لم تكتفي مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، بقتل العشرات من الصحفيين والناشطين المختطفين في سجونها "تحت التعذيب الوحشي" الذي يتعرضون له، بل توجهت نحو شرعنة هذه التصفيات والقتل بحق هؤلاء المختطفين، من خلال تلفيق تهم كيدية ومحاكمات استعراضية بحقهم، والتي بدأت خلال الأيام الماضية بمحاكمة 36 مختطفاً بينهم الصحفي المختطف يحيى عبد الرقيب الجبيحي. فضيحة مدوية وأصدرت محكمة خاضعة للميلشيات في العاصمة صنعاء، حكماً بالإعدام على الصحافي المختطف يحيى الجبيحي خلال جلسة محاكمة هي الأولى من نوعها منذ الانقلاب الحوثي، رفض فيها القاضي الموالي للمليشيات ترافع الدفاع في القضية وأصدر حكما متسرعا بالإعدام يفتقر لأدنى الأبجديات القضائية". يقول عضو مجلس نقابة الصحفيين نبيل الاسيدي، ان الحكم بإعدام الصحفي يحي عبد الرقيب الجبيحي يمثل اعلى درجات الانتهاك ويعتبر فضيحة مدوية لسلطة الامر الواقع الاجرامية، ويؤكد على وحشية هذه المليشيات ورغبتها العارمة في تصفية كل المخالفين لها بالراي. وأضاف الأسيدي في تصريح ل"الصحوة نت " نحن في نقابة الصحفيين ندين بأشد العبارات هذا الحكم والمحكمة ولا نعترف به مطلقا بل ونحذر من تداعيات هذا الحكم ، مؤكدا ان اصدار حكم بمثل هذه البشاعة على صحفي يعد جريمة جديدة تضاف الى سجل جرائم المليشيات من اختطافه واعتقاله دون اي مبرر . وطالب باسم نقابة الصحفيين اليمنيين كافة المنظمات الدولية على رأسها الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن ولد الشيخ أحمد، الوقوف في وجه هذا الصلف والاجرام المليشاوي البشع ضد الصحفيين، والعمل على إطلاق من لا زالوا مختطفين في سجون الجماعة.
مخاوف ومطالبات من قال رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى"، الصحفي حسين الصوفي، ان الصحفي الجبيحي مختطف لدى المليشيا منذ أكثر من ستة أشهر، ويتعرض للتعذيب الشديد - ككل الصحفيين والمختطفين- وخلال العشرة الايام الاخيرة ساءت صحته للغاية نتيجة افراطهم في تعذيبه! وقال الصوفي في تصريح ل" الصحوة نت "، نخشى أن تكون المليشيات قد قامت بتصفية أو قتل الصحفي الجبيحي تحت التعذيب، كما فعلوا مع 74 مختطفا آخرا، وحتى يحدثوا ضجيجا سربوا ما يسمى "بحكم الإعدام" للتغطية على جريمتهم في قتله تحت وطأة التعذيب. وطالب بسرعة تشكيل فريق من الهيئات الدولية للقيام بزيارة الصحفي الجبيحي وكل الصحفيين، محملا الحوثيين مسؤولية أي مكروه يلحق بحياة الاستاذ الجبيحي و19 صحفيا آخرين، كما حمل المجتمع الدولي المسؤولية، رافضا بيانات الادانة التي وصفها ب"الركيكة" لان حالة الزملاء لم تعد تسمح لمثل هذا النوع من التضامن! وشدد على ضرورة أن تقوم الحكومة بوزاراتها المختلفة والمجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بكل ما من شأنه سرعة الإفراج على المختطفين وإنقاذ حياتهم من سطوة المليشيات التي لا ترقب فيهم إلا و لا ذمة. بدوره علق المحامي توفيق الشعيبي على الحكم الذي اصدرته المليشيات ضد الصحفي الجبيحي بالسخرية، وقال لا تستغربوا صدور احكام اخرى جديدة بحق المخفيين قسرا والمختطفين في سجون الحوٿي وصالح، كون هذه المليشيات تسعى لتصفية كل من يقف ضد مشروعها الانقلابي وأوضح الشعيبي أن الحكم الصادر بحق الصحفي المختطف يحي الجبيحي بهذه الطريقة وبهذه السرعة كشف المستور وبين حجم العبٿ الذي احدٿه الانقلابيين في بنيوية السلطة القضائية في ظل صمت مريب من قبل القضاة وناديهم القضائي تجاه ما يمارس من قبل سلطة واقع لاشرعية لها ولا مشروعية.
ادانات واسعة وكانت نقابة الصحافيين اليمنيين والعديد من المنظمات الحقوقية المحلية وكذا الأحزاب السياسية اليمنية استنكروا صدور هذا الحكم الحوثي بهذه العقوبة غير المسبوقة ورفضوه جملة وتفصيلا، نظرا لعدم مشروعية المحكمة التي أصدرته وعدم سلامة الإجراءات القضائية، التي اقتصرت على جلسة واحدة يتيمة، وعدم السماح بمحامين للدفاع عنه. حيث اعتبر حزب الإصلاح الحكم الصادر ضد الكاتب الصحفي الجبيحي لا يعدو كونه مذكرة إعدام صادرة عن جماعة الحوثيين بحق مواطن يمني رافض للإنقلاب، ومؤكدا على بطلان أي إجراءات تتخذها جماعة الحوثي "ضد المختطفين من الصحفيين والنشطاء الرافضين للانقلاب. منظمة العفو الدولية كانت في مقدمة المنظمات الدولية التي استنكرت الحكم الحوثي ضد الصحافي الجبيحي ولحقتها العديد من المنظمات الأخرى الدولية والاقليمية، ومن بينها الاتحاد الدولي للصحافيين ومنظمة مراسلون بلاحدود الدولية ومنظمة (رايتس رادار) الإقليمية، وأعلنوا جميعا استنكارهم لهذا الحكم ورفضهم القاطع له واعتبروه مخالفا لكافة الأعراف الحقوقية وللحريات الصحافية التي كفلتها التشريعات والمعاهدات المحلية والدولية. وقالت ألكسندرا الخازن، مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود، «إن هذا الحكم بالإعدام الصادر عن الحوثيين يمثل سابقة خطيرة بالنسبة للصحافيين في البلاد»، مضيفة أنه «جاء في سياق محاكمة جائرة»، كما أنه «ينطوي على انتهاك خطير للقانون الدولي»، مطالبة في الوقت ذاته «قادة الحوثيين بإطلاق سراح الصحافي فوراً». وزارة الإعلام اليمنية بدورها عبرت عن إدانتها الشديدة للحكم الصادر بحق الكاتب الصحفي الجبيحي, من قبل محكمة خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي ب" صنعاء، معتبرة الحكم " جزءا من سياسات تدمير البنية الاجتماعية لليمنيين، حيث يعد تصفية خصومة سياسية مع صاحب موقف ورأي، رافض للانقلاب ومن يقوده، عبر القضاء المسيس ". أما وزارة حقوق الإنسان فقد حملت ميليشيا الحوثي وصالح مسؤولية حياة وسلامة الصحفي الجبيحي، ودعت المنظمات الدولية للضغط على المليشيا للإفراج عن كافة المختطفين تعسفا والمخفيين قسرا، والعمل على اتخاذ إجراءات رادعة ضد المليشيا الانقلابية. وزارة الخارجية لم تكتفي بإصدار بيان إدانة، بل وجهت خطابات عاجلة لكلٍّ من: الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وسفراء الدول ال18 الراعية للسلام في اليمن، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بشأن جريمة المليشيا الانقلابية ضد الصحفي والأستاذ الجامعي يحيى عبدالرقيب الجبيحي، والذي أصدرت المليشيا حكماً بإعدامه بعد اختطافه من منزله هو ونجله في السادس من ديسمبر 2016. واعتبرت وزارة الخارجية أن هذه الأحكام تعد أعمالاً إرهابية لا تختلف عما تقوم به أي منظمة إرهابية، وتجسيداً لنهج المليشيا في تصفية المعارضين لها، وتسعى إلى إرهاب الإعلاميين لمنعهم من كشف جرائمهم.
نبذة عن الجبيحي - يحيى عبد الرقيب أحمد الجبيحي من مواليد عام 1955م – في جبل حبشي بمحافظة تعز. - عمل محرر صحفي في صحيفتي عكاظ والمدينة السعوديتين ،ثم مسئولاً عن شئون الجزيرة والخليج بصحيفة المدينة التي تصدر بمدينة جدة بالسعودية 79 -1983م . - كما شغل كمراسل صحفي لهاتين الصحيفتين ولبعض الصحف اليمنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا أثناء الدراسة . - بكالوريوس إعلام – جامعة الملك عبد العزيز – جدة – المملكة العربية السعودية 77-1980م. - ماجستير في الإعلام الدولي – جامعة إنديانا – الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1986م. * الأعمال والوظائف داخل الوطن. - مدير الإعلام الخارجي .. ثم مديراً عاماً للشئون الإعلامية والثقافية بمكتب رئاسة الوزراء 1987- 1997م. - رئيساً لدائرة الشئون الصحفية والإعلامية برئاسة الوزراء 1998م(حتى الآن). - مستشار اعلامي - رئاسة مجلس الوزراء. - محاضراً لمادتي (الإعلام والتنمية) و(إدارة المؤسسات الإعلامية) بكلية الإعلام – جامعة صنعاء. المصدر| الصحوة نت