تعهدت مستشارة الرئيس الاميركي للامن القومي كوندوليزا رايس بالتحقيق في المزاعم التي اثيرت بشأن نقل السياسي العراقي أحمد الجلبي معلومات لايران بشأن تمكن الولاياتالمتحدة من اختراق الشفرة السرية التي تستخدمها مخابرات الجمهورية الاسلامية في اتصالاتها. ونقل عن مسؤولين بوكالة الامن القومي حضروا جلسة مغلقة بالكونجرس لتقييم الاضرار التي لحقت بالولاياتالمتحدة جراء ذلك، قولهم إن كشف السر ''حرم الولاياتالمتحدة من مصدر ثمين للمعلومات في الوقت الذي تتنامى فيه المخاوف الاميركية بشأن تطلعات إيران النووية ودعمها للجماعات الارهابية وسعيها للعب دور مؤثر في العراق''. وقال السناتور جيان فينستين الذي حضر امس الاول جلسة بشان الامر في الكونجرس إن ''القدرة على اعتراض اتصالاتهم هامة جدا وأداة شديدة الفعالية انتزعت من أيدي الولاياتالمتحدة''. وكانت الولاياتالمتحدة قد اتهمت الجلبي أحد زعماء المعارضة العراقية بالخارج الذي كان حليفا للادارة الاميركية، بتسريب معلومات حساسة لايران وأوقفت دعمها لحزب المؤتمر العراقي الذي يرأسه. ونفى الجلبي علمه بأسرار تخص إيران أو نقله هذه المعلومات للجانب الايراني كما أكدت إيران أمس أن هذه المعلومات ''عارية تماما عن الصحة'' ونفت أن يكون الجلبي قد زودها بأية معلومات بشأن الامر. وقد ارسل محامو الجلبي لوزير العدل الاميركي جون أشكروفت ورئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت موللر برسالة قالوا فيها إن التسريب جاء عن طريق ''نفس الاشخاص بالحكومة الاميركية الذين يخربون السياسة الاميركية في العراق و يسعون الان لاستخدام الجلبي كمخرج من فشلهم'' حسب المصدر. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي قد فتح تحقيقا بشأن الامر قبل أسابيع بعد أن اعترضت الولاياتالمتحدة رسالة إيرانية تضمنت قول رئيس مكتب بغداد لرئيسه بالمخابرات الايرانية إن الجلبي كشف له اختراق الولاياتالمتحدة للشفرة بعد أن حصل على هذه المعلومة من مسؤول كان ثملا. ولا تزال تحقيقات أف بي آي الرامية إلى كشف حقيقة وقوع التسريب وكشف هوية المسؤول الثمل جارية. وقال مسؤولون في الحكومة، طلبوا عدم نشر أسمائهم، إنه تردد أن الجلبي أبلغ إيران بأن الولاياتالمتحدة كشفت شفرات الاتصال السرية التي يستخدمها جهاز المخابرات الايراني. وقال السناتور الديمقراطي مارك دايتون ''افهم انهم يبحثون في كل الجوانب (المحتملة) لكيفية حدوث ذلك والمسؤول عنه والاثار المترتبة عليه.'' واضاف ''اذا صح ذلك سيكون خرقا رئيسيا وكبيرا جدا للامن.'' واشارت صحيفة نيويورك تايمز امس الاول الى أن إدارة بوش طلبت منها ومن مؤسسات إخبارية أخرى تأخير نشر التفاصيل مشيرة لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي. لكن الصحيفة ذكرت أن الإدارة سحبت هذا الطلب بعد ذلك. ورفض سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض الذي يصحب الرئيس جورج دبليو بوش في رحلته إلى كولورادو التعليق. وعقب لقاء رايس بنواب الكونجرس قال روبرت مننديز النائب الديمقراطي عن ولاية نيوجيرزي ''أوضحت أنه سيكون هناك تحقيق وسنرى المدى الذي سيصل إليه مدير المخابرات المركزية من خلال تحقيقهم والمعلومات التي سيتوصلون لها في نهاية المطاف.'' وأضاف مننديز أن رايس قالت أيضا ''هناك التزام ردا على سؤال طرح عليها بتعقب كافة الحقائق لمعرفة إلى أي مدى أثر الجلبي عليأمننا القومي.'' جاءت هذه المعلومات التي تكشفت عن الجلبي بعد يوم واحد من نأي بوش بنفسه عن الرجل الذي كان ذات يوم الحليف الأوثق للولايات المتحدة. ففي حديقة الزهور عندما وقف الرئيس الأميركي للترحيب باختيار القادة العراقيين الجدد الذين أعلن عنهم مؤخرا قال بوش إن علاقته بالجلبي لم تتعد بعض الاتصالات الشخصية المحدودة وإن القرارات الخاصة باختياره ضمن الحكومة العراقية الانتقالية الجديدة من عدمه جرى اتخاذها بمعرفة مبعوث الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي.