أقام مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب بمحافظة حضرموت الذي يرأسه الأستاذ عبدالمجيد وحدين مهرجان خطابي مساء اليوم الأحد 24/4/2011م بساحة الحرية بمدينة المكلا وبدء المهرجان بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وبعدها ألقى الأستاذ عبدالمجيد وحدين كلمة هامة أمام الحاضرين جاء فيها : ايها الأخوة .. ايتها الأخوات : احييكم واشكر حضوركم .. وفي البدء نترحم على أرواح الشهداء بدون استثناء : شهداء القضية الجنوبية وشهداء الثورة الشعبية ونسأل الله العلي القدير ان يتغمدهم بواسع رحمته . كما احيي باسمكم جميعاً اخواننا الجرحى والمعتقلين كافة . ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى ونطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين . وفي مقدمتهم الأخ العزيز والشخصية الوطنية المناضل الكبير حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي (كان يجب ان يكون الآن في الخارج لتلقي العلاج) الأخوات والأخوة : بعد بضعة أيام تحل الذكرى السابعة عشر لإعلان الحرب واسقاط الوحدة من ميدان السبعين . وقبل بضعة أيام احتشد مئات الآلاف في شارع الستين ، على مقربة من ميدان السبعين للمطالبة باسقاط النظام . وبين الأمس واليوم جرت مياه كثيرة تحت الجسر . فبعد ان استنفذ شعبنا في الجنوب كل الخيارات لحل القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة ، وبعد ان إجتاز، في الطريق ، محطات نضالية عديدة ، لعل أبرزها انتفاضة حضرموت عامي 97 و98م التي سقط خلالها الشهيدين بن همام وبارجاش والتي كانت ،بحق، البداية المبكرة للحراك الجنوبي ، خرج إلى الشارع عام 2007م للمطالبة بفك الأرتباط واستعادة الدولة . تماماً كما يخرج الشعب اليوم للمطالبة باسقاط النظام بعد ان يئس من اصلاحه . واليوم ، ونحن وسط موسم المبادرات (المحلية منها والخارجية) لابد من التأكيد على المسائل التالية : 1- أي مبادرة لاتنص ،صراحة ، على الرحيل الفوري للأسرة الحاكمة والنظام ليست سوى ترحيل للأزمة وتعطيل للحل . ولعل من مفارقات الزمن ان يتحدث هذا النظام عن الشرعية الدستورية وهذا الذي جاء إلى السلطة ، وظلّ متربعاً على عرشها لأكثر من ثلاثة عقود خارج نطاق الشرعية الدستورية والاخلاقية . وفي معركة عض الأصابع بين الشعب والنظام يفوز الشعب في الأخير . 2- اسقاط النظام لايسقط القضية الجنوبية ولا يحلها ولكنه يضع اقدامنا على طريق الحل . 3- شعب الجنوب طرف اساسي في المعادلة السياسية . ومع كل التقدير للأطراف الأخرى الفاعلة في الساحة فأن أي ترتيبات سياسية أو دستورية لايشارك فيها الجنوبيون ممثلين بالحراك الجنوبي ، الحامل السياسي للقضية الجنوبية ، لاتلزمهم بشيء . 4- ندعو لتفاهم مبدئي بين طرفي المعادلة حول الاتجاهات العامة لحل القضية الجنوبية على ان يترجم هذا التفاهم أو الاتفاق السياسي فيما بعد إلى نصوص دستورية يستفتى حولها شعب الجنوب صاحب الحق الحصري في تقرير مصيره . 5- على قيادات الحراك في الداخل والخارج ، إلى جانب الشخصيات الوطنية الجنوبية ( الطبيعية منها والاعتبارية ) بالتوازي مع الحراك الميداني لضمان وضع القضية الجنوبية على جدول الأعمال محلياً وخارجياً . الأخوة والأخوات : قضيتنا عادلة ونبيلة . ولانها كذلك ، علينا الارتقاء في سلوكنا وفي تعاملنا مع الآخر ، إلى مستوى عدالة القضية ونبلها . فنحن نستمد قوتنا ، بعد الله ، من عدالة قضيتنا وصلابة موقفنا الواعي في الدفاع عنها والانتصار لها . وعلينا بذل كل مايلزم لكسب المزيد من الأصدقاء والأنصار وتجنب افتعال عداوات غير مبررة موضوعياً . فخصمنا هو النظام . وليست لنا عداوة مع أي طرف آخر . فنحن لانعادي الاّ من يعادينا . وانه لمن أعراض السذاجة السياسية ان نتوقع تطابق مواقف الآخرين مع مواقفنا ، فيكون الحصاد خيبة أمل بحجم التوقعات والأجدر بنا تطوير قدراتنا على إدارة الاختلاف حتى لايفسد للود قضية . الأخوات والأخوة : شباب الأمة ، أي أمة، هم ثروتها الاغلى وهم أملها في مستقبل أفضل . والأمة التي تتمكن من توجيه الطاقات الجبارة لشبابها في الاتجاه الصحيح ، تستطيع أن تضمن الوصول إلى ماتصبو إليه . وإلى جانب الحاجة الى التوجيه الرشيد لطاقات الشباب يجب أن تولي مكونات الحراك الجنوبي اهتماماً أكبر لتوحيد الخطاب وانجاز المهام الملحة في المرحلة الراهنة وبصورة خاصة ، توحيد القيادة واقرار برنامج سياسي موضوعي يستوعب معطيات الواقع محلياً واقليمياً ودولياً ويحدد الاهداف الإستراتيجية بقدر مايتيح الاستخدام المرن للتكتيك الذي يخدم الاستراتيجية . وبما ان القضية الجنوبية هي قضية كل الجنوبيين فليس لأحد منّا حق احتكار الحقيقة ولاحق الفيتو وعلى العكس من ذلك ، فالقضية الجنوبية بحاجة إلى جهد كل جنوبي . ولذلك فاننا ندعو لانخراط المزيد من أبناء الجنوب في مكونات الحراك ومن مختلف الانتماءات الاجتماعية والسياسية والجغرافية . وفي الختام : كلمة حول مجلس حضرموت الأهلي . فقد نشأ المجلس ، كمبادرة توافقية ، في ظرف محدد ولمهمة محددة هي تنظيم جهود أبناء حضرموت في تأمين محافظتهم في وجه أي محاولات للتطاول عليها في ظل الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد . ونتيجة للسرعة التي رافقت انشاء المجلس فقد برزت العديد من النواقص التي يجب تجاوزها بما في ذلك استكمال تشكيل مجالس المديريات في الساحل والوادي. كما يجب التأكيد أن أي عمل توافقي لايمكن أن ينجح مالم تسوده روح الوفاق والعمل الجماعي وهو اشبه باللوحة لاتكتمل إلا بتعدد الألوان وإلا تحولت إلى لوح . كما ان مهمة من هذا النوع لايمكن ان تنجزها السلطة ، التي لولا عجزها لما لجأ الناس لهذا الخيار من الأساس . واختتم المهرجان بقصائد شعرية ألقاها الشاعران عباس باوزير ومنير باحشوان الجدير بالذكر ان عدد من البلاطجة اعتدوا بالضرب على كل من الاستاذ ناصر باقزقوز والاستاذ محمد بافقاس قبل بدء المهرجان وقاموا بتكسير الكراسي الخاصة بالمهرجان لهدف واضح إفشال الفعالية إلا انهم فشلوا