إذاً نجحت الأرجنتين في العبور نحو المباراة النهائية على حساب هولندا من علامة ركلات الترجيح، مباراة تكتيكية بحتة بين المنتخبين لم تشهد فائز ولا خاسر، لكنها كشفت عن المتأهل للمباراة النهائية لمواجهة ألمانيا. ** الجانب التكتيكي طغى على مجريات الشوط الأول، سابيلا وفان جال يؤمنان أن تلقي هدف في الشوط الأول أو بداية المباراة من الصعب تعويضه، تماماً مثلما حصل في مواجهات ربع النهائي وحتى نصف النهائي بين البرازيلوألمانيا لذلك خاضا المباراة بحذر شديد.
هولندا: لجأ فان جال إلى خطة 5-3-2 في الحالة الدفاعية (كالعادة في الشوط الأول والتي تتحول لخطة 3-5-2 هجومياً) معتمداً على التراجع للخلف والتمركز أمام منطقة الجزاء بخطين دفاع مع الابقاء على روبن وبيرسي في خط المقدمة لممارسة ضغط على مدافعي الأرجنتين. فلار كان الشخص الموكل لملاحقة ميسي حيث عمل بقوته البدنية على إخراج الأرجنتيني من المباراة، كما لجأ دي يونغ وبليند وفينالدوم إلى التغطية العكسية على ميسي وهيجواين الذي أوكلت مراقبته لفري بالشكل الرئيسي، ومع نقص الدعم من قبل لاعبي خط وسط الأرجنتين وقع ثلاثي خط الهجوم (ميسي، لافيتزي هيجواين) رهينة لدفاع هولندا. مع الشوط الثاني لويس عمل على اشراك جانمات في مركز الظهير الأيمن وإعادة بليند لمركز الظهير الأيسر مع تقدم فينالدوم لمساندة ثنائي الهجوم وانتشار بيرسي وروبن على الأطراف خصوصاً عندما تمتلك الأرجنتين الكرة ليشكلوا جدار ثلاثي أمام دفاع الأرجنتين. هولندا انتقلت كالعادة إلى خطة 4-3-3 في الشوط الثاني لكن تمركز الأرجنتين الجيد وبطء رجال فان جال وضعف المساندة حالت دون تقديمهم ذات الأداء الممتع والقوي الذي اعتادوا عليه.
الأرجنتين: الأرجنتين مارست خطة دفاعية لكنها مختلفة نسبياً، أولاً لجأت للضغط العالي على حامل الكرة بثلاثة لاعبين في نصف ملعب هولندا لتجنب إرسال الكرات الطويلة نحو بيرسي وروبن التي يبرع فيها الهولنديين، وثانياً وضع لاعبين ارتكاز (بيغيليا وماسكيرانو) مع مساندة دائمة من بيريز ليصبح ثلاثة لاعبين في العمق مغلقين تماماً المساحة الفارغة مع خط الدفاع لتلغى خطورة الهولنديين بالهجمات المرتدة والكرات الطويلة. تمركز الأرجنتين الجيد في خط الوسط يصبح أحياناً 4-4-1-1 أو حتى 5-3-1-1 عندما يتقدم رجال فان جال عن وسط ملعبهم، بينما يكون 4-3-3 عندما تمتلك هولندا الكرة في مناطقها، بالإضافة إلى الاعتماد على الكرات العرضية الأرضية لتسجيل الأهداف لكن ثلاثي دفاع هولندا كان متمركز دائماً في مناطقه دون وجود أي ثغرات. سابيلا درس المنتخب الهولندي جيداً في المباريات الماضية لذلك كان يعي أن فان جال سينتقل إلى خطة 4-3-3 بالشوط الثاني، المدرب الأرجنتيني استمر بالاعتماد على خطة 4-4-1-1 دفاعياً لكن بإستراتيجية مختلفة، بحيث أمر لاعبيه بالعودة إلى ملعبهم وانتظار هولندا في الخلف مع السيطرة على الأطراف وخنق بيرسي بين قلبي الدفاع ليلغي بالتالي خطورة الكرة الشاملة ويحد من المساحات وقتل عامل السرعة في أداء رجال فان جال. عودة لاعبي الأرجنتين للخلف قتلت قدرة الهجوم الأرجنتيني على تسجيل الأهداف خصوصاً أمام دفاع قوي جداً ومتحفز من هولندا.
** من وجهة نظري سابيلا وفان جال تعادلا في المباراة طوال شوطيها الأصليين ثم الإضافيين، المباراة لم تشهد تغييرات تكتيكية كثيرة بعد بداية الشوط الثاني بينما ظهر اللاعبون بأعلى درجات التركيز دفاعياً وببطء شديد هجوميا لتغيب الأهداف عن المرميين وتحسم المباراة بفارق ركلات الترجيح. بقلم سامر جرادات