاج بلاده على توقف مصنع كمران عن العمل نتيجة استمرار الإضرابات العمالية المطالبة برحيل نبيل الفقيه، رئيس مجلس إدارة شركة التبغ، والمنددة بفساده. وقالت المصادر: إن سفير بريطانيا لدى بلادنا طلب قبل أيام لقاء باسندوة بصورة مستعجلة لتوضيح كيف ستتعامل الحكومة اليمنية مع ما سيترتب على توقف المصنع الذي تملك الحكومة البريطانية نسبة 25% فيه. وكان موظفو شركة التبغ والكبريت الوطنية خرجوا للتظاهر أمام مبنى الشركة ضد فساد رئيس مجلس الإدارة المعين حديثا نبيل حسن الفقيه ودعوته للرحيل على خلفية ممارسات فساد واختلاسات مالية كبيرة يقوم بها بالرغم أنه لم يمض على تعيينه في الشركة سوى شهرين تقريباً . وأبدى عمال وموظفو الشركة قلقهم من كون ممارسات رئيس مجلس الإدارة الجديد تؤثر على استقرار الشركة المالي، وتضاعف من أعبائها، وتكلفها ملايين الريالات، وهو ما دفع نبيل الفقيه إلى استقدام عشرات الجنود من الفرقة الأولى مدرع لقمع الموظفين، وتهديد من أسماهم ب"بقايا النظام البائد"، بالدهس. وتورط الفقيه في عدة قضايا فساد منذ اللحظات الأولى لتعيينه رئيسا لمجلس الإدارة، حيث باشر صرف مبالغ مالية خيالية لنفسه بموجب بنود اعتمدها بمخالفة اللوائح والقوانين الناظمة للشركة وهيكلها العام. وهو ما دفع رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إلى توبيخ الفقيه في اتصال هاتفي أجراه معه حذره فيه من مغبة الاستمرار في المخالفات والتجاوزات، عطفا على ما كشفته "المنتصف" حسبما أكدت مصادر سياسية مطلعة. وعين الفقيه مقربا منه يدعى ناصر عامر كان موقوفا من العمل على ذمة اختلاسات مالية، نائب مدير عام لفرع الشركة بصنعاء وصرف له سيارة حديثة.وفي وقت لاحق عين شقيق نائب مدير فرع صنعاء مديرا لإدارة الكمبيوتر بالشركة،بدلا عن محمد المخلافي الذي اقصاه من عمله بطريقة تعسفية. وأكدت مصادر موثوقة قيام نائب مدير فرع الشركة بصنعاء( منصور عامر) بتعيين شخص تربطه به علاقة صداقة ويلعبان بشكل دائم "بطة". مديراً لمكتبه، وصرف له سيارة تملكها الشركة كانت محجوزة في الحوش على قضية جنائية من أيام رئيس مجلس الإدارة السابق توفيق صالح الذي تحفظ عليها وألزم الموظفين بعدم المساس بها خشية من إزالة الأدلة الجنائية بعد تعرض سائقها لعملية تقطع في أحد الخطوط من قبل عصابة مسلحة نهبت منه مبلغاً مالياً كبيراً كان ينقله إلى أحد الفروع. وأوضحت المصادر أن أزمة حالية بين رئيس مجلس إدارة الشركة ومدير فرع صنعاء مع الأجهزة الأمنية المختصة نجمت عن عدم تمكن مختصي البحث الجنائي من متابعة استكمال جمع الاستدلالات الجنائية في القضية المشار إليها نتيجة قيام الشخص الذي صرفت له السيارة باقتيادها إلى "سرويس سيارات"، عقب تسلمها، الأمر الذي أدى إلى ضياع الأدلة الجنائية. واعترف نبيل الفقيه في حوار صحافي نشر أخيرا بممارسات فساد، كانت "المنتصف" قد تطرقت لها في الأعداد السابقة بناءً على معلومات دقيقة حصلت عليها الصحيفة من مصادر مطلعة، حيث أكد الفقيه قيامه باعتماد راتب شهري لنفسه يتجاوز الثلاثة ملايين ريال من غير العلاوات والمكافآت والفوارق والإضافي والحوافز الشهرية، فضلا عن تخصيصه مبلغ 70الف ريال نثريات بوفيه. وفي ذات السياق أكدت مصادر عليمة قيام نبيل الفقيه باعتماد بند بقيمة ثلاثة ملايين ريال "جعالة عيد" لمكتب رئيس مجلس الإدارة، نافية في هذا الخصوص أن يكون أي من عمال وموظفي الشركة قد حصل على "شكلاتة"،حد تعبيرها؛ من مكتب الفقيه. وكانت مصادر في شركة التبغ والكبريت الوطنية أكدت قيام رئيس مجلس إدارة الشركة المعين خلفا لتوفيق صالح ابن شقيق الرئيس اليمني السابق - باعتماد مبلغ مالي ضخم كراتب شهري أساسي لنفسه وصرف مستحقات 6 أشهر مقدما ، فيما لم يمض على تعيينه في الشركة سوى أيام. مؤكدة قيام نبيل الفقيه باستقدام شخص مقرب منه، وقام بتعيينه مديرا تجاريا لشركة التبغ واعتمد له 500 ألف ريال مرتباً شهرياً. وأوضحت المصادر ل"المنتصف" قيام نبيل الفقيه بشراء سيارة فارهة - بمبلغ110 آلاف دولار، رغم أن السيارات التي حصل عليها أثناء ما كان وزيرا للسياحة ما زالت في عهدته. وساهمت شركة التبغ في المرحلة الماضية في دعم الاقتصاد الوطني ورفعت عن كاهل الحكومة أعباء خيالية في فترة قياسية، وزادت الضرائب تدريجيا حتى انها ورَّدت ما يزيد عن مائة مليار في سنوات قليلة، كما حققت أرباحا بأعلى المعدلات ، ونفذت مئات المشاريع التنموية. كما حازت في فترة شغل توفيق صالح رئاسته مجلس إدارتها على المرتبة الأولى في القائمة الذهبية للشركات المتميزة في حجم الضرائب المدفوعة للدولة في أكثر من مرة. وتأسست شركة التبغ والكبريت الوطنية شركة مساهمة يمنية مختلطة بموجب القانون رقم (13) لعام 1963م الخاص بإنشاء شركات المساهمة وشركات التوصية بالأسهم.