نقلا عن / ماتش أكثر ما يثير الضحك هو أن يغار الرجل من امرأة في حقل النجاح وأن يتحول بمنطقه إلى سياسي رفيع يتدحرج مع كلماته في أتون معركة وهمية بين نظام لم يسقط تماماً كما تصور وبقية باقية يُسلي بها نفسه عندما تهب لفحات حامية تستنزف ما تبقى فيه من جهد أو رمق للكتابة.. مثير للشفقة كل من يحاول أن يصوب في المكان الغلط، وأن يستغل ربيع الشباب في بلادنا ليحوله إلى جحيم يروق له عندما يريد أن ينتقد مسؤولاً رياضياً أو نجماً لامعاً.. رغم الأقاويل ورغم التسلق على أكتاف الحقيقة العارية بحبال الوهن والتضليل تبقى الأخت نظمية عبدالسلام المدير التنفيذي لصندوق رعاية النشء هي الحقيقة التي تبهر وهي المرأة التي تؤكد من عام لآخر أن المرأة قد تكون أشطر من الرجل وأكثر إخلاصا في عملها وصاحبة أفكار ترتقي، بعيدا عن ضيق المصالح الشخصية أو ولاءات الأحزاب المفرطة.. عندما يكون النجاح هو ثمرة العمل فهذا مقياس للتفرد وتعزيز للإدارة الإيجابية، وعندما نريد الحكم على نتاج العمل يكون ذلك من خلال المردود السلبي ولا أدري ما هو مردود هذه الشخصية الوطنية التي اختصر الله اسمها في انتظام العمل وأكمله بسلامة النية.. العاجزون والنجومية..! وحدهم العاجزون من يضعون الحواجز العرقية كحد فاصل بين الطموح والرغبة في الارتقاء بكرامة وبين الفشل ومعطياته.. ووحدهم من يلجأون لخرافة التهويل من حجم إنجازات المرأة وربطها بنون النسوة التي تعودوا أن يرونها (نون) منكسرة تجهش بالبكاء بين الحين والآخر، تذوي مع أول موجة تحدٍّ كبير أو صغير، نظمية وحدها من تستحق سيدة اليمن الأولى كامرأة جمعت بين النجومية الرياضية التي شرفت الوطن وبين المرأة الإدارية والقيادية المحنكة وسواء كانت محسوبة على حزب المؤتمر أو غيره، فهي بالتأكيد لمن يمر بغباء بجانب سيرتي الملكتين بلقيس وأروى هي ملكة يمنية أخرى تربعت عرش النجومية وتوجت نفسها بتاج مصنوع من العطاء وحب هذا الوطن لا غير.. الانتماءات البغيظة هي تلك التي تسيطر على عقول البعض ممن مازالوا يعيشون (جاهلية) مرة وبعقلية عتيقة وكأن صاحبها يطالبنا مرة أخرى بأن نفعل ما فعله الجاهلي (قيس بن عاصم التميمي) الذي ابتدع وأد البنات.. لا أدل على ذلك من تعرضها لحملة تافهة جدا حين تم انتقادها على لا شيء ولكن لكونها امرأة تمكنت من قيادة أنشطة نادي كمران من نجاح إلى نجاح ولأنها صنعت اتحادا نسويا من العدم وأوجدت رياضة نسوية جمعت فتياتنا من مختلف بقاع اليمن في ميادين رياضية تنافسية وفقا لعاداتنا وتقاليدنا.. ولأنها تدرجت في مناصب عدة تماما كما يتدرج الرجل في عمله ليصل فيما بعد لمنصب يواكب أحلامه وينصف سيرته الذاتية وجدنا من يحاول التقليل من كل ذلك لأنه لا يملك ربع ذلك.. وهذا ما يريد توطيد البعض بان ما يحققه الرجل (مجاز) وما تحققه المرأة (باطل) لأنها امرأة.. أعداء النجاح .. الساكتون من قبل من الطبيعي أن يكون للنجاح أعداء وأعداء النجاح كثيرون ومن المؤكد أن يكون للشجرة المثمرة (هواة رمي) ومن المتعارف عليه أن بعض الضعفاء أو من لم يستطيعوا أن يصلوا إلى ما حققته امرأة، أن يتحولوا فورا إلى الماء العكر لبدء الاصطياد ومهاجمة هذه المرأة وتلك هكذا جزافا.. تتضح بوادر الحملة أو ما يمكنني تسميته بأزمة صاحبها عندما نجد أن نظمية جاءت إلى صندوق النشء وهو يُعاني من عجز وصل إلى مليار وتسعمائة مليون ريال ورغم هذه الضربة القاصمة للصندوق إلا أن العزيزة بنت عبدالسلام أكدت أن العام 2013م سيكون عاماً استثنائياً للصندوق الذي سيستعيد صحته وعافيته.. وهو ما يدعونا للتساؤل: أين كان دعاة الخير بالأمس وصندوق النشء يُنتهك من قبل الوزير الأسبق حمود عباد ونائبه حينها الشيخ حاشد الأحمر..؟ وفي ظل وجود مدير تنفيذي للصندوق اسمه علي طه الذي لم يكن له حول ولا قوة ومع هذا تستر المدعون على بلاوي كثيرة كانت حاصلة ولم يكتب أحدهم (علي طه) يا صديقي أو حتى يا عدوي.. إن الاستراتيجيات الكبيرة التي انتهجتها الأخت نظمية في صندوق النشء كانت كفيلة بإغلاق حنفيات الصرف التي كانت مفتوحة على الآخر للجميع، وصاروا يتعاملون وفق اللوائح والقوانين وأتحدى أي موظف في الصندوق أن يطلب رشوة أو حق القات أو شيئاً من هذا القبيل وهو الأمر الذي كان يؤدي إلى تراكم المعاملات ناهيك عن الصرفيات غير المبررة والتي كانت تمر بسلام طالما كانت قيادة الصندوق مرهونة في جيب حمود عباد ونائبه سابقا.. وسام من الدرجة الرفيعة نظمية بصريح العبارة امرأة تستحق أن يُبادر رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لتكريمها بوسام من الدرجة الرفيعة وفقا لكل إنجازاتها التي لا ينكرها سوى حاقد وعاجز.. هي تعمل ما تراه صحيحا وما يمكن أن يكون في صالح رياضة وطن طحنته معارك الأحزاب وتبنى العديد من ضعفاء النفوس ترويج هذه الأفكار المتعلقة بأنت مع النظام أو مع أحزاب المعارضة وهو الفكر البليد الذي لو انتهجه الكثير من الناجحين لكانت الخسارة المريرة هي حصادهم، ولهذا تواصل رئيس اتحاد المرأة عملها من نجاح لنجاح ومن إدارة لإدارة لأنها تعاملت بوجه واحد مع الجميع من أبناء الوطن ولأنها منصفة لا فرق عندها بين مريض بحزبية طاعنة أو مفتون بحب الوطن كلاهما في كفة واحدة طالما كانت مطالبهم مشروعة وتصب في خدمة الوطن لا غير.. من الصعب تخيل حجم المعاناة الفكرية والجهد البدني الذي تعانيه نظمية في صندوق مثقل بفساد وزراء ما قبل حكومة الوفاق، ومع هذا تمكنت من إعادة الحياة إليه بكثير من العمل وبعيدا عن بعض الكتابات المريضة التي ترى أن من يعمل أو عمل مع النظام هو شخص غير أمين مع أن نظمية عندما كانت تحقق النجاحات كانت تشارك باسم اليمن لا باسم شخص أو حزب.. وحتى الآن كل نجاح تحققه هو محسوب لها أولاً ثم لرياضتنا الكسيحة التي تعاني من بلاوي كبيرة لم يتطرق لها الكثيرون وأولها دمار الصندوق قبل مجيء نظمية.. أتذكر أن لقب المرأة الحديدية هو لقب قديم جدا لنظمية وقبل أن تصبح مديرا لصندوق النشء وحتى قبل أن يتم اختيارها بالإجماع كنائب ثانٍ في اللجنة الأولمبية وباعتقادي صارت نظمية التي لقبت بالملكة أيضا بحاجة إلى لقب آخر غير المرأة الحديدية والملكة بعد تضاعف مهامها وتشبعها بالخبرة وكذا اعتبارا لشخصيتها القوية ورفضها لكل مخالفة تتصف بالفساد، لقد صرنا مع الألقاب نحتار أيها نختار، فمن الصعب إنصاف بنت الوطن نظمية قياسا بما تحققه وما حققته.. إن امرأة قيادية بهذا العطاء وقوة الصبر والتحمل والقدرة على تحمل أهوال الرياضة ومزالق الرياضيين وعنطزة المسئولين هي بحق عظيمة وتستحق أن تحظى بلقب سيدة اليمن الأولى، فمارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا كانت تحمل لقب المرأة الحديدية وكثيرات من حملن لقب الملكة.. نظمية ابنة هذا الوطن تعمل من أجل الجميع لا فرق ولا تمييز ولا عنصرية ولا حقدا على نجاح بعض الرجال..