(تحولت السلحفاة إلى أرنب) هذا هو الإعلان الترويجي الذي اتخذته شركة الاتصالات اليمنية في ملصقاتها حينما دشنت الشركة خدمة (سوبر يمن نت الadsl)في الواقع يستحيل أن تتحول السلحفاة البطيئة إلى أرنبٍ سريع إلا عند أصحاب نظرية النشوء والارتقاء ومع ذلك استبشر الناس بذلك آملين أن تزدادسرعة النت ليلحقوا بركب الدول المجاورة التي سبقتنا بخطوات متقدمة في هذا المجال. النت اليمني على مستوى العالم يعتبر بطيئاً جداً ومع ذلك الأغلى سعراً فأكثر المشتركين يشتركون في باقة الواحد ميجا فما تحته وقد وصل الناس في الدول الأخرى إلى الثمانية بل الخمسة عشر ميجا. ومع هذه السرعة البطيئة التي يراها أصحابها أرنباً فإن النت يتقطع باستمرار. خلال السنوات الماضية لم يستمر النت متواصلاً لأشهر حيث يتعرض من حينٍ لآخر لمشاكل تقنية أو للتخريب المتعمد من قبل من لا تستطيع الدولة إلى الآن بخيلها ورجلها أنتعاقبه أو تمنعه عن فعله الذي يضر بالمواطنين ومع تكرار مثل هذه الأعمال باستمرار فإن المواطن أصبح يعيش في ظل تحكم هؤلاء في أساسيات حياته فخطوط الاتصالات تقطع وأبراج الكهرباء تخرب وصهاريج النفط تستهدف دون أن تحرك الدولة ساكناً للقضاء على هذه الظاهرة التي تكررت مراراً. لنا أكثر من أسبوع في حضرموت والنت لم يعد سلحفاة فقط بل أصبح مثل القطارة يأتيك بطيئاً لدقائق وينقطع لساعات وإذا سألت عن السبب لن يزول عنك العجب!!فمدير عام الانترنت في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات يقول:(سبب بطئ الانترنت يرجع الى تعرض عدد من الكابلات للاعتداءات التخريبية في مأرب)!!.لقد عرف السبب وهو متكرر فماذا أنتم فاعلون؟!. الضرر لم يقتصر على المواطن في بيته بل يطال البنوك والمؤسسات المصرفية التي تعتمد في عملها على الشبكة وأصحاب مقاهي الانترنت من ضمن المتضررين وقد طالبوا من قبل بالتعويض بسبب خسارتهم المالية إلا أن مطالبهم لم تجد آذانا صاغية والمواقع الإخبارية التي تعتمد في عملها كله على النت تواصلاً مع قرائها وتحميلاً لأخبارها من جملة المتضررين فكل الذين يقوم عملهم على الأنترنتيتضررون من هذا الوضع. اعتقد أن النت اليمني سيبقى هكذا دائماً إن لم يكن مقطوعاً فهو بطيء ولن تتخذ أي إجراءات لتحسين الوضع مادام أن المواطن يدفع شهرياً مبلغه كاملاً سواء كانت النت متواصل أم بطيء أم مقطوع, ما الفرق عند شركة الاتصالات مادام أنها تجني أرباحها كاملة دون خسارة كل شهر, إن الضرر الوحيد فقط يقع على عاتق المشترك الذي يدفع اشتراك شهر كامل ولا يستفيد من الانترنت أحياناً إلا عشرين يوماً أو أقل وعلى المتضرر حق اللجوء إلى القضاء.