توافق المتحاورون في قصر بعبدا على "العمل مع جميع السلطات والمراجع المختصة لتأمين المناخ السياسي والأمني المناسب لمواكبة الانتخابات النيابية في 7 حزيران (يونيو) المقبل بأعلى درجات الاستقرار والتحصين الداخلي"، وعلى "استمرار فريق الخبراء المتخصص بعمله لايجاد قواسم مشتركة لتحضير مسودة نص واحد للاستراتيجية الوطنية الدفاعية بعد استكمال الأوراق اللازمة وعرض ما سيتم التوصل اليه من نتائج على طاولة الحوار". ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الحادية عشرة قبل ظهر امس في بعبدا، الجلسة الخامسة لطاولة الحوار التي راوحت مكانها وتابع اركانها البحث في المواضيع المطروحة امامها في غياب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب غسان تويني وجميعهم بداعي السفر. وقد افتتح الرئيس سليمان الجلسة بالتذكير "بأن الاستراتيجية الوطنية الدفاعية تتطلب وقتاً وتستند الى مجموعة عناصر ومكونات ومنها العناصر السياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي". وأشار في هذا المجال "الى وجود مناخات ايجابية لتحقيق وحدة الموقف العربي في اتجاه اعتماد لغة الحوار للتعامل مع العالم العربي وحل قضية الشرق الأوسط من دون أن يكون ذلك على حساب لبنان". أما على الصعيد الداخلي فقد أكد رئيس الجمهورية "ضرورة اشاعة أجواء تهدئة مؤاتية لاجراء انتخابات نيابية ضرورية لانتاج وضع سياسي جيد يسمح بمتابعة الحوار والاتفاق على استراتيجية دفاعية"، مشدداً "على دور القيادات في التهدئة وتلافي الحوادث الأمنية". ودعا "الى التعاون لاجراء التعيينات الادارية الأساسية مع اقتراب موعد الانتخابات". وتحدث عن مباشرة المحكمة الخاصة للبنان أعمالها، معرباً عن الأمل في "أن يشكل ذلك بداية لإغلاق ملف مؤلم وذلك في مناخ من العدالة ومن دون تسييس". وتابع المتحاورون مناقشة موضوع الاستراتيجية الوطنية الدفاعية ومسائل أخرى تتعلق بقانون الانتخابات وبمتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني. وبنتيجة المداولات توافق المجتمعون على الأمور الآتية: أولاً: استمرار فريق الخبراء المتخصص في عمله لايجاد قواسم مشتركة لتحضير مسودة نص واحد للاستراتيجية الوطنية الدفاعية بعد استكمال الأوراق اللازمة وعرض ما سيتم التوصل اليه من نتائج على طاولة الحوار. ثانياً: تمهيداً لمتابعة الحوار الوطني وافق المجتمعون على: 1 العمل مع جميع السلطات والمراجع المختصة لتأمين المناخ السياسي والأمني المناسب لمواكبة انتخابات 7 حزيران 2009 بأعلى درجات الاستقرار والتحصين الداخلي. 2 - الامتناع كلياً عن اللجوء إلى العنف بأي وسيلة كانت بما في ذلك وسائل الاعلام والخطب والتصريحات حيث يبقى النقد الانتخابي المباح ضمن حدود اللياقات وأصول التخاطب. 3 - الطلب إلى الحكومة تطبيق القوانين النافذة لضبط الأمن وإجراء الانتخابات واعلان المجتمعين رفع الغطاء عن كل مخالف لاحكام هذه القوانين. 4 - الاسراع في تأليف المجلس الدستوري باعتباره المرجع الصالح الوحيد للفصل في الطعون الانتخابية. 5 - تعميم هذه البنود على جميع المحازبين والمناصرين ودعوتهم إلى التزام مضمونها واعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الضمانات التي نرغب في أن ترافق العملية الانتخابية منذ الآن وحتى إعلان النتائج. ثالثاً: تحديد الساعة الحادية عشرة من الثامن والعشرين من نيسان المقبل موعداً للجلسة السادسة لطاولة الحوار". وعلم أن وزير الداخلية والبلديات زياد بارود كان اقترح على رئيس الجمهورية ميشال سليمان رعاية اعلان مشترك تتعهد فيه القوى السياسية حماية السلم الاهلي حتى الانتخابات النيابية وما بعد اعلان نتائجها. وأبرز بنود الاعلان: الامتناع كلياً عن اللجوء الى العنف بأي وسيلة كانت بما فيها وسائل الاعلام والخطب والتصاريح حيث يبقى النقد الانتخابي المباح ضمن حدود اللياقات وأصول التخاطب، الامتناع عن حمل أو إشهار أي نوع من الاسلحة وبصورة خاصة خلال الفترة الانتخابية واليوم الانتخابي وصولاً الى اعلان النتائج، الامتناع عن أي تصرف استفزازي خلال المواكب السيّارة والتظاهرات السياسية واحترام الشعارات والصور الانتخابية والقبول بنتائج الانتخابات واعتبار المجلس الدستوري المرجع الوحيد للفصل في أي نزاعات ترتبط بتلك النتائج". وبعد أن طرح سليمان الاقتراح على اقطاب جلسة الحوار الخامسة تمّت الموافقة عليه ولكن بصيغة معدلة.