تستضيف مدينة مراكش المغربية ما بين 8 و12 أكتوبر/تشرين الأول الحالي المهرجان الدولي الأول ل "رقصة السالسا" المثيرة، وسط اعتراضات دينية اعتبرته مخالفا للشرع الإسلامي وتعديا على عادات وتقاليد المجتمع. ويشارك في المهرجان أكثر من 100 راقص وراقصة من كوبا، والمكسيك، ولوس أنجلوس، ونيويورك، وأوسلو وميلانو وغيرها، إلى جانب "فرانسيسكو فاسكويز" و"اليكس دا سيلفا" مصمما الرقصات الشهيرة للمغنيتين شاكيرا وجنيفر لوبيز. وسيقدم الراقصون خلال المهرجان دروسا عملية في رقصة "السالسا" لطلاب وطالبات الجامعات والمعاهد العليا. وعارض علماء دين تنظيم هذا المهرجان، واعتبروا أنه بمثابة رسالة لبث الرذيلة في أوساط المجتمع المغربي، بالإضافة إلى أنه يكلف أموالا باهظة ليس لها مردود سوى الايحاء للغرب أن المغاربة متسامحين ومنفتحين على ثقافات الغير ويسعون لترويجها. الانفتاح وبث الرذيلة وقال عبد الغني بلوط، صحفي مختص في شؤون مدينة مراكش، ل"العربية.نت" إن بعض المستثمرين يستغلون أية فرصة لجلب "مخلفات" الآخرين، فمثل هذه الرقصات صنفتها مجلة أمريكية تدعى Style Epic ضمن العمل الجنسي المحض، وحذرت ممارسي علاقات ما قبل الزواج من أن "السّالسا" تتعدّى صفة الرقص، وإنّها نوع من أنواع الأفعال الجنسية. وأضاف بلوط أن مثل هذا النشاط غير مقبول أخلاقيا ولا اجتماعيا خاصة أنه يُشرك طلاب وطالبات المدارس العليا، مشيرا إلى أن أبناء مراكش تتبعوا باستياء حفلات رقص سابقة أقيمت بداية هذه السنة، ولاحظوا كيف أن أفراد فرق موسيقية مشوا في الشوارع شبه عراة. وعبر عن استيائه من تصريحات بعض المسؤولين الذين يعتقدون أن تبني المغرب سياسة الانفتاح على العالم يسمح لهم أن يفعلوا بالمغاربة ما شاءوا، وأن يقدموا سلعا جنسية رخيصة لشباب المغرب. وأشار إلى أن"مسؤولا كبيرا في قطاع حيوي بمراكش أصدر مجلة تحتوي على صور صادمة يطلع عليها المغاربة وخاصة الحجاج في المطار، ولما سئل عن السبب قال قولته المشهورة: "من وقعت عينه عليها فليغمضها". وأوضح الشيخ عبد الباري الزمزمي، عضو رابطة علماء المغرب ورئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، في حديثه ل"العربية نت" أن مثل هذا المهرجان يبث الرذيلة في المجتمع المغربي خاصة أوساط الشباب الغافل والقاصر الذي ينخدع لمثل هذه المظاهر والأنشطة الغربية. مخالف للشريعة والقانون وأكد العلامة محمد التاويل، أحد كبار علماء المالكية بالمغرب وأستاذ الفقه وأصوله بجامع القرويين، أن كل المقاييس العلمية تحرم تنظيم مثل هذا النشاط الفني لأنه مخالف للشريعة الإسلامية، ولا يقره الدين بأي حال من الأحوال لما يشتمل عليه من معاصي أقلها الاختلاط بين الرجال والنساء، معزيا دواعي تنظيم هذا المهرجان إلى رغبة البعض في المبالغة بالإنفاق، وأيضا تطلعهم إلى أن يوصفوا بكونهم "متسامحين ومنفتحين" على الغير خاصة الغرب. وقال الداعية الاسلامي محمد العمراوي إن هناك نصوصا قانونية تجرم كل ما يُخل بالحياء العام في المجتمع وتؤدي بالشباب إلى الرذيلة، مضيفا أن المجتمع المغربي في حاجة إلى تدريب هؤلاء الشباب في مجالات العلم في الاختصاصات المختلفة وميادين الإبداع في المسارات المتنوعة، وأن هذا الشباب ليسوا "عالة" علينا حتى نرسلهم إلى هذا الصنف من المهرجانات".