الجزء الأول رساله إلى كل مناظل عربي الثورات الشبابية أسلحة تطلق للخلف مجدداً .
تحليل : هشام المشرمه (كاتب ومفكر) http://www.facebook.com/h099h
مقدمة: نكبة 67 للعرب والتي نتج عنها خارطة جديدة للإحتلال الإسرائيلي أنذاك , نظراً لتفوق القوات الصهيونية(إسرائيل) ومخابراتها التي تلقت الدعم من بريطانيا عسكرياً وكذا بمساعدة بعض مخابرات الدول العربية العميلة أنذاك على الدول العربية بقيادة عبدالناصر , ومع أن الدعم البريطاني العسكري كان متوقعاًإلا أن الدعم اللوجستي من قبل المخابرات العميلة لم يكن متوقعاً حيث كان هو سبب الفشل الأكيد والذي كان الأسلحة الفاسدة التي عُرف عنها بأنها أسلحة تطلق للخلف , فهل يتكرر ذلك السيناريو المؤلم اليوم في ظل هذة الأحداث الثورية الشبابية المفاجئة ؟ والإجابة لاجدال فمخطط تقسيم الشرق الأوسط وإقامة دولة صهيونية بحدود أكبر من المخطط القديم مشروع قائم التنفيذ حالياً , وفي هذة الدراسة التحليلة المنطقية قبل السياسية سنوضح ذلك بالتفصيل الدقيق , لتكن بهذا رسالة قومية للمناضلين العرب في وقت نشهد فيه شبابنا بات كالأسلحة المشحونة بطريقة خاطئة التي تسبب إنفجارات متزايدة قد تضع اللبنة الحقيقية لخارطة الشرق الأوسط الكبير والذي يتم تنفيذ خطته بسياسة الفوضى الخلاقة وماهي خارطة الشرق إلا تقسيم الوطن العربي مجدداً ووضع حدود جديدة ستؤدي إلى تشرذم كل الدول العربية والشعوب وتبقى دولة إسرائيل المزعومة هي المسيطر والأقوى والأكبر .
- الثورة والإنتفاضة والفوضى بينهما : حينما قيل ان الثورة يصنعها الثوار ويستولي عليها الانتهازيون ف لأنها لم تكن ثورة بل انتفاضة عفوية او عدمية ، تتحكم في قادتها طبيعة رافضة بقوة ومقاتلة بشراسة لكنها تفتقر للافق الثوري الذي لا يتوفر الا بقيامه على إستراتيجية واضحة مرسومة بعد دراسة معمقة ويشترط أن يكون من يطبق هذه الإستراتيجية منظم ولديه قاعدة شعبية كبيرة قادرة على ضبط الوضع وتوفير الاستقرار بوجود اغلبية منظمة موحدة تضع الجميع امام امر واقع لا يمكن تجاوزه فتقبل بالتعاون معه وعدم اللجوء للانشقاقات التشرذمية ، اما اذا وصل الظلم والفقر والاضطهاد الى حدود لا تحتمل وبغياب الافق الإستراتيجي والتنظيم المركزي المحوري والفعال والمجرب فان الذي يحدث ليس ثورة وانما رفض جماهيري عفوي وعدمي اضراره الإستراتيجية اكبر من فوائده التكتيكية الانية والطارئة وهنا يكمن الخوف من مايسمى بالثورات الشبابية , وحتى نفهم هذا جيداً يجب أن نركز بالمبداء التالي : ليس المهم هو الرغبة في التغيير ولكن المهم والأهم هو إمتلاك شروط النجاح التي تحقق التغيير المطلوب لأي قطر ولأي أمة تريد التغيير وتراه ضرورياً . في الواقع العربي وفي تاريخ النضال العربي المستمر منذ 1948م , وحتى الثمانينات , لم نجد إختلاف كبير ومفارقة كبيرة و واضحة في بديهيات العمل الثوري التحرري والعقائدي , كما نجدها اليوم في واقع عربي مُحزن , نجحت أجهزة المخابرات الأجنبية في إفقار ثقافته الثورية والفكرية بوجه عام , فالمثقف العربي القومي وحتى الثمانينات , لم يحصل له أن خلط بين مفهوم الثورة والإنتفاضة وهي أشياء بديهية لم تكن موضع خلاف قط , حيث ميز الإنتفاضة : بأنها عملية رفض للنظام قد تكون مسلحة وقد تكون سلمية وبفضل قوتها الهائلة تجبر النظام على الرحيل , ولكن تبقى سمتها الأساسية غياب الأفق الإستراتيجي لما بعد سقوط النظام فالمنتفضون يلتقون تحت هدف واحد هو سقوط النظام فقط ولكن كل منهم لدية مشروع بجانب من ليس لدية مشروع ولاتمتلك كافة الأطراف المشاركة في الإنتفاضة القوة المنظمة عسكرياً أوشعبياً وتدعوا لها قيادات شعبيه جماهيرية مثقفة قادرة على الإمساك بالوضع وإقامة نظام بديل , وهذا ينطبق على ماسمي بالثورة الفرنسية خطأ لأنها لم تكن تملك نظام بديلاً ولم يكن لديها تنظيم شعبي موحد ومتماسك ولا قوه عسكرية مؤيدة لها ومناهضة للنظام السابق. , أما الثورة : فإنها الإنتفاضة المبرمجة أو التي تحمل أهداف وإستراتجية وقيادة عسكرية أو شعبية موحدة , تتسم أهدافها بأنها النقيض الكامل والناقض الشامل للنظام السابق , وأن تعمل على تغيير الدولة والمجتمع تغييراً جذرياً وليس تطويراً للنظام السابق أو تغيير شكله ولدينا هنا الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 أكتوبر بقيادة عسكرية وشعبية وأهداف موحدة في الشمال والجنوب مع إختلاف النظام السابق , والثورة العراقية بقيادة البعث في عام 1968 والثورة الصينية بقيادة ماو تسي تونغ والثورة الروسية بقيادة لينين والكوبية بقيادة جيفارا وكاستروا...الخ
, وهكذا سميت هذة الإنتفاضات بالثورات , وذلك لإمتلاكها برنامج واضحاً وأهداف واضحه وقيادة واضحة وقوة عسكرية وشعبية مؤيدة بالإجماع أما عكس ذلك أو إنقاص منه فإنها تسمى بالثورة الخطاء وهناك مثال لذلك هو الثورة الفرنسية (ثورة الجياع والبؤساء) والتي أسميت ثورة الخطاء نظراً لغياب كل ماذكر عدى وجود نقطة واحدة لدى الجياع هي إسقاط الملك فقط . وحتى نكون دقيقين في قولنا , فإن الإنتفاضة قد تم تفصيلها في ثلاثة انماط كالتالي :
النمط الأول: هو انتفاضة وطنية حقيقية لا يمكنها تغيير النظام بالكامل ولذلك فهي في الواقع انتفاضة محبطة او احبطت ولا يمكن ان تكون ثورة باي شكل من الاشكال . النمط الثاني: هو انتفاضة تحدث وتسقط النظام لكنها لا تغير طبيعته بل تعيد انتاجه بشكل مختلف شكليا او تحسنه لضرورات المحافظة على جوهره وهي لذلك ليست انتفاضة بل عمل مخابراتي متعمد. النمط الثالث: هو انتفاضة تتوالى خطواتها لتغيير المجتمع والدولة وتنهي النظام السابق وتقتلعه من الجذور فتصبح ثورة بحق لإمتلاكها برنامج إستراتيجي واضح يكون النقيض الكامل للنظام السابق . ومن هنا نتسائل في أي نمط تلتقي الإنتفاضة المصرية والتونسية ؟ والإجابة المحكمة محال أن تكون النمط الثالث , ومن هنا أيضاً نجد الإستخدام الغير صحيح لمفهوم الثورة لكل عمل تغييري , هو إما نتيجة غياب الثقافة وتدهورها , أو أنه بهدف تشوية الثورات وجعلها مرادفة لأعمال ناقصة أوتخريبية أوعاطفية أوحمقاء أو وطنية لاتمتلك القدرة على التغيير والوصول للهدف المنشود . والمنطق السليم لهذا التمييز هو المتجسد في التساؤلات التالية : لماذا نريد إسقاط نظاماً ما ؟ أليس من أجل إستبداله بنظام أخر مختلف وأفضل ؟ اليس لوجود مظالم سياسية وطبقية تلحق الضرر بالاغلبية من الشعب؟ اليس من اجل استبدال نظام ديكتاتوري مستبد يضطهد الشعب ويعطل قدراته الخلاقة بنظام ديمقراطي شعبي حقيقي ينهي الاستبداد ويجعل الشعب قادرا فعلا على تسيير الدولة والمجتمع؟ اليس لرفض سياسات تبعية لعدو او اعداء الامة العربية يقوم بتسليم مقدرات شعبه لهؤلاء الاعداء فيؤدي ذلك الى فقدان السيادة والاستقلال والاضرار بالمصالح الوطنية والقومية للدولة والامة؟ حسناً اذا اكتفينا باسقاط النظام وابقينا الوضع الاجتماعي والسياسي كما هو فما معنى التغيير؟ وما فائدته؟ وهل يمكن ان يكون التغيير عبارة عن لعبة صهيونية – ماسونية(إنجلوأمريكانية إسرائيلية) لاحتواء الغضب والرفض الشعبيين والسيطرة عليهما بمعالجة ظاهر الازمات دون وضع حد لها وذلك يضمن بقاء مشروع مملكة صهيون قائم التنفيذ ؟ والاهم والاخطر اذا استبدلنا وجه النظام وواجهته فقط ووعدنا الشعب بالاصلاح والتغيير وتلبية المطالب , الا يتطلب ذلك زمنا على الارجح سوف يكون قصدا وعمدا طويلا وعلى الاقل عقد من الزمن , من اجل سرقة الوقت واعادة انتاج نفس النظام مع اصلاحات بسيطة تؤدي بعد سنوات الى اكتشاف الجماهير ان البديل لم يكن سوى استنساخ للنظام السابق او شبيهه مع تغيير بعض الوانه ومكياجه؟ إنها كارثة حقاً تثير العجب والذهول فما يكون إجابة كل تلك التساؤلات يعني : إلا أن الإنتفاضة من السهل فعلاً دخولها في متاهة ونفق مظلم , لايمكن أن يستوعب حجمها عامة الناس وخاصة الشباب العفوي حديث التجربة الثورية والسياسية. فماذا يحدث إن حصل كل هذا ؟
اولا يتغلب الاحباط من امكانية التغيير الحقيقي على امل التغيير في اوساط كثيرة لابد من مشاركتها الفعلية والفعالة لتحقيق التغيير الحقيقي فتتراجع عن مواصلة طريق الإنتفاضة مع البقية من الشباب لتوصيلها لطريق الثورة الوطنية الحقيقية. وثانيا يستنزف غضب الجماهير وينفس من خلال تغيير وجه وواجهة النظام دون تغيير طبيعته التي كانت سبب رفضه، فيتحقق هدف خطير للعدو وهو امتصاص الغضب الشعبي الذي تحتاج اليه الثورة الشعبية الحقيقية والجذرية ويصبح على الثوار اعادة صنع الغضب قبل التفكير بالقيام بالثورة مجدداً وهذا الشرط مقرون بزمن طويل وبالقدرة على اقناع من يأس من التغيير بالعودة للنضال مجددا ضد الوضع القائم وهو مطلب يبدو احيانا صعبا جدا ان لم يكن من المستحيل تحقيقه.(ألا يحزنكم هذا بأن يحصل لشباب تونس ومصر ؟) وثالثا يكون العدو موجودا ويمارس العابه الشيطانية لاجل تحويل الانتفاضة الى فشل كامل في التغيير واستغلالها مباشرة لتنصيب اعوانه في السلطة بدل الثوار . إن ما قلناه ليس تقليل أو إنتقاص من أحد وإنما هو بديهيات العمل السياسي التحرري والعقائدي بكافة الوانه واشكاله فهل يوجد فيه غموض ؟ الجواب هو كلا لا جدال في ان المهم هو ليس الرغبة في التغيير بل امتلاك شروط النجاح في تحقيقه وايصاله الى نهايته المطلوبة من الشعب وليس التوقف في منتصف الطريق اوالخروج عنه ودخول طريق أخر حتمي . وكرسالة نكررها من مناضل (يمني)قومي عربي , أتوجه بها للمناضلين العرب , بهدف تصحيح مسار النضال العربي في حربنا ضد أعداء أمتنا وليس ضد بعضنا البعض ,فإننا نقوم بتقديم هذة الدراسة والتي خصصناها حول أخطر وأذكاء اللعب المخابراتية الأمريكية وأكثرها خداعاً , حتى لانفقد الطريق الصحيح في مسيرتنا النضالية العربية ونهدم أفكارنا التي نشأنا عليها بسبب تفوق رذالة أفكار عدونا الأول والأخر (أمريكا وإسرائيل وغيرهم من منظري وقادة الماسونية والصهيونية العالمية) . إن البحث عن الجواب الصحي للأسباب التي أدت وتؤدي إلى تحويل الإنتفاضة عن مسارها يتجسد في قراءة سريعة لعدد من الظواهر والأسباب يمكن تفنيد بنودها كالتالي : - 1- إنها (الإنتفاضة) لاتمتلك أي من مقومات ومبادىء وشروط الثورة والإنتفاضة كما وضحناه سابقاً عدى هدف واحد هو إسقاط النظام وهذا مايؤكد فشلها مستقبلاً بعد رحيل النظام وتحولها لأداة بيد الإنتهازيون مايعني إحباطها وفشلها . (راجع تعريف الثورة والإنتفاضة أعلاه ).
2- أن القائمين بالأنتفاضه هم شباب عفوي تنقصه الخبرة في التجربة والعمل السياسي وحديث العمل التغييري يمتلك ثقافة غضب عالية ولكنها عدمية .
3- أن معظم الشباب لايثقون في الأحزاب الأخرى ويعتبرونها سبب مساهم في فشل المجتمع والدولة وزيادة فساد النظام , وهذة حقيقة فطالما والأحزاب لم تستطع تغيير النظام فإن هذا يؤكد أنها ليست قادرة على فرض النظام البديل ومسك زمام الحكم مايعني أن إنعدام الثقة بين الشباب والأحزاب سيوجد حرب نفسيه داخلية بين الشباب الثائر ممن يراها فاشلة وبين من يريد إعطائها الفرصة وهذا من جهة , وكونها غير جديرة تاريخيا وليس لها شعبية من جهة أخرى , يساهم في توسيع الثغرة التي تسبب تحول الإنتفاضة للنفق المظلم .
4- إفتقار الشباب الثائر للكوادر القيادية الخبيرة والمشهود لها بأنها قادرة على إيصال الإنتفاضة إلى سدة الحكم يكون موثوق بها في الإمساك بزمام أمور الحكم, حاصلة على الإجماع من الشباب المنتفضين . 5- غياب التنظيم القادر على ضمان ردع المتآمرين والمندسين على الثورة الحقيقية. 6- عدم تحقيق الوحده الوطنية بين القوى الوطنية على إسقاط النظام , أو تحقيق الوحدة بين الأحزاب الوطنية ولكن عدم تحديد برنامج وطني موحد لتلك القوى من الناحية السياسية والإقتصادية والفكرية والإكتفاء بإسقاط النظام فقظ , يحبط الإنتفاضة ويجرها للتناحر بعد إسقاط النظام . 7- وجود قدرات مخابراتية متقدمه لدى الدول المعادية لأمتنا العربية , يلعب دوراً خطيراً في التضليل وزرع أفكار خاطئة وأحياناً مدمره للثورة الحقيقية من خلال هيمنة تلك القدرات المخابراتية على الإعلام خاصة الفضائيات والأنترنت . 8- قدرة المخابرات الأجنبيه الفائقة في إختراق القوى الشعبية والسياسية والشخصيات الإعتبارية الدينية والفكرية بدون علمها والتي تجعل منها أدوات للماسونية , أو بعلمها ولكن في اطار صفقات ومساومات على حساب حقوق الامة والشعب أو تخفي ذلك بدافع إندلاق الغيرة أو كره الأخر ,والكثير منهم يتبرقع بأسم الدين وحقوق الإنسان, بكل ماتعنيه الكلمه من معنى . كل تلك الأسباب الأولية التي قدمناها سابقاً , بينت كيفية عدم وصول الإنتفاضه إلى ثورة حقيقية , وكيف يمكن للإنتفاضة أن تحبط ويستغلها الإنتهازيون وأعداء أمتنا العربية , وهي ما يمكن إجماله تحت مسمى الإنتفاضة البنائه أو التدمير البناء أو فجوة الإستقرار أو إنتفاضة الغضب الأعمى (الفوضى الخلاقة) والتي تستغلها القوى والمخابرات الأجنبيه التي ساهمت في صنعها .والسؤال كيف ساهمت المخابرات الأجنبية في صنع هذة الفوضى ؟ والإجابة تقول أن من أخطر اساليب المخابرات الماسونية والصهيونية واكثرها تمويها وغموضا ومخادعة هو: اسلوب وضع خطط استباقية (الفوضى الخلاقة) . إن الفوضى الخلاقة في حقيقتها المخابراتية الأمريكية تبين إن من أهم سماتها الجوهرية , هو إسقاط إما نظام لم تستطع أمريكا بالطرق التقليدية إسقاطه أو نظام تابع لها أصبح عبئاً على الإمبريالية تم كشفه ولم يعد قادرا على العطاء لذلك تتحق فرصة تغييره ومنع الشعب من التغيير الحقيقي والوصول لعواقب أخطر من ذلك بكثير بالفوضى الخلاقة التي ستحقق مالم تحققه الماسونية والصهيونية منذ سنوات طويلة . يتبعالجزء الثاني فإنتظرونا .
المراجع : - كتاب أحجار على رقعة الشطرنج –وليم غاي كار . - كتاب بروتوكولات حكماء صهيون- مارسدن الروسي درسات وابحاث سياسية صحفية ل:ياسر ثامر - سامي الاهدل - صلاح المختار. كتاب مشروع الشرق الاوسط الجديد – ماجد كيالي كتاب أوهام مشروع الشرق الاوسط الكبير- محمد احمد النابلسي كتاب الحروب السرية للمخابرات المركزية الامريكية في الشرق الاوسط – بوب ودوارد .