تظاهر عشرات الآلاف في العاصمة اليمنية صنعاء للتنديد بسقوط قتلى وجرحى في مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين في مدينتي تعزوالحديدة. وتوجه المتظاهرون إلى ساحة التغيير في وسط المدينة، حيث ذكر مراسلنا عبد الله غراب أن قوات الجيش المنشقة عن النظام اليمني منعت الشرطة من تعقبهم إلى داخل الساحة. وقال شهود عيان ل(بي بي سي) إن قوات الأمن المركزي فرقت مئات الشبان ومنعتهم من التظاهر واعتقلت قرابة ثمانية وعشرين شخصا منهم. وقد وجهت المعارضة اليمنية نداء عاجلا لدول الجوار الخليجية والأسرة الدولية بسرعة التدخل لحماية المدنيين والمعتصمين سلميا من نظام الرئيس صالح. وقالت المعارضة في بيان لها "نندد بقتل المتظاهرين في تعز نتطلع من دول الجوار الخليجية الى موقف قوي يعبر عن معاني الأخوة والجوار والمصير المشترك التي تربطنا بها". وقالت المعارضة إنه لم تعد تتوفر لديها اي امكانية وطنية لحماية المتظاهرين من عنف السلطة المتصاعد. في هذه الأثناء خرج مئات الالاف في محافظتي صعده وإب في تظاهرات حاشدة للتنديد بقتل المتظاهرين وقمعهم في تعزوالحديدة، حسب تعبيرهم. ووقعت اشتباكات بين انصار الحزب الحاكم ومعارضين للنظام بالقرب من المجمع الحكومي في مدينة الحزم بمحافظة الجوف شمالي اليمن. قتلى وجرحى وكانت التقارير الواردة من اليمن قد أفادت بسقوط قتلى وجرحى في مدينة تعز وسط البلاد إثر إطلاق النار من مسلحين يعتلون مبنى المحافظة على المتظاهرين المعارضين للنظام. وقتل ما لا يقل عن 15 متظاهرا برصاص القوات الحكومية، وقال شهود عيان إن مسلحين كانوا يرتدون ملابس مدنية ومعهم جنود اعتلوا سطح مبنى محافظة تعز وأطلقوا النار على المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ومحاكمة قادته. وأكدت المصادر الطبية أن غالبية الاصابات تركزت في رؤوس وصدور الضحايا ما يدل على وجود قناصة محترفين بين من أطلقوا النار على المتظاهرين سلميا. وقال شهود عيان لبي بي سي إن قوات الأمن ومسلحين يرتدون زيا مدنيا أطلقوا الرصاص الحي بشكل عشوائي على المتظاهرين بمجرد مرورهم بجانب مبنى محافظة تعز، وان المتظاهرين لم يكونوا ينوون اقتحام مبنى المحافظة، بينما ذكر محافظ تعز في تصريح خاص لبي بي سي أن المتظاهرين انحرفوا بمسيرتهم الى مقر المحافظة يريدون اقتحام المبنى فأطلقت قوات الأمن الرصاص الحي في الهواء بهدف تفريقهم. ونفى المحافظ وجود أي مسلحين بملابس مدنية على سطح مبنى المحافظة، وقال إن اطلاق النار جاء من صفوف المتظاهرين. وأطلق رجال الشرطة الغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي على آلاف المحتجين في مدينة الحديدة، مما أدى الى إصابة المئات بجراح. وذكرت تقارير أن قناصة يتخذون مواقع لهم على أسطح البنايات أطلقوا النار على المتظاهرين.
الموقف الأمريكي
في هذه الأثناء أعرب جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض عن قلق الولاياتالمتحدة من استغلال القاعدة لاي "فراغ سياسي" في اليمن. وأضاف المتحدث في الإيجاز الصحفي اليومي إن هذا من الاسباب التي تدعو من اجلها واشنطن الى الحوار واطلاق الجدول الزمني للعملية الانتقالية الذي تحدث عنه الرئيس صالح.. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت استنادا الى مسؤولين يمنيين وأمريكيين أن الإدارة الأمريكية ترى أن الرئيس صالح لن يقوم بالإصلاحات التي تطالب بها المعارضة، لذلك عليه الرحيل. وتخشى الإدارة الأمريكية من أن يتشرذم اليمن على أساس قبلي وإقليمي، وهو ما لوح به صالح في أحد خطاباته، وهذا سيقوي وجود القاعدة هناك. من ناحية أخرى دعت دول مجلس التعاون الخليجي ممثلي الحكومة اليمنية والمعارضة الى مباحثات في السعودية. وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح ان هذه الدعوة تهدف الى التوصل الى حل سياسي للازمة.