على وقع ضربات منظمة ومكثفة على طرابلس ومحيطها، قرر حلف شمال الاطلسي تمديد مهمته في ليبيا حتى نهاية سبتمبر حتى تحقيق الهدف بتنحي الزعيم معمر القذافي، الذي لا يزال يرفض التنحي رغم الضغوطات العسكرية والسياسية من كل الجهات. واعلن الامين العام للحلف انديرس فوغ راسموسن ان «الحلف الاطلسي وشركاءه قرروا تمديد المهمة تسعين يوما اضافية»، بعدما كان من المفترض ان تنتهي في 27 يونيو. في غضون ذلك، قام الحلف بقصف جديد على طرابلس التي كانت هدفا لغارات مكثفة منذ حوالي عشرة ايام. وسُمع دوي ستة انفجارات في المدينة، لكن لم يتسن تحديد المواقع المستهدفة. واكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم مقتل 718 مدنيا واصابة 4067 في غارات التحالف الدولي منذ بدء العمليات في 19 مارس. مستشارون عسكريون وفي اطار الجهود لمساعدة الثوار، اوردت صحيفة الغارديان نقلا عن مصادر عسكرية بريطانية ان عناصر سابقين في قوات خاصة بريطانية توظفهم شركات امنية خاصة متواجدون في مصراتة، حيث يقدمون النصح للثوار على الارض ويقدمون معلومات لحلف الناتو حول مواقع وتحركات قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وقالت المصادر ان هؤلاء العسكريين السابقين متواجدون في ليبيا بموافقة بريطانيا وفرنسا ودول اخرى اعضاء في الحلف. ونفت وزارة الدفاع البريطانية ان تكون الحكومة البريطانية تتولى دفع رواتبهم وشددت على عدم وجود قوات مقاتلة على الارض. وقالت «الغارديان» ان المستشارين قد يكونون يتلقون رواتبهم من قبل دول عربية لا سيما قطر. لقاء ثلاثي في روما في غضون ذلك، يعقد في روما لقاء ثلاثي يجمع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن بكل من رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني والرئيس الروسي ديمتري مدفيديف يندرج تحت اطار الاحتفالات بمرور 150 عاما على توحيد ايطاليا، لكنه سيبحث تطورات الوضع في ليبيا وكيفية التدخل الروسي اثر تغيير موسكو موقفها من النزاع والانتقال الى المطالبة برحيل العقيد القذافي. وشدد الرئيس الروسي دميتري مدفيديف على ضرورة الحوار مع جميع القوى الليبية التي ينتظرها «مستقبل سياسي»، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مدفيديف مع نظيره الجنوب افريقي جاكوب زوما امس. دعم مالي ونفطي وفي الإطار عينه، افتتح وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني مقر القنصلية الايطالية في بنغازي. وقال إن شركة النفط الايطالية ايني تساهم في حزمة لمساعدة المجلس الوطني الانتقالي بالمال والوقود، وكذلك بنك اوني كريديت. في المقابل، انتقدت ليبيا بشدة زيارة فراتيني لمدينة بنغازي، معتبرة أنها انتهاك صارخ لجميع الأعراف والمواثيق الدولية وتدخّل في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة عضوٍ في منظمة الأممالمتحدة. تجنيد مجرمين ميدانياً، قال متحدث باسم المعارضة إن القذافي سلّح مجرمين للقضاء على انتفاضة في زليتن وهي واحدة من بين ثلاث بلدات تفصل مدينة مصراتة عن العاصمة طرابلس. واضاف «ملأوا المدينة بتجار المخدرات والمجرمين وأعطوهم أسلحة آلية وقنابل يدوية لقمع سكان زليتن، إلى جانب الاعتقالات والترويع، نسمع أنباء عن الاغتصاب». وأضاف إن آخر واقعة كانت لفتى عمره 12 عاما قام أفراد ميليشيا بضربه واغتصابه ثم تركوه في الشارع. في وقت قال أحد السكان المحليين - طلب عدم نشر اسمه - إن مؤشرات تمرد على القذافي ظهرت أيضا في بلدات بغرب البلاد مثل الخمس. وإذا ما تحولت هذه العدوى إلى تمرد مفتوح فإن البلدات الثلاث يمكن ان تصبح منصة تمتد منها الانتفاضة ضد القذافي من مصراتة. وقال عن شهود عيان إن الجيش الليبي يستعد - في ما يبدو - لهذا الخطر، وانه حشد أعدادا كبيرة من الجنود والمعدات العسكرية داخل زليتن والخمس وحولهما. تمرُّد في طرابلس في اطار متصل، فإن صور معمر القذافي الضخمة التي كانت تزين معظم طرابلس لم يعد لها وجود في منطقة سوق الجمعة وسط العاصمة، حيث يقول السكان ان معارضي القذافي يشتبكون مع قوات الامن كل ليلة. وقدر دبلوماسيون فرنسيون عدد القتلى في طرابلس خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بما يزيد على 10 آلاف قتيل. * المصدر: القبس