بدأ مجلس الشيوخ الأمريكي مناقشة نسخة معدلة من مشروع إدارة الرئيس جورج بوش لإنقاذ أسواق المال الأمريكية بنحو 700 مليار دولار. وفي تصريحات للصحفيين تزامنت مع المناقشات دعا بوش أعضاء مجلس الشيوخ إلى تمرير الخطة والتعامل معها بجدية شديدة. وأعرب بوش عن ثقته في أن مجلس الشيوخ سيمرر الخطة المعدلة ويعيدها إلى مجلس النواب ليصوت عليها يوم الجمعة القادم. قد أعلن متحدث باسم البيت الأبيض توني فراتو أنه من المهم أن يتم تمرير الخطة في الكونجرس خلال هذا الأسبوع. وأشاد فراتو بجهود تعديل الخطة التي قام بها زعيم الاكثرية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد وزعيم الكتلة الجمهورية ميتش ماكونيل . وأضاف فراتو "هذا الصباح لاحظنا دلائل اضافية على تضييق التسليف للمؤسسات الصغيرة والبلديات في سائر انحاء البلاد. لهذا السبب يعتبر اقرارنا للقانون هذا الاسبوع حاسما". وأعرب البيت الأبيض أيضا عن ثقته في تعافي أسواق المال الأمريكية وقدرتها على بناء نفسها بعد تجاوز هذه الأزمة. ودعا فراتو إلى اجتماع دولي يحضره كبار الزعماء لمناقشة اتخاذ إجراءات ووضع ضوابط لمنع تكرار هذه الأزمات مرة أخرى. تعديلات وتفيد الأنباء بأن النسخة المعدلة تضمنت إجراءات تعالج جوانب القلق لدى صغار رجال الأعمال مام قد يجعلها مقبولة بصورة أكثر لدى مجلس النواب. ومن بين هذه الإجراءات رفع مبلغ الضمان الحكومي على المدخرات من 100 ألف إلى 250 ألف دولار ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن، جوناثان بيل، إن من شأن تصويت اعضاء مجلس الشيوخ بشكل ايجابي على الخطة ان يكسبها زخما سياسيا يجعل من الصعب على اعضاء مجلس النواب رفضها. إلا ان بعض اعضاء الكونجرس ما زالوا يصرون على ادخال تغييرات اكثر جوهرية على الخطة، كأن يصار الى استحداث نظام تأمين ضد الديون الفاسدة بدل الترتيب الحالي الذي يلغي هذه الديون نهائيا. وتوقع ميتش ماكونيل في تصريحات للصحفيين أن يتم تبني الخطة وذلك بعد مشاورات أجراها مع زملائه الجمهوريين في المجلس. وفي وقت سابق أكد ماكونيل لأعضاء الكونجرس أن تصويتهم لصالح الخطة هو الأفضل للشعب الأمريكي، ودعا الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين لإقرار الخطة بغض النظر عن خاوفهم بشأن بعض الإجراءات التي لا تلقى قبولا شعبيا في ولاياتهم. وأكد أن تمرير المشروع سيظهر للشعب الأمريكي أن أعضاء الكونجرس يعالجون الأزمات في أصعب الأوصات. و يلزم بتمرير الخطة في مجلس الشيوخ يجب ان يوافق عليها 60 عضوا على الأقل من إجمالي الأعضاء البالغ مائة، وفي حالة الموافقة بهذه الأغلبية تعاد مجددا إلى مجلس النواب للتصويت عليها. ونظرا لأهمية هذه المناقشة قرر مرشحا الرئاسة الديمقراطي باراك أوباما و الجمهوري جون ماكين العودة إلى واشنطن للمشاركة في الجلسة الحاسمة وقد حذر ماكين من أن عدم تمرير المشروع في مجلس الشيوخ قد يؤدي الى تفاقم المشكلات المالية للبلاد، وقال "إذا فشل مشروع قانون الانقاذ المالي في الكونجرس ثانية فان الازمة الحالية ستتحول الى كارثة". اما أوباما فأكد أنه بدون تحرك من الكونجرس لإنقاذ وول ستريت فستفقد ملايين الوظائف وتسقط البلاد في "ركود طويل ومؤلم". أسواق المال من جهة اخرى اظهرت اسواق الاسهم العالمية اليوم ارتفاعا متواضعا في الاسعار في انتظار تصويت مجلس الشيوخ الامريكي على خطة الإنقاذ. كما ارتفعت اسعار الاسهم في معظم الاسواق الاسيوية على الرغم من تفاوت اسعار الاسهم عند بداية التداول في الاسواق الاوروبية. ويقول المراقبون ان المستثمرين متفائلون بشكل عام من موافقة مجلس الشيوخ الامريكي على الخطة. من جهته دعا رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل بوروسو دول الاتحاد الاوروبي الى دعم التعاون بينها لمواجهة حالة الاضطراب في الاسواق الماية العالمية . وتاتي تصريحات باروسو في الوقت الذي وضعت فيه المفوضية الاوروبيه مقترحات تقضي بتشديد القوانين في البنوك الاوروبية. كما اعلن رئيس وزراء لوكسمبورج جان كلود يونكر أن الدول الاوروبية الاربع الاعضاء في مجموعة البلدان الصناعية السبعة الكبرى ستعقد اجتماعا السبت في باريس دعا اليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, للبحث في الازمة المالية. *بي بي سي
