صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفوضى الخلاقة وادواتها المخابراتيه والتدميريه .
نشر في حشد يوم 07 - 04 - 2011

أولاً : كيف نميز بين الإنتفاضة الوطنية وإنتفاضة الفوضى الخلاقة التي توجهها أمريكا ؟
نستطيع التمييز إذا رأينا عدم وجود أي من الأساليب التي ترتكز عليها الفوضى الخلاقة في الإنتفاضة الوطنية , والسؤال ماهي هذة الأساليب التي تتسم بها الفوضى الخلاقة التي تؤكد أن أمريكا من يحرك الثورات الحالية , وهذا ماسنبينه بعد
الإجابة عن السؤال التالي والذي يفرض علينا معرفة هل أمريكا تريد هذة الإنتفاضات العدمية والفوضوية أم لا ؟
نعم هي تريد ذلك ، وما جعل دعوات حقوق الانسان والديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الصحافة اهم بنود إستراتيجية امريكا الجديدة خصوصا منذ انهيار الشيوعية وزوال الحرب الباردة الا تعبيرا واضحا عن هذه الحقيقة المعاشة ، فبعد ان سحقت القوى الرئيسية في الوطن العربي ، اما نتيجة الصراعات بين القوى الوطنية او بفضل خطط الاستعمار القائمة على تصفية القوى الوطنية الكبرى ، وجاء عصر القطب الواحد
شرعت امريكا بالاستثمار الامثل لظاهرة وجود كتل نخبوية وطنية او عميلة لكنها نخبوية عاجزة عن تحقيق التغيير الحقيقي لانها بلا قواعد جماهيرية ، فتقسمت ولاءات الجماهير بين هذه النخب وغابت القوة المركزية الحزبية عن طريق التفريخ والتقزيم والإحتواء (( اللقاء المشترك في اليمن نموذجاً للإحتواء التقزيمي فقد إنضمت الأحزاب الكبيرة في تكتل يضم بجانبها أحزاب هشة بدون علمها ربما بأن هذا يساهم في إحتوائها , وكدليل فإن السفارة الأمريكية في اليمن عقدت العديد من الإجتماعات مع قيادات المشترك ,وذلك كلما رأتهم يسعون للتفكك وكما أن زيارة كلينتون الأخيرة والنادرة منذ عشرين عاما لليمن عقب أحداث تونس , وإجتماعها باللقاء المشترك وحميد الأحمر وتوكل كرمان(ممثلة حقوق الإنسان وحقوق الصحفيات وهي منظمات أمريكية الهدف والمنشأ والتوجه والعمل ) بصورة خاصة , أعطى مؤشراً جيداً لسياسة أمريكا في توكيل مهمة الفوضى الخلاقة إلى هذة القوى السياسية , موهمة إياهم بأحلام وردية منت بها من قبل نوري المالكي ومقتدى الصدر في العراق والبرادعي وعمرو موسى في مصر وجون قرنق في السودان ووليد جنبلاط وسمير جعجع في لبنان وإسامة بن لادن في أفغانستان , كما يؤكد هذا أنهم (اللقاء المشترك ) لايمتلكون فعلا إستراتيجية واضحة ومتفق عليها عدى إسقاط النظام الحالي فقط , والتصريح الذي خرج بها الرئيس الدوري للمشترك (المتوكل) داعياً المجتمع اليمني إلى الفوضى الخلاقة وذلك في مقابلة له في قناة سهيل المعارضة , عقب زيارة كلينتون بفترة بسيطة يؤكد وجود الخيط الأمريكي الواضح مهما تلون شكله أو خف وزنه في الساحة اليمنية
) ،حقيقة الدعم التقزيمي الإحتوائي للأحزاب نتج عنه عدم إقتناع الجمهور بأن هذا التكتل يخدمها ولايعبر عن تطلعاتها كون كل منها يملك أيدلوجية وأفكار بعيدة عن الأخر بغض النظر عن دعمه لها في الإنتفاضة الموهومة بالإفضل , وبذلك الإستثمار الأمريكي لظاهرة قيام كتل نخبوية فإنه يصبح ممكنا تحقيق تراكم متعاقب للغضب والرفض المصحوب بعجز تلك النخب الحزبية المتكتلة , عن التخطيط ووضع الأفق الإستراتيجي للإنتفاضة بدلاً من جرها للمجهول , ويجعلها أيضاً عاجزة عن التراجع وإتخاذ قرار سليم كون كلا منها متناقض عن الأخر ولديه إستاذه وشيخه وفوقهم السفارة الأمريكيه شيخ الحارة كلها .
ثانياً :
أساليب الفوضى الخلاقة ومقارنتها في الثورات الوطنية الحقيقية .
ان فهم اليات واساليب الفوضى الخلاقة امر مهم جدا الان كي نميز بين الانتفاضة الوطنية والفوضى الخلاقة التي تفجرها وتوجهها امريكا فإذا رأينا تلك السمات الجوهرية للفوضى الخلاقة موجودة في الإنتفاضات الحالية وعرفنا كم أن حجمها كبير فإنه بالتأكيد يؤكد أن أمريكا من يقف وراء هذة الثورات ، وفيما يلي اهم السمات الجوهرية للفوضى الخلاقة :
السمة الأولى :عدمية الانتفاضة
السمة الثانية : المخابرات في الفوضى الخلاقة كيف تكون (الطابور السادس).
السمة الثالثة :الحرب الإعلامية و النفسية لفرض اليأس والرفض العدمي )تم شرحه في الجزء السابق من هذا السلسله) .

- السمة الأولى :عدمية الانتفاضة: ان غياب او انعدام الافق الإستراتيجي لدى قادة الانتفاضة وتركز الوضوح لديهم على هدف اسقاط النظام فقط يؤدي الى طريق مسدود يتمثل في انها اسقطت النظام لكنها لم تستطيع فرض بديل ربما تعرفه نسبياً او لاتملك القدرة على فرضه اذا كانت تعرفه بوضوح ، فتستغل ذلك الفشل مؤسسات الدولة العسكرية والامنية لاقامة نظام بديل تحدد هي هويته ورجاله وليس الثوار . ان النجاح في تحقيق الانتفاضة واسقاط النظام والعجز عن تصور البديل له لاي سبب كان يشكل احد اشكال السذاجة ونقص الخبرة ، او احد مظاهر العدمية الثورية في حالة امتلاك قيادة الانتفاضة ثقافة عالية لكنها عدمية ، اي تريد تغيير الوضع القائم لكنها لا تعرف البديل ولا تفكر بالبديل , وبما توفر القوى التي يمكن ان تنجح في اسقاط نظام رجعي وتابع وتستطيع اقامة البديل المناقض له جذريا لان هذا هو الشرط المسبق الذي يضمن منع تحولها الى اداة بيد اعداء الوطن ولكن عمل اجهزة المخابرات المحلية والاجنبية عمل منذ عقود على تدمير القوى الوطنية المركزية وتفتيتها ودعم وتشجيع قيام كتل صغيرة ونخبوية او احزاب الشخص الواحد ، وطنية او عميلة ، لان الكتل الصغيرة وحتى لو كانت وطنية مضطرة بحكم اليات الديمقراطية ان تخضع لراي الاغلبية التي تتشكل من عدة كتل متناقضة الاهداف والتوجهات الايديولوجية فيوصلها ذلك الى الفشل في فرض البديل المطلوب وتضطر لقبول راي الاغلبية مايعني تفككها وتناحرها والمزيد من الإظطرابات التي كان يظن الجمهور أنها ولت وأختفت .
كما ان وجود شباب منتفض بلا خبرة نضالية عميقة ويفتقرون لامكانات الامساك بالسلطة يطرح امامهم خيارات كلها مرة تقودهم رغما عنهم الى تفكير مضطرب هو اقرب للعدمية والفوضوية ، وهذا ما تريده الجهة التي تخطط لنشر الفوضى .
ويلعب دورا رئيسا في منع الثورات الحقيقية عدم سماح الانظمة الفاسدة والمستبدة والتابعة ببقاء حزب ثوري رئيس او مركزي او احزاب مركزية لها القدرة على السيطرة على الجماهير وتملك افقا إستراتيجيا واضحا يشكل خارطة طريق . وهذا ما تحقق في العقود الماضية بصورة تكاد ان تكون تامة حيث شرذمت او دمرت او احتويت اغلب القوى الكبرى المجربة تمهيدا متعمدا لخلق حالة انعدام او ضعف الضابط الوطني المسيطر والمقتدر , ومن جهة أخرى فإن من لم يدمر او يفتت من القوى الوطنية الكبيرة والعريقة نضاليا باعمال داخلية وتقليدية , وبقي قويا ومؤثراَ جماهيريا أسقط بعمل خارجي عن طريق الاحتلال ونشر الفوضى الخلاقة في وقت واحد , كما حصل في العراق ويحصل في ليبيا الان وكما سيحصل في اليمن كما هو متوقع لدى الصحف الأمريكية .
ان عدمية الانتفاضة المتجسدة في غياب مشروع وطني إستراتيجي والاعتماد على هدف اسقاط النظام فقط يشكل أهم الشروط المسبقه التي تعتمد عليها خطط الأعداء لمنع تحول هذة الإنتفاضات الى ثورة وطنية ,بحيث تضمن القوى الماسونية الصهيونية استخدام الإنتفاضات كاداة سميت الفوضى الخلاقه لتفتيت للدولة والمجتمع ونشر الفوضى وإستباحة البلد وسياسته ورجاله وأحزابه .
وعلينا ان نتذكر بديهية نفسية وهي انه حينما تصل عملية قهر الشعب واستغلاله حد اذلاله وسلبه الشروط الانسانية للعيش الكريم فانه يصبح خاضعا لمحرضات انتفاضة عفوية وعدمية(أي لاتملك البديل والأفق الثوري) تتمحور حول تحقيق هدف او اهداف مباشرة وينسى الاهداف الكبرى الوطنية والقومية ، ولهذا لابد من الشك بان افقار الناس واضطهادهم يقترن بتوقع تفريغ شحنة رفض حاد وغضب عميق بصورة انتفاضة عفوية تتحرك بالعواطف فقط وتفتقر للتفكير العقلاني والإستراتيجي ، ولذلك تصبح عدمية الطبيعة لانها لا تعرف هدفا بعيدا او بديلا لما ترفضه ، وهنا تكمن الثغرة القاتلة في الانتفاضة العفوية . وهذا ما نراه الان في تونس بكامل اثاره وفي مصر باغلب اثاره .
حينما تندفع الجماهير بعد 30 عاما من الكبت والقمع والفقر والاستغلال والفساد والديكتاتورية من اجل تغيير الوضع وتقدم مئات الشهداء والاف الجرحى وتخسر الدولة المليارات لكن النتيجة تكون قيام نظام لا يعبر عن تطلعاتها ولا ينسجم مع تضيحاتها وتحملها لعقود لانه عبارة عن تغيير للوجوه او بعض اساليب العمل ، فما يحدث ؟ احباط شديد وعزوف الشباب وغير الشباب عن مممارسه السياسة بعد ان افرغت شحنات الغضب والرفض بصورة ممتازة ولم تعد هناك شحنات قوية تكفي لدفع الشباب للقيام بانتفاضة ثانية . هنا نصل للسؤال الاكثر اهمية وهو : لمن يخدم ذلك العزوف والإحباط وإفراغ الشحنات ؟
ان الجواب يتطلب توضيحا لقضية حساسة وهي دور الفيس بوك في تنمية الروح العدمية والتمرد العدمي المجرد من اي افق ستراتيجي فهو هنا يخدم تنمية روح شبابية متمردة على كل ماوقف في وجهها حتى لو كان عالم ديني أو مفكر حزبي وهذه هي الليبرالية الأمريكية التي تزرع فكرة التحرر من كل شيء يقف أمام رغبات الشخص . وهذه هي خطورة الثورات العفوية العدميه المفتقرة للثقافة العالية , فهل يستطيع شباب الفيس بوك تجاوز هذة الخطورة على أرواحهم وثقافتم الثورية ويستطيعون المواصلة على أعوام مستمره ؟ الجواب هو : من يعتقد ان شباب الفيس بوك يستطيع تجاوز الانتفاضة العفوية والعدمية واهم لانهم تربوا على الحرية الغير معقوله أي تفتقد للعقل والحكمه ولأنهم يرفضون قادة الاحزاب المعارضة بشكل عام ولا يثقون بهم كثيرا ويرون انهم قصروا في واجباتهم ، ولكن وبنفس الوقت ليس لديهم قادة بخبرات وامكانيات تشكيل قيادة منهم تحل محل النظام البديل ، فماذا يحدث ؟ يضطرون لقبول احد خيارين : حكومة مساومات او حكومة وطنية ضعيفة هي ثمرة اتفاق النخب الوطنية التي ليس من بينها حزب جماهيري . ما هي النتيجة ؟ في الخيار الاول تمتص نقمة الجماهير ويعود النظام من الشباك بعد ان طرد من الباب وتكون النتيجة الطبيعية يأس جماهيري خصوصا يأس الشباب ، اما في الخيار الثاني فان ضعف الحكومة الوطنية وتشتت تياراتها واختلافاتها وعدم اسنادها من قبل تنظيم جماهيري فعال وموحد يؤدي الى سحق الوحدة بين هذه القوى نتيجة الصراعات على السلطة او نتيجة العجز عن القيام بخطوات فعالة ومؤثرة ، مرة اخرى ستكون النتيجة هو اليأس الجماهيري والشبابي . ومرة اخرى ايضا لمن يخدم ذلك ؟
حينما قيل ان الثورة يصنعها الثوار ويستولي عليها الانتهازيون فلانها لم تكن ثورة بل انتفاضة عفوية او عدمية ، تتحكم في قادتها طبيعة رافضة بقوة ومقاتلة بشراسة لكنها تفتقر للافق الثوري الذي لا يتوفر الا بقيامه على ستراتيجية واضحة مرسومة بعد دراسة معمقة ناهيك عن أن من يطبق هذه الإستراتيجية يجب أن يكون منظم ولديه قاعدة شعبية كبيرة قادرة على ضبط الوضع وتوفير الاستقرار بوجود اغلبية منظمة موحدة تضع الجميع امام امر واقع لا يمكن تجاوزه فتقبل بالتعاون معه وعدم اللجوء للانشقاقات التشرذمية ، وبالتالي فإنه يخدم إما الإنتهازيون أو يخدم الأضرار الأنية والحالية وهي جر الإنتفاضة لمسلك وعر مليء بالعوائق مايعني ضياعها وتدمير شباب الثورة نفسياً ومعنوياً والوصول للتدمير الأخلاقي لاسمح الله لأنها حالة نفسية مدروسة إعتمدت على شباب لايملك النفس الطويل في المهاترات والمماحكات السياسية الطويلة والمملة وقد يؤكد هذا أنه تم دراسة الشباب عن طريق الأنترنت .
ولدينا مثال واضح على دور المخابرات الامريكية والاوربية في تطبيق الفوضى الخلاقة حيث قامت دراستها على دعم بعض التيارات المناوئة لأمريكا , ومنها ابراز ودعم افكار مفكر امريكي اسمه هربرت ماركوزة – او ماركوز – والذي اصبح بديلا عن ماركس وانجلز بالنسبة لليسار الاوربي والامريكي الشمالي مفجر ربيع عام 1968 وهو انتفاضات شبابية اجتاحت اوربا الغربية وامريكا الشمالية شارك فيها الملايين ورفعت شعارات رفض الرأسمالية والامبريالية بقوة واستقطبت كل الغاضبين والرافضين في العالم الغربي واستمرت فترات طويلة ، ولكن ما ذا كانت النتيجة ؟ كانت افكار ماركوزة مزيج من الماركسية والعدمية والوجودية والعفوية الثورية ولذلك كانت افكارا فضفاضة تسمح بكل شيء لكنها لا تفضي الا الى تنفيس الروح الثورية وامتصاص النقمة الشعبية ومن ثم ادخال الانتفاضة في قناة ضيقة وهي قناة الفردية والتحلل الجنسي والعزلة والفردية والاغتراب واليأس في نهاية المطاف ...وهذا يفضي إلى تفكيك الروابط الدينية والإجتماعيه ويصبح المجتمع معها مدمراً نفسياً وأخلاقياً , وهذا ما حصل للمجتمعات المسيحيه في أوروبا.
فضاع جيل كامل وتبددت فرصة اسقاط النظام الرأسمالي في اوربا الغربية وامريكا الشمالية وتحول الشباب الى عدميين بصورة تامة لا تهمهم السياسة وانغمسوا في اباحية جنسية شكلت نقلة نوعية في اضعاف ما كان يسمى الافكار و المجتمعات التقليدية . بالرغم من أنها كانت حركة لمثقفين ومفكرين وليس لأنصاف مثقفين كما هو حاصل في واقعنا العربي الراهن.
في ضوء ما تقدم فان تجارب العالم تقدم لنا دروسا لابد من قراءتها والاستفادة منها في تجنب وصول العمل النضالي العربي ، خصوصا الانتفاضات الحالية ، الى نفس الحالة التي وصلت اليها انتفاضات الشباب الاوربي والامريكي في الستينيات من القرن الماضي لان الطبيعة البشرية واحدة مهما اختلفت البيئة في التفاصيل العامة . لذلك لابد من الاعتراف بشجاعة بان القيمة الستراتيجية لاي انتفاضة تكمن في وجود افق ستراتيجي لها طويل المدى من جهة وامتلاكها تنظيم جماهيري مركزي وقوي وموحد سياسيا وايديولوجيامن جهة ثانية ، وبدون ذلك ستكون نتيجة تضحيات الشباب وعرقهم هي احتواء الانتفاضة وزجها في نفق مظلم يدفع الشباب والجماهير للياس والانسحاب من ساحة النضال الوطني والقومي والاجتماعي وبهذا نصل للجواب لمن يخدم هذا فهو يخدم جر الإنتفاضة لطريق مظلم ويخدم تنمية الروح العدمية لشباب الفيس بوك والأنترنت بشكل عام الذي تشرئب البرغماتية(الوسيلة تبرر الغاية) والليبرالية(التحرر من مايعيق حريتي كان أن يكون حتى الدين والاحكام العامه ) وهو بذلك تدمير لسلوكيات المجتمع كما وضحته تجربة ماركوزه . وبالتالي فإن كل ماذكر عن عدمية الإنتفاضة هو يخدم قتل الروح الوطنية لدى المجتمع العربي بما لا يعيق كل مخططات الصهيونية لتقسيم الشرق الأوسط بالخارطة الجديدة الموصوفه بخارطة الشرق الأوسط الكبير لأن هذا هو من أهداف الفوضى الخلاقة وهي جعل الشعب يدمر نفسه لتقوم أمريكا ببنائه كيفما أرادت .

السمة الثانية : المخابرات في الفوضى الخلاقة كيف تكون وماهي أداة تنسيق الإنتفاضة فيها.

الطابور السادس (جاس-نت) : حقيقة لم أجد أي تعريف لمخابرات الفوضى الخلاقة إلا بالطابور السادس جاس- نت أو جاسوس الأنترنت , وهو يختلف عن الخامس في أن الخامس مأجور يعمل في المراقبة وإرسال الوثائق والحقائق لصالح الجهة التي يعمل لها فيما هذا الطابور يقوم بإرسال معلوماته ووثائقة وحقائقة وخططة وبرامجه ذاتياً لكل من يراقبه , وتلك هي الخطورة في مخابرات الفوضى الخلاقة , فالطابور السادس هو الإنترنت ومستخدميه . فكيف يحصل ذلك ؟ والجواب ستبينه لنا معرفة هذة الاشياء التي لايعلمها عامة المستخدمين فتابعوا معنا :
حينما تم تبنى خطة الفوضى الخلاقة ، في اطار ستراتيجية جديدة تعتمد على ما سمي ب ( القوة الناعمة ) كبديل فعال لفشل ستراتيجية ( العصى الغليظة ) القائمة على الغزوات العسكرية وكلفتها المادية والبشرية المدمرة لبنية المجتمع والنظام الرأسمالي الامريكي ،

كما رايناها في العراق وافغانستان ، ومن ثم الفشل الاعظم في السيطرة على العالم بالقوة العسكرية ودعم الاعلام المتشبع بالليبرالية انتقلت امريكا الى استثمار ما زرعته منذ اطلاق الانترنيت ، ونما ونضج واكتمل ، وهو وجود قسم من الجيل الجديد من الشباب العرب المتأثر ب( نمط الحياة الامريكية ) وبشكل خاص زرع رفض كل ما هو قائم ليس في السياسة فقط ، كالفساد والديكتاتورية وفقدان الارادة الوطنية والسيادة ...الخ ، بل أيضا رفض ما في المجتمع من قيم وانماط سلوك وتقاليد وقيم ، وهكذا تولد رفض لكل ما في البلد ، ممتزجا بيأس من التغيير وعدم ثقة عميقة بالاحزاب السياسية كافة .وبالمناسبةأحب أن أسألك عزيزي المناضل العربي بسؤال بسيط وهو لماذا طلبت أمريكا من مصر فتح الإنترنت بعد أن أغلقته الحكومة المصرية ؟ تعال لننظر في حقيقة مايدور خلف الستار من حقائق ذلك الطلب الأمريكي والحكم لك في الأخر .
– ثقافة الفيس بوك : هنا ندخل في صلب موضوع اداة تنسيق الانتفاضة والتي شكلت في ان واحد وسيلة اطلاقها وعنصر تسهيل احتواءها وهو هيمنة ثقافة الفيس بوك على الإنتفاضة وأبطالها ،لذلك فالفيس بوك والأنترنت كان إغلاقه يعد بمثابة إنهاء أداة تنسيق الإنتفاضة المصرية المرتبطة بالإنترنت وليس بالقيادة الشعبية الواضحه , لذلك كان التدخل الأمريكي واضحاً في إعادة الأنترنت مايعني إعادة الأداة إلى عملها لأنها لو توقفت لتوقفت الإنتفاضة نسبياً أو خف عملها في حشد الناس وتوجيههم ,حقيقة نحن لم نفاجأ بحيرة أناس وطنيين يعرفون كيفية تسخير الفيس بوك وامثاله من شبكات الانترنيت كتويتر او البالتوك والياهو...الخ في خدمة العمل المخابراتي لاكثر من دولة في مقدمتها امريكا والكيان الصهيوني ، فهم (الوطنيين) يدركون بعمق او بصورة سطحية ان الانترنيت ليس امنا ومع ذلك افرطوا في استخدامه بلا احتياطات امنية مطلوبة من خلال خداع انفسهم بانه افضل الوسائل غير الامنة . وبناء عليه قاموا بعد انتفاضتي تونس ومصر وتأثرا عاطفيا بهما ، بترويج مصطلحات خطيرة وموحية بشدة مثل ( ثورة الفيس بوك ) او ( انتفاضة الفيس بوك ) او ( شباب الفيس بوك ) وعدم تفسير مغزاها ونتائج تبنيها وحلولها محل مصطلحاتنا الوطنية والقومية ، ووصل الاعجاب بتلك الوسائل حد تصوير الفيس بوك كأنها هي ( المهدي المنتظر ) ! وهذه الحالة مؤسفة وخطيرة لانها توضح مخاطر عدم وعي خطر النار رغم انها وضعت في اكثر جيوب الانسان التهابا وهو العقل الانساني فسهل غسله وزرعه بمفاهيم معادية لامتنا .
ان تاسيس الانترنيت بشكل عام والفيس بوك وتويتر بشكل خاص لم يكن هدية مجانية ولا ثورة اتصالات ومعلومات عفوية بل كانت عملا مدبرا وله اهداف ستراتيجية خطيرة جدا ونحن لا ندرك هذه الحقيقة الا اذا تذكرنا او عرفنا بان اهم عمل لاي جهاز مخابرات هو جمع المعلومات العامة والخاصة عن اكبر عدد من الناس في البلدان المستهدفة من اجل معرفة النشطاء او الذين يمكن استخدامهم بعد معرفة معلومات تفصيلية عنهم ، والاهم هو تحديد العناصر النشطة او تلك المرشحة بحكم ذكاءها وتفوقها لاستلام مناصب مهمة في المستقبل ، والانترنيت والفيس بوك وتويتر وغيره يقوم بذلك الواجب احسن قيام .
لقد اصبح الانترنيت وخدماته اخطر جهاز مخابرات في التاريخ الانساني كله لانه امتلك ملفات لمئات الملايين من البشر وربما مليارات البشر مملوءة بمعلومات ثمينة عن كل من دخل الانترنيت تشمل كل شيء عنه ، يضاف الى ذلك معرفة الاحزاب والكتل والجيوش والشركات والمصارف ...الخ ، كل ذلك يقدم مجانا وبرحابة صدر ودون ضغط او تعذيب او اكراه ! وذلك كنز لا حدود لقيمته الامنية.
ان مجرد تذكر ذلك يدفعنا الى الوصول الى حقيقة واضحة وهي ان اطلاق الانترنيت وخدماته لم يكن محض تطور تكنولوجي طبيعي بل كان عملا مخططا وضعت له اهداف كونية إستراتيجية خطيرة جدا اهمها المعرفة الشاملة للجميع اصدقاء واعداء واعداء محتملين وشركات منافسة بعد ان اصبحت حرب المخابرات التقليدية تركز على التجسس الصناعي وحلت محلها المخابرات الافتراضية .

وتلك الحقيقة تتاكد بقوة اذا تذكرنا ان توقيت اطلاق ثورة المعلومات والاتصالات ينطوي على دلالة مهمة جدا وهو انه تم بعد انتهاء الحرب الباردة وانفراد امريكا بالهيمنة على العالم مع انها كانت موجودة اثناء الحرب الباردة ولم تطلق وقتها وبقي الانترنيت جهازا سريا تستخدمه وزراة الدفاع الامريكية داخليا ، لان اطلاقة اثناء الحرب الباردة كان سيمكّن الاتحاد السوفيتي وغيره من خصوم امريكا من الاستفادة القصوى منه وجعله طريق بمسارين يخدم كل مسار طرفاً ، بالاضافة لتزامن ذلك الاطلاق مع وصول ازمة النظام الراسمالي البنيوية مستوى خطيرا يشل قدرة امريكا على السيطر على العالم عسكريا بعد توفر الظروف المناسبة لذلك وهي ظروف انهيار الاتحاد السوفيتي وعزلة الصين وغياب المنافس القوي لامريكا في المرحلة الاولى من انتهاء الحرب الباردة ، فجاء اطلاق الانترنيت ليكون الوسيلة الرئيسة التي تمهد للسيطرة الامريكية على العالم دون حروب عسكرية من خلال التأثير على الناس وتغيير قناعاتهم ومعرفة اسرارهم ومكوناتهم وغير ذلك على اساس القاعدة المعروفة وهي ( ان معرفة العدو كسب لنصف المعركة ) ..
بعد اليأس من الانظمة واعتبارها سرطانا يجب استئصاله ، وبعد اليأس من التغيير عن طريق النخب الحزبية الفوقية المجردة من القواعد الشعبية اصبحت الدردشة في الفيس بوك وغيره مثل غرف البالتوك اهم وسائل غسل الدماغ الجماعية للاجيال الجديدة وزرع ثقافة سمتها الاخطر هي انها ثقافات عدمية ( نهلستية ) اي انها ترفض الواقع لكنها عاجزة عن تقديم البديل له ، وهذه الثقافة تتناقض مع الثقافة الوطنية والقومية ومع التقاليد الاجتماعية ، فحصل اضطراب وتداخل قيميين لدى الكثير من رواد الانترنيت ، وبما ان الانسان حر بطبيعته ويرفض الظلم والقمع فانه وجد الطريق الوحيد المتاح للرفض هو الانترنيت ، وهكذا بدات عملية تعبئة هؤلاء الشباب ليس ضد الانظمة القمعية والفاسدة والديكتاتورية فقط بل ضد ( الامة الفاشلة والشعب الفاشل والمتخلف ) ...الخ كما تروج الدعايات الغربية والصهيونية .
ماذ نتوقع من هذه الاجيال ؟ الرفض العدمي والعفوي لا غير وهو رفض اذا اتيحت له فرص الانطلاق فانه سيكون قادرا على احداث القيامة دون القدرة على خلق الجنة ، فهي انتفاضة ترفض الواقع وتشعل النار في نظام يستحق الحرق ولكن دون ان تكون الجنة من بين خياراتها لانها لاتعرف طريقها ، فهي ببساطة تعرف كيف ترفض بناء على الغريزة الانسانية التي نبه اليها الخليفة عمر بن الخطاب بقوله ( كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟ ) ، لكن هؤلاء الشباب لا يعرفون كيف يصلون للحرية ولا كيف يحافظون عليها وعلى مكتسباتها ، اضافة لادخال خيارات غريزة حب الحرية في مسار ضيق واحد فقط هو الرفض العدمي المبني على نزعة فردية اكتسبها عبر الانترنيت وهي عبارة عن تضخيم مرضي لغريزة الحرية ، وتلك ظاهرة مرضية امريكية معروفة تحل رغبات الفرد محل رغبات الجماعة وتغلبها عليها . اما اذا برزت الجماعية في التفكير فهي ثمرة الاضطرار والتي تشبه اضطرار المسافر في قطار برحلة طويلة جدا ، بقوة غريزة العيش الجماعي في البشر ، الى التسامر مع الركاب الاخرين واقامة صلات رفقة طريق مبنية على التوافق المؤقت وبقدر طول الرحلة من اجل تمضية الوقت واستبعاد الوحشة .
من يظن ان تربية الانترنيت هذه عفوية وتمت بدون تخطيط مسبق مخطأ لان من اسس واطلق الانترنيت وصرف المليارات عليه ليس جمعية خيرية بل دولة امبريالية ارادت السيطرة على العالم من خلال اعادة تشكيل طريقة تفكير الناس خصوصا الشباب خارج امريكا نفسيا وفكريا قبل السيطرة على العالم ، وجيش الانترنيت الملياري فيه ملايين غسلت ادمغتهم واصبحوا ضحية التربية الغربية ، مع وجود ملايين حافظت على هويتها واستفادت من الانترنيت في تحقيق تقدم سياسي واويديولوجي . لكن المقارنة بين هذين التوجهين تفضي الى ادراك ان الكسب الستراتيجي الاعظم هو لامريكا .
هناك اتفاق عام على ان انتفاضتي تونس ومصر كانتا ثمرة خدمات ما يسمى خطئا ب ( المواقع الاجتماعية ) كالفيس بوك وتويتر وغيرهما ، فالشباب الذي كان ومازال من فجر الانتفاضة وليس الاحزاب الوطنية والنخبوية والساسة التقليديين وتمكن من تحقيق ذلك فقط عن طريق التخمير الطويل في مواقع وغرف الانترنيت ، فالتعارف والتنسيق والاتفاق على مواقف تم بفضل الانترنيت ، ولم تكن لهم اطارات تنظيمية ثابتة ، وكل تلك العمليات في تلك الغرف والمواقع كانت تراقب وتدرس وتحلل من قبل اجهزة استخبارية تحلل المعلومات ، خصوصا الامريكية والاسرائيلية ، من اجل تحديد كيفية الاستفادة منها ، خصوصا وان الحرية المطلقة في التعبير عن الراي تصل الى حد تجاوز كل الحدود المنطقية والعقلانية والاخلاقية كرد فعل على القمع ومصادرة الحريات ونهب الثروات والتبعية للاستعمار والصهيونية .
ان الانتفاضات التي تمت بمساعدة الانترنيت كاداة تنسيق مثل مصر وتونس امر حصل ولكن ما ينبغي عدم نسيانه ابدا لتجنب اطلاق الرصاص على رؤوسنا وبايدنا وهو الاتي : هل امريكا التي غزت العراق ودمرته وابادت بين عامي 1991 و2011 اكثر من اربعة ملايين عراقي والتي وقفت بحزم وثبات الى جانب الكيان الصهيوني ووفرت له اسباب البقاء الاساسية والحقت بالعرب اكبر كوارث العصر الحديثة يمكن ان تكون محبة للحرية وتحرر العرب ؟ ان من يتهرب من هذا السؤال يحكم على نفسه اما بانه جاهل او انه ميت الضمير . انتظرونا في الجزء الخامس والاخير .
http://www.facebook.com/h099h


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.