حذر الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش من ان اقتصاد بلاده يواجه "لحظة حاسمة"، وتعهد بالعمل جاهدا على إقناع الكونجرس بالتصديق على خطة ادارته الخاصة بانقاذ البنوك الامريكية المهددة بالانهيار. وقال بوش إن عواقب التقاعس في تمرير الخطة التي رفضها مجلس النواب في الكونجرس يوم امس الاثنين ستكون "مؤلمة وطويلة الامد". وحاول الرئيس بوش طمأنة الامريكيين وسواهم في البلدان الاخرى من ان الخلافات السياسية التي عرقلت المصادقة على الخطة ستجد طريقها للحل. وقال الرئيس الامريكي في تصريحات ادلى بها في البيت الابيض: "نحن نمر في وضع حرج، وستكون العواقب اكثر سوءا طالما تقاعسنا عن اتخاذ الخطوات اللازمة." وقال إن الاقتصاد الامريكي بحاجة الى "تدخل حاسم من جانب الحكومة." واضاف انه يرغب في "طمأنة المواطنين الامريكيين ومواطني الدول الاخرى الى ان ما شاهدوه بالامس لا يمثل نهاية العملية التشريعية فيما يخص خطته." جاءت تصريحات بوش بعد يوم واحد من رفض مجلس النواب الأمريكي الخطة التي كان البيت الأبيض قد طرحها عليه من أجل إنقاذ النظام المصرفي في البلاد، وتبلغ تكاليفها 700 مليار دولار. رفض الكونجرس وكان الكونجرس قد رفض الخطة المذكورة بعد محادثات مكثفة جرت بين الحكومة والكونجرس، وانتهت بتصويت المجلس بغالبية 228 صوتاً ضدها مقابل 205 صوتاً لصالح إقرارها. وصوت حوالي ثلثي النواب الجمهوريين و95 نائباً ديموقراطياً ضد الخطة. وقال توني فراتو، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن بوش شعر "بالإحباط الشديد" من نتيجة التصويت، مضيفاً أنه سيقابل أعضاء من فريقه في الأيام القليلة المقبلة "لتحديد الخطوات التالية". وشهدت أسعار الأسهم في وول ستريت والعالم هبوطا حادا في أعقاب الإعلان عن رفض الكونجرس للخطة القاضية بانشاء مؤسسة لشراء الديون المتعثرة من البنوك والمؤسسات المالية الامريكية بمبلغ 700 مليار دولار. أما السناتور جون ماكين، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، فقال إنه "يشعر بالخيبة" بسبب "غياب التصميم والصدق في العزيمة" اللتين أظهرهما كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري في المجلس حيال الأزمة. وقال ماكين إنه اتصل اليوم الثلاثاء بكل من الرئيس بوش وبالمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، باراك أوباما، وناقش معهما سبل الخروج من الأزمة. الاوروبيون يحثون في غضون ذلك، حث الاتحاد الاوروبي الولاياتالمتحدة على التعامل بشكل جدي مع ازمتها الاقتصادية، داعيا النواب الامريكيين للتراجع عن رفضهم للخطة التي طرحتها ادارة الرئيس بوش لانقاذ البنوك المهددة. فقد قال يوهانيس لايتنبيرجر الناطق باسم المفوضية الاوروبية يوم الثلاثاء: "على الولاياتالمتحدة الاضطلاع بمسؤولياتها في هذا الموقف، وعليها التحلي بصفات القيادة من اجل مصلحتها ومن اجل العالم بأسره." وقال لايتنبيرجي إن الاتحاد الاوروبي يشعر بخيبة الامل ازاء قرار مجلس النواب الامريكي رفض خطة الانقاذ. وأضاف قائلا إنه يتعين على النواب الامريكيين المصادقة على خطة بديلة بالسرعة الممكنة. وأردف بالقول: "ان الاضطراب الذي نشهده (في الاسواق المالية) مصدره الولاياتالمتحدة قبل ان يصبح مشكلة دولية. ولذا فإن على الولاياتالمتحدة مسؤولية خاصة في هذا الموقف." تدخل أوروبي واصر الناطق لايتنبيرجي ان السلطات الاوروبية قد تدخلت بسرعة لدعم الاسواق ومساعدة البنوك المهددة. وقال: "لقد اثبتت احداث الساعات الاخيرة مرة اخرى ان السلطات الاوروبية تضطلع بمسؤولياتها، مما يبرهن مجددا على انها تستطيع الوفاء بواجباتها في المحافظة على الاستقرار المالي وحماية مدخرات الناس." من جانبها، قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إن الاسراع في التصديق على خطة جديدة للانقاذ "شرط لاعادة الثقة الى اسواق المال، وهو امر بغاية الاهمية." وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي - الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي - قد قال في وقت سابق إن زعماء اقوى اربعة اقتصادات في اوروبا سيجتمعون في باريس في الايام القليلة المقبلة للاعداد لقمة موسعة ستعقد للبحث في سبل التعامل مع الازمة المالية العالمية.
