ودع اليوم السبت الجنوبيون العيد ال 50 لثورة أكتوبر التي حررت عدن وباقي المحميات من قبضة الاستعمار البريطاني ، أملأً منهم أن تطوي معها 23 عاماً من الوحدة التي يقولون أنها فرضت عليهم بالقوة بعد حرب صيف 94 التي انتهت بنصر للقوات الشمالية بقيادة الرئيس السابق علي عبدالله صالح . وفي ساحة العروض احتشد ما يزيد عن مليون مواطن جنوبي يطالبون باستعادة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " التي كانت قائمة حتى عام 90 ،ودخلت بشراكة مع الجمهورية العربية اليمنية التي دمجا وسميا حينها بالجمهورية اليمنية . ورفع المشاركون صور للرئيس الأسبق علي سالم البيض وشعارات بالغتين العربية والانجليزية تطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحل قضية شعب الجنوب " المحتل " ودعم خيار الاستقلال الثاني وخاطب الرئيس الجنوبي علي سالم البيض في كلمة له بثت مباشرة من قناة "عدن لايف " الجماهير التي توافدت لساحة العروض وقال أن لا مساومة ولا تراجع عن حق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال واستعادته لهويته الجنوبية ودولته المستقلة ولاتفريط في تضحياته الجسيمة. وجدد البيض الدعوة للدول الراعية للمبادرة الخليجية وكافة أعضاء مجلس الأمن والجامعة العربية والاتحاد الاوربي ومنظمة المؤتمر الاسلامي إلى وقفة مراجعة جادة ومسئولة وإدراك استحالة فرض حلول جاهزة تتنافى مع تطلعات شعبنا في الحرية وإستعادة دولته المستقلة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي قدم في سبيل بلوغها الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وندعوهم لوقفة مراجعة لمحاولة ترقيع ومساندة نظام لا يحمل نية لمشروع حقيقي لبناء دولة كما يدعون وتهم البيض صنعاء بممارسة البطش والسلب والنهب وإثارة الفتن وتصدير الإرهاب إلى الجنوب عبر مايسمونه بتنظيم وقال أن محاولة فرض حلول جاهزة على شعبنا من خلال مخرجات ما يسمى ب(مؤتمر الحوار اليمني) وبقية بنود المبادرة الخليجية سوف لن يُعترف بها مطلقاً - طالما وتجاهلت قضيتنا - وقد قال شعبنا رأيه فيها وعبر عن رفضها من خلال مليونيات عديدة. وسيكون مصيرها الفشل الحتمي,, وان التأخير في وضع مبادرة عاجلة خاصة لحل قضية شعب الجنوب لن يزيد الامور الا تعقيدا في المنطقة برمتها,, وتحدث قائلاً ما جرى في مسرحية ما يسمى ب(حوار صنعاء) قد اثبت ان ما بني على باطل فهو باطل وان توقعات شعب الجنوب بفشلها وإفشالها كان نابعةٌ من وعي وطني مبني على قراءة معمقة للمبادرة الخليجية التي لم تكن الا لحل صرعات إقطاب نظام صنعاء ولا تعني قضية شعب الجنوب ويدرك الجميع ان المقدمات الخاطئة لن تؤدي الا الى نتائج خاطئة واكد البيض بحسب كلمته ان محاولات ارباك خط سير الثورة التحررية ومحاولات تزييف الوعي الجنوبي والمراهنة على (حوار صنعاء) ودغدغة عواطف بعض الجنوبيين ومحاولات استمالة البعض الاخر سيكون مصيرها الفشل الذريع لا محالة وجدد البيض الدعوة للإخوة في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ودول مجلس الأمن ومنظمة المؤتمر الاسلامي إلى مراجعة مواقفها وإلى قراءة حقيقة للواقع المستجد على ضوء ماجرى على أرض الواقع من متغيرات كبيرة بعد انقضاء قرابة عامين منذ توقيع المبادرة الخليجية وهي الفترة الانتقالية المحدده وعدم مسايرة قوى "الإحتلال" اليمني في غيها وأحلامها وأوهامها المجافيه للواقع المعاش حد وصفه . وكان قد قتل يوم امس الجمعة واحد من انصار الحراك برصاص قوات الأمن اليمنية التي منعت العشرات من دخول المدينة بحجة رفعهم لعلم "الانفصال " وجرح أخرين ، فيما تسسب اطلاق نار عشوائي من قبل ن مجهولين حاولو اقتحام الساحة بحسب شهود عيان . وكان علي سالم البيض وهو يمثل طرف توقيع الوحدة بين الدولتين قد أعلن في الحادي والعشرين من مايو العام 1994 فك الارتباط بين جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية بعد نحو شهر من الحرب التي أعلنها الرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح" من ميدان السبعين في صنعاء وشارك فيها حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل الجناح المسلح لحزب المؤتمر بمساندة عناصر تنظيم القاعدة وانتهت الحرب باجتياح كامل للجنوب بالقوة وما يزال وضع القوة هو المفروض حتى اليوم . وبعد تجاهل كل الدعوات في أعادة الجنوب لوضع الطبيعي كشريك في الوحدة، دشن الحراك ثورة احتجاجية منذ العام 2007 م ، وطالب باستعادة دولته ، وخلال ذلك تعرض حراك الجنوب لتعتيم وحرب إعلامية منظمة من قبل قوى النهب والفيد في الشمال ومنع كل وسائل الإعلام العربية والأجنبية من تغطية أي مسيرات ومظاهرات في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية ويتعرض نشطاء في الحراك وقيادات جنوبية للقتل العمد والممنهج وأغلبهم خلال مسيرات احتجاجية وهناك وتقول إحصائيات صادرة عن مراكز حقوقية أن ما يقارب 1000 شخص قتلوا بالرصاص الحي من قبل القوات اليمنية وما يزال عشرات الآلاف مخفيون قسراً والمئات من المعتقلين في السجون اليمنية . و"الحراك الجنوبي" حركة احتجاجية سلمية تطالب بالاستقلال "فك الارتباط " بعد وحدة فاشلة انتهت بالحرب بين الطرفين أثر الانقلاب على مشروع الوحدة الطوعية التي وقعت في العام 90