حتفلت منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للامتناع عن التدخين لعام 2010 الذي يوافق 31 مايو من كل عام، بغرض تسليط الأضواء على الأخطار الصحية الناجمة عن تعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة كفيلة بالحد من استهلاكه. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن منتجات التبغ تتسبب في وفاة 5.4 ملايين حالة سنوياً، وتتوقع زيادة عدد الحالات إلى10ملايين عند حلول عام 2025، حين ستكون70% من هذه الوفيات في الدول النامية.
وموضوع اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لعام 2010 هو الجنس والتبغ، مع إيلاء اهتمام خاص لمسألة تسويق التبغ للنساء، وتغتنم منظمة الصحة العالمية فرصة الاحتفال بهذا اليوم من أجل استرعاء الانتباه بشكل خاص للآثار الضارة التي يخلّفها تسويق التبغ ودخان التبغ على النساء والفتيات.
وأقرّت جمعية الصحة العالمية الاحتفال بهذا اليوم في عام 1987 لجذب انتباه العالم إلى وباء التبغ وآثاره الفتاكة. ويتيح هذا اليوم فرصة سانحة لإبراز رسائل محدّدة ترمي إلى مكافحة التبغ، وتعزيز الامتثال لأحكام اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.
وحتى يستوعب الجميع خطر هذه العادة السيئة، تحدث لشبكة الاعلام العربية "محيط" الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة جامعة عين شمس واستشاري حساسية ومناعة الأطفال والمراهقين وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، مؤكداً أن التدخين يغازل النساء، وذلك لأن إحصائيات اليوم تدل على أن هناك زيادة في معدل استهلاك التبغ بين المراهقات، خاصةً الأنواع الجديدة من التبغ، مثل لبان التبغ أو سجائر التبغ الملفوف بدون سلفر، وهذه الأنواع منتشرة حالياً بين المراهقات في أمريكا، مشيراً إلى أن20% حالياً من النساء على كوكب الأرض يدخن مع أنها كانت منذ عقدين لا تعدى هذه النسبة ال5 %.
كما أوضح بدران أن تدخين الأم الحامل يؤدي إلى نقص الحيوانات المنوية عند أبنائها الذكور، كما يغير شفرات الجنين الوراثية "دي ان ايه"، مما يؤدي إلى اكتساب أمراض مزمنة جديدة على عالم الطفولة. ويرى بدران أن التدخين يسبب مضاعفات شديدة على أنوثة المرأة مثل، الرائحة السيئة للفم ومشاكل الأسنان وفقد تذوق اللسان وظهور تجاعيد الجلد ويفاقم حب الشباب ونمو الشعر في أماكن، مثل الذقن واليدين والساقين وتغيير الصوت نحو الخشونة وزيادة آلم الدورة الشهرية والانقطاع المبكر للطمث وتأخر الحمل والعقم أحياناً، لأن نسبة الإخصاب تقل إلى 50%، نتيجة انخفاض اختزان البويضات، وكذلك أيضاً انخفاض عملية التبويض بسبب التأثير السمي المباشر للنيكوتين.
وفى أحدث الأبحاث العالمية تبين أن التدخين داخل الرحم بمعدل سيجاره كل يوم يتعرض لها الجنين، تخفض وزن المولود فيما بعد 20 جراماً. ويتسبب التدخين في ثلث وفيات السرطان في فئة النساء، بل ويتسبب سرطان الرئة في عدد وفيات أكبر من سرطان الثدي بين النساء، وفي العام الماضي كان احتمال الحياة لمدة خمسة أعوام بين المصابات بسرطان الرئة 15% فقط.
انتحار جماعي يدعو بدران بمحاربة التدخين وخاصةً السلبي منه، لأن العديد من الناس يعتقدون أن المدخن هو المتضرر الوحيد من تعاطي الدخان، إلا أن الأمر ليس كذلك، فالمدخن يضر أيضاً من حوله ويسبب لهم العديد من الأمراض بسبب هذه العادة السيئة التي تنتشر في الأماكن العامة وأماكن العمل.
وأشار بدران إلى أن 06 ألف مصري يموتون سنوياً من التبغ، بحسب اخر دراسة لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، اتضح أن التدخين السلبي ينتشر بنسبة مرتفعة في مصر،عن طريق الأماكن العامة مثل، المواصلات العامة: 80% يتعرضون للتدخين السلبي، باستثناء مترو الأنفاق، المنازل: 71% من المصريين يسمحون بالتدخين داخل منازلهم، المطاعم: 70% يتعرضون له فى المطاعم، أماكن عمل مختلفة: 61% من جميع العاملين، المنشآت الصحية: 49%.
وشدد على أنه من حق غير المدخن أن يحمي نفسه من آثار التدخين السلبي بالابتعاد عن المناطق التي يدخن فيها المدخنون ولفت إلى أن للتدخين السلبى أضراراً تصل إلى 80% لغير المدخن والذي لايدخن مطلقاً وأن المشكلة الكبرى تكمن فى وجود مدخن سلبي وسط مجموعة من المدخنين مما يؤدى إلى تعرضه ل80% لسموم التبغ من كل مدخن بجواره وأن المشكلة الأكبر تكمن فى أن كل مدخن إيجابي يتواجد مع مدخنين آخرين يتعرض إلى 20% من أضرار تدخينه هو شخصياً و80% من سموم من يدخن حوله فيما يشبه ظاهرة الانتحار الجماعي.