قالت مصادر مطلعة إن شركة العالمية إحدى أكبر الشركات السياحية العاملة في اليمن تعتزم تسريح عشرات الموظفين خلال الأيام القليلة القادمة . وأضافت المصادر إن الشركة التي يملكها رجل الأعمال اليمني علوان الشيباني سرحت مطلع العام الحالي قرابة (20) موظفاً في الإرشاد السياحي نظراً لتراجع عائداتها جراء سوء الأوضاع وتشوهات الارهاب التي أدت إلى تدمير السياحة وإحجام السياح على المجيء إلى اليمن . وأكدت المصادر إن شركة العالمية للسياحة التي تعد أكبر الشركات العاملة تعتزم تسريح دفعة جديدة من الموظفين والعاملين يزيد عددهم تقريباً عن (50) شخصاً مبررة ذلك بتردي السياحة في البلاد بسبب عوامل عديدة أبرزها حرب صعدة وأعمال العنف والقتل لما يسمى بالحراك الانفصالي وضربات القاعدة حيث صارت بعض البلدان الأوروبية تطلق تحذيرات متكررة لمواطنيها من خطورة زيارة اليمن نظرً لانفلات الحالة الأمنية. وأشارت المصادر إلى أن الشركة التي يملكها رجل الأعمال اليمني ويشغل نائب مدير الترويج السياحي تكبدت خسائر فادحة خلال الأعوام الثلاثة الماضية وكذلك العام الجاري حيث لا تزال أعمال العنف متواصلة لما يسمى بالحراك الانفصالي وتنفيذ عمليات إرهابية للقاعدة أخرها محاولة فاشلة لاستهداف السفير البريطاني بصنعاء خلال الأيام القليلة الماضية . وتؤكد الشركة التي تتميز بأنها تحظى بنسبة كبيرة من السياح ولها سمعة متميزة في الخدمات المقدمة للسياح أنها باتت عرضة للخسارة وأن الموظفين المتعاقدين معها يزيدون من أعبائها حيث باتت لا تستقبل سوى (5) الآلاف سائح عام 2009م مقارنة بعشرات الأضعاف قبل عام 2007م . وتشير المصادر إلى أن الشركة ذاتها أغلقت فنادق سياحية ضخمة ومنها فندق عرش بلقيس بمحافظة مأرب وفندق أخر في المحويت جراء إعلان تراجع عدد السياح الزائرين وخصوصاً لمحافظة مأرب المغلقة تماماً في وجه السياح كونها المحافظة السياحية والأثرية الأولى بناء على معلومات مضخمة حول تحركات عناصر تنظيم القاعدة في بعض مديريات المحافظة . وكانت مصادر رسمية تحدثت عن تراجع عدد السياح القادمين إلى اليمن إلى أدنى مستوى نتيجة الاضطرابات الأمنية مما تسبب في تدني عائدات السياحة بعد أن كانت اليمن تستقبل أكثر من (300) ألف سائح سنوياً حتى العام 2006م . واستبعدت المصادر صحة الأرقام التي تذكرها وزارة السياحة بخصوص أعداد السياح القادمين إلى اليمن والبالغة أكثر من (400) ألف سائح بحسب إحصائيات وزارة السياحة في اليمن للعام 2009م . معتبراً ما قاله نائب وزير السياحة أن عدد السياح بلغ العام 2009 قرابة (1.1) مليون سائح أرقام مبالغ فيها و تأتي في إطار التطمينات التي تتبعها الوزارة للتخفيف من حجم المشكلة . وأكد ذات المصادر لالوطن أن هناك شركات عدة لجأت إلى ممارسة أنشطة أخرى غير السياحة للتقليل من خسائرها وسرحت موظفيها وبشكل غير معلن . وكان نائب وزير تطوير السياحة اليمني عمر باب الغيث قال إن اليمن اجتذب بضعة ألاف أكثر من السياح في عام 2009 رغم هجمات القاعدة لكنه يخشى من أن تؤدي تحذيرات السفر إلى أبعاد الزوار الراغبين في قضاء عطلات. وقال باب الغيث لرويترز في مقابلة مطلع مايو الجاري إن عدد السياح الذين يزورون اليمن ارتفع بنحو ستة آلاف في عام 2009 إلى 1.1 مليون سائح. واكد إن التقارير عن المخاطر التي يواجهها الزوار الراغبون في قضاء عطلات والتي تشمل الخطف من جانب قبائل محبطة أو متشددين إسلاميين في البلد المنقسم مبالغ فيها بدرجة كبيرة وتحذيرات السفر التي يصدرها الغرب تمثل تحديا. وقال إن إيرادات السياحة التي تسهم بنحو ثلاثة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة اثنين في المائة إلى 903 ملايين دولار في عام 2009 مضيفا أن اليمن شهد أيضا مكاسب مهمة في الربع الأول من عام 2010 . ويأتي 70 في المائة من الزوار من منطقة الخليج. وقفز اليمن إلى مقدمة المناطق التي تسبب قلقا للغرب بعد أن أعلن ذراع القاعدة في اليمن المسؤولية عن هجوم فاشل على طائرة ركاب أمريكية في ديسمبر كانون الأول الماضي ومحاولة استهداف السفير البريطاني قبل ايام . وذكر باب الغيث ان اليمن اتخذ خطوات لجعل البلد أكثر أمنا للسياح تشمل تبني نظام رصد عربات السياح من اجل المحافظة على سلامة الزوار.وقال "انه نظام يعمل بالكمبيوتر. يمكن تحديد موقع السيارة ومكانها بالضبط. ويمكن ان تعرف اتجاهات هذه السيارة" مضيفا ان المخاطر على السياح في معظم المناطق في اليمن تساوي "صفرا". واضاف "يمكنهم التنقل بحرية. وسيحصلون على نصيحة بعدم التحرك الى تلك المناطق بعينها الا في ظل حراسة. لكن توجد مناطق معينة في معظم أنحاء الجمهورية حيث يمكن التنقل بحرية." واكد باب الغيث إن الحكومة ملتزمة بهدف اجتذاب 1.5 مليون سائح بحلول عام 2015 رغم قول دبلوماسيون انه محكوم عليه بالفشل. وقال "نأمل بالفعل استقبال 1.5 مليون (بحلول عام 2015) وان نحقق ايرادا في حدود مليار دولار وان يكون لدينا 20 مليون ليلة سياحية حيث إننا حققنا بالفعل الآن 11 مليون ليلة سياحية."