المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية بالقاهرة أنشئت بناء على توصية أعلنها مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ أعوام، لضرورة إنشاء مكتبة إسلامية للمخطوطات في كل بلد عربى وإسلامي، ومصر أول من نفذت هذه التوصية. والمكتبة تضم 12 ألف مخطوط كانت موجودة بمكتبات المساجد بمختلف أنحاء مصر في جو غير ملائم؛ مما عرض بعضها للتلف ودفع وزارة الأوقاف المصرية (المشرفة على إنشاء المكتبة) الإسراع بإنشاء هذه المكتبة التى تمثل لمسة حضارية وتضم معملا للترميم والتعقيم وأحدث وسائل الصيانة والحفظ والترميم، وبها أحدث وسائل الاتصال مع العالم الخارجي والمكتبات في الداخل والخارج عن طريق شبكة المعلومات الدولية. وتم حتى الأن معالجة وترميم وفهرسة أكثر من أربعة آلاف مخطوط تم نقلها بالفعل إلى المكتبة وباقى المخطوطات سيتم نقلها ومعالجتها في القريب العاجل. ويتكون مبنى المكتبة من دورين على مساحة 1600 متر مربع ويحتوى الدور الأول على المدخل والأمن والاستعلامات والقاعة الرئيسية للاطلاع ومكتبة إطلاع إلكترونية مزودة بأجهزة الكومبيوتر وقسم الفهرسة وقسم التصوير والرقمنة وورشة التعقيم والترميم الآلي واليدوى وقاعة الحفظ والتخزين العام المميكنة وقسم مراقبة تليفزيونية والحماية. أما الدور الثانى فيضم قاعة الباحثين والدارسين المتخصصين، مساحتها 400 متر مربع، قسم المخطوطات النادرة وقاعة حفظ وتأمين المخطوطات النادرة ومكتب مدير عام المكتبة. ومن داخل قاعة المخطوطات النادرة يتضح منذ الوهلة الأولى مدى ندرة هذه المخطوطات وضخامة بعضها والحالة الجيدة التى عليها بعضها وكأنها كتبت بالأمس ومنها مصحفان بحالة جيدة تمت كتابتهما بماء الذهب، الأول حجمه: 45 سم أرتفاعا وعرضة 30 سم ويخص محمد على باشا والى مصر، وقد أوقفته زوجته ( السيدة/ ماة دوران) عام 1297هجرية، ومصحف آخر أكبر حجماً وأكثر روعة في طباعته وورقه مكتوب بماء الذهب أيضاً خاص بالسيدة أنجى أفندي، حرم محمد سعيد باشا ومحفوظ منذ عام 1285 هجرية. ومن هذه المخطوطات أيضا شرح جمع الجوامع للسبكي، لمؤلفه محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المحلى المتوفى عام 864 هجرية وترجع المخطوطة إلى عام 1142ه، وهناك تفسير القرآن للأمام عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى المتوفى عام 911 ه ويرجع تاريخ النسخة إلى عام 1164 ه ومخطوط شرح المواهب اللادونية للمنح المحمدية لمؤلفه محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن أحمد الزرقاني المتوفي عام 1122 ه، نسخها محمد بن ربيع المالكي الأزهري عام 1185ه. وتبلغ المصاحف المخطوطة بالمكتبة حوالي ألف مصحف وتتنوع موضوعات المخطوطات بين لغوية وتاريخية وطبية وفلكية، بالإضافة إلى الفقة والحديث والتفسير، وغير ذلك من شتى أنواع المعرفة. وقد بلغ عدد المخطوطات التى ضمتها المكتبة حتى الأن أربعة آلاف مخطوط وجاري نقل باقي المخطوطات البالغ إجماليها 12 ألف مخطوط، وقد تكلفت المكتبة أربعة ملايين جنية مصري، وقد أفتتحها في شهر مايو الماضي الدكتور/أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب المصري، وبحضور الدكتور/محمود زقزوق وزير الأوقاف المصري بحي السيدة زينب بالقاهرة. المصدر-وكالة الأنباء الإسلامية
