اوقفت الشرطة التونسية امس الخميس مغني راب وناشطين مدونين قال اقاربهم انهم يجهلون مكان احتجازهم، وفق ما علم من الاقارب. وتم توقيف حماده بن عمر (22 عاما) المعروف اكثر ب'الجنرال' في منزل اسرته بصفاقس، ثاني اكبر المدن التونسية (جنوب) حيث أقدمت عناصر شرطة على توقيفه، حسبما ذكر شقيقه حمدي لوكالة 'فرانس برس'. ونال هذا الشاب الحاصل على البكالوريا شهرة اثر اغنية راب عنوانها 'رايس (رئيس) البلاد شعبك مات' بثت عبر الانترنت التي اصبحت مكانا مفضلا للتعبير عن الاحتجاج بالنسبة لالاف الشبان، خصوصا على موقعي 'فيسبوك' و'تويتر'. كما تم توقيف سليم عمامو والعزيز عمامي وهما معارضان ناشطان جدا على الانترنت، الخميس، حسبما قال الصحافي المعارض سفيان الشورابي. وترك سليم الذي القي القبض عليه ظهر امس رسالة على 'تويتر' اشار فيها الى انه على وشك ان يتم توقيفه، اما العزيز فقد ارسل رسالة قصيرة عبر هاتفه الجوال لخطيبته ابلغها فيها بتوقيفه، بحسب الشورابي. كما اعلن على الانترنت توقيف مدون رابع معروف بكنيته حمادي كالوتشا، غير انه تعذر التأكد من ذلك مساء امس من مصدر آخر. وتأتي هذه التوقيفات، غداة هجمات قراصنة انترنت متضامنة مع حركة الاحتجاج الاجتماعية التي تشهدها تونس منذ 17 كانون الاول/ديسمبر 2010. وجاءت هذه الهجمات استجابة لدعوة نشرها 'مجهولون' على شبكة الانترنت يقدمون انفسهم على انهم مجموعة من رواد الانترنت تقول انها تدافع عن حرية التعبير، وتأخذ على وسائل الاعلام العالمية عدم تطرقها بشكل كاف للوضع في تونس. ونفذت هذه المجموعة هجمات قرصنة على خمسة مواقع حكومية تونسية، منها موقع اعلامي رسمي وموقع بنك اسلامي. وتعرض للهجوم موقعا باي بال وماستر كارد، بحسب ما افادت به جمعية تونس الرقمية، التي تهدف الى دعم مشاريع على الانترنت. جاء ذلك فيما قالت صحيفة 'اللوموند' الفرنسية في عددها الذي سيصدر اليوم الجمعة، ان السلطات التونسية لم تسمح لصحافية تعمل لحسابها بدخول تونس. وكتبت سيلفي كوفمان مديرة تحرير صحيفة 'اللوموند': 'ان صحيفة اللوموند تحاول منذ اسبوع ارسال الصحافية المكلفة بالبلدان المغاربية ايزابيل مانرو للقيام بتحقيقات في تونس، غير ان السلطات التونسية رفضت حتى الان الاستجابة لطلبنا السماح لها بدخول الاراضي التونسية لممارسة مهمتها الصحافية'. واضافت 'نحن نطلب من الحكومة التونسية رفع المنع الذي يطال مجمل اصدارات مجموعة 'اللوموند' في تونس منذ 22 تشرين الاول/اكتوبر 2009 وهو تاريخ طرد مبعوثتنا الخاصة فلورنس بوجيه'. وقد شهدت تونس اضطرابات اجتماعية واسعة بدأت في 17 كانون الاول/ديسمبر اثر قيام بائع متجول شاب (26 عاما) باضرام النار في جسده احتجاجا على وضعه، ثم امتدت الى العديد من المناطق التونسية الاخرى. وخلفت هذه الاحتجاجات اربعة قتلى، اثنين بالرصاص وحالتي انتحار والعديد من الجرحى واضرارا مادية كبيرة، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس. وأفاد مصدر نقابي الاربعاء بأنّ طالبا بمدرسة ثانوية في محافظة أريانة (شمال العاصمة تونس) أحرق نفسه داخل مكتب مدير المدرسة بعد ساعات قليلة من دفن محمد البوعزيزي، الذي كان أحرق نفسه أمام مقرّ محافظة سيدي بوزيد (جنوب) وتسبب في تفجير احتجاجات اجتماعية كبيرة في تونس. وقال سامي الطاهري الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي في تونس، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية 'د.ب.أ'، إنّ الطالب أيوب الحامدي (17 عاما) نقل إلى مستشفى أريانة ثم إلى مستشفى 'الإصابات والحروق البليغة' في مدينة بن عروس (10 كلم جنوب العاصمة تونس) بعد أن أصيب بحروق خطيرة إثر إقدامه على إضرام النار في نفسه داخل مكتب مدير مدرسة 'الوفاء' الثانوية الواقعة في حي الغزالة بمحافظة أريانة. وأوضح أن مدير المدرسة الذي استدعى الطالب للتحقيق معه بعد أن اشتبه في أنه مدبر عملية إحراق أحد مكاتب إدارة المدرسة فوجئ بالشاب يضرم النار في نفسه، مشيرا إلى أن الشاب سكب على نفسه سائل 'الدليون' شديد الاشتعال قبل دخول مكتب المدير.