تواصل النيابة العامة في مديرية صيرة محافظة عدن التحقيق بالتزامن مع مساع قبلية لإيجاد حل في قضية مقتل ضابط عسكري أردي الأسبوع الفائت في منطقة المنصورة بدافع الثأر في واحدة من أسوأ الملفات الدموية التي خلفتها ماكانت تسمى ب" الجبهة الوطنية" في المناطق الوسطى أبان أحداث التخريب عام 1979م. وقالت وكيلة نيابة المنصورة صباح علوان أن القاتل عبد اللطيف أحمد محسن الجسري اعترف بقيامه بقتل علي مسعد الصيادي بدعوى الثأر لدم أبيه الذي قتل قبل 25 عاماً في منطقة العود برصاص المجني عليه علي الصيادي حسب الاعترافات المدونة في محاضر الشرطة والنيابة. وقال مصدر أمني أن الجسري -33 عاماً- سلم نفسه طواعية إلى شرطة المنصورة بعد تنفيذ عملية القتل مبيناً أن القاتل والقتيل هما من أبناء مديرية قعطية محافظة الضالع. وقالت مصادر محلية في منطقة العود أن القتيل علي الصيادي كان واحداً من أبرز القادة العسكريين في ما كان يسمى ب " الجبهة الوطنية" عام 1979 ويترأس فرقة التصفيات الجسدية التي كانت تسمى آنذاك (زوار الليل) ومهمتها تنفيذ الإعدامات ضد من يتقرر تصفيتهم. غير أن إعدام والد الجسري تم في وضح النهار بحسب المصادر نفسها التي أفادت: أن عبد اللطيف الذي كان عمره 8 سنوات يوم تصفية والده ظل يلاحق قاتل أبيه لأخذ الثأر إلا أن الأخير اختفى عن المنطقة نتيجة وجود أكثر من طرف يطلب رأسه بقضايا ثأر. وفيما تتواصل التحقيقات القضائية تمهيداً لمحاكمة القاتل الذي يقبع في سجن المنصورةبعدن كشفت مصادر قبلية ل (المؤتمر نت): أن مفاوضات تجري في الوقت الراهن مع آل الصيادي لتسوية القضية وأضافت: أن وجاهات في أسرة القتيل الصيادي قد جددت استنكارها للجرائم التي نفذت إبان حوادث التخريب وطرق تنفيذ الإعدامات البشعة مشيرة في ذلك إلى مقتل الجسري عام 1979 إذ تم اقتياده نهاراً من عقر داره وسط صراخ النساء والأطفال وتم قتله في ساحة بيته على مرأى من نسائه وأبنائه وسكان القرية واختطاف نجله من قبل القاتل لاحقاً إلى مدينة عدن لتسليمه إلى القيادة هناك. واعتبرت المصادر تجاوب آل الصيادي بمسعى الصلح فتحاً لصفحة جديدة تنتهي بموجبها قضايا ثأر ظلت معلقة خلال ربع قرن من الزمان.