هناك هوس لدى البعض بعودة الانظمة السابقة، هذا المستحيل عينه، فلا ثورة مضادة في بيئة لم تتخلق فيها فكرة الثورة كمفهوم هدم وبناء من اجل تغيير جذري وشامل.. كما ان الاستناد على التعريفات التقليدية للثورة ايضا غير مجدي. اننا نعيش انتفاضات في ظل عدمية تديرها مقولات كبرى بلا اساس يحميها ويدعمها في الوعي العام، مقولات تمضغها تيارات متناقضة عبر الاعلام دون استيعاب لتلك المقولات والتعامل معها كبروباغندا في صراع مركز بالمطلق على الموارد دون امتلاك اي مشروع مغاير لماضوية الدولة الوطنية. بل الاخطر ان الانتفاضات تعيد تفجير المجتمعات وتفودها الى وضعية فقدانها الحد الادنى من الاجماع الذي بدونه تفقد الدولة معناها وتصبح المجتمعات في حالة حرب الكل ضد الكل على العقائد والغنائم وهذا المدخل الكفيل بتجذير الفساد عبر صفقات نخبوية قاهرة للشعوب ورميها في صدمات متلاحقة ورعب وخوف لتفقد بقايا الرغبة في المقاومة والتحدي!! ,,, كيف بامكاننا ان نخرج من معضلاتنا؟ واي نهوض بامكاننا ان نصنعه, والمنظومة الدولية تعيد صياغة هيمنتها وسيطرتها عبر ثورات لا عمل لها الا نسف الاحد الادنى من التراكم التي حققتها الدولة الوطنية التي تشكلت بعد الاستعمار الاوروبي وظلت مرتهنة لتناقضات الصراعات الدولية الذي افقدها استقلالها؟؟ اليوم فكرة الثورة تجذر الفوضى وتفقد وتدمر الهوية الجامعة لتغدو اجهزة الدولة فراغ يدير صراع التناقضات بلا حسم من خلال الحرية او الديكتاتورية .. فجوات متكاملة فتحت المستقبل على اسوء الاحتمالات!! ,,, ربيع العرب ليس الا حالة غضب ركزت على التناقضات الطارئة والسطحية وقذفت بهلوسات التغيير عبر شعارات تبدو واضحة الا انها غامضة في بنية الوعي العربي, ومازاد من الفشل ان الربيع تحول الى ساحات غوغائية يديرها الاعلام ولم يمتلك ربيع الفوضى اي نظرية ثورية!! آليات طورتها مراكز البحوث الغربية وهي تسعى لتفكيك البنيات السلطوية السياسية العربية وهي انعكاس لطبيعة المجتمع لذا فان ميادين الربيع اكدت الطبيعة السلطوية عبر انقسامات تتجذر يوميا مع عجز الآليات الديمقراطية من تحقيق الآمال العريضة لشعوب تأكل نفسها بلا رحمة!!!