مر اليوم العالمي للمرأة في اليمن بلا ضجيج او احتفاء، مر كأن لم يكن هناك يوم عالمي فيه للمرأة اليمنية نصيب، أو حق قد يذكر لها في زخم المناسبات العالمية. فالصورة التي يمكن أن تتحدث في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي "هي معاناة المرأة اليمنية على الأرض" بكل أشكالها.. من قتل وجرح وتهجير واختطاف الى معاناة البحث عن لقمة العيش، والتسول والوقوف في طوابير المهانة. حقوق ضائعة كان لقاءنا "للصحوة نت" مع عاملات النظافة سألتهن عن ماذا يعني لهن اليوم العالمي للمرأة "وكان السؤال يبدو سخيفا لنساء يرافقن الفجر ليحملن المكانس وينظفن الشوارع والأزقة والمخاطر تحيط بهن من كل جانب. أم فردوس "ضحكت بقوة وقالت بلهجة دارجة" ليش في يوم للمرأة وايش فيه!" سارعت في شرح بعض المفردات البسيطة "اليوم ومناسبته لأثبات حق النساء في العالم" استمعت ببرود "ثم أجابت لو كان هناك حق بسيط لها ما احنا هنا في الشوارع والمخاطر تنتهك كرامتنا وحقوقنا، ولا نحصل على حق او تلتفت الينا الجهات لإنهاء ما نحن فيه من امتهان". تضيف زميلاتها" سبأ "24عامًا" الحرب لم تترك للنساء في اليمن أي حقوق او كرامة ولم يتغير حالهن. الحرب في البلاد أودت بحياة المئات من النساء، والبقية مشردات مهجرات أو يبحثن عن العمل لإطعام اسرهن فكثير فقدن عائلهن أو تخلى الرجال عن مسؤوليتهم تجاههن بسبب البطالة والحرب، وأضافت "حتى لو أتى الف يوم والف مناسبة للمرأة فلن يغير من واقعنا شيء". يوم تحت النزوح.. لم تقع المرأة اليمنية تحت وطأة النزاع بشكل عَرَضي؛ بل كانت ضحية مباشرة لنيران الحرب، آلاف النساء اليمنيات يجدن أنفسهن أمام تحدّ جديد في خضم سعار الحرب، تحمّلن مسؤولية أسرهن مع فقدان معيلها، كما تزايدت ظاهرة التسول وعمالة الشوارع بشكل غير مسبوق. نفس السؤال طرحته "الصحوة نت "علي نازحة من حجه تدعى "أم على شوعي" عن اليوم العالمي للمرأة وهل سمعت به؟ ردت بتلقائية "والله ما سمعتش، لأني أجري من مكان لمكان، عندي ستة أطفال، أربع بنات وولدين أكبرهم عمره 12 سنة، وتضيف "أنا امرأة منهكة أشتغل هنا وهناك لأسدد إيجار البيت في هذا المكان الجديد علينا، او ابحث عن منظمات ومساعدات حتى أحصل على معونة غذائية وفراش للنوم. أما زوجي فهو رجل شيبة ومريض، قم تتساءل: ماله هذا اليوم؟!" سألناها مرة أخرى لو كان هناك يوم للمطالبة بحق لك ماذا تطلبين؟ اشتي حقوق النازحات في المأوى والمأكل والصحة والماء النظيف والحماية، أرجو أن يأتي يوم لا يكون فيه نازحات في اليمن ولا يكون فيه حرب. خلونا نعيش،
معاقات لا عيد لهن.. أدت الحرب التي اشعلها الحوثيون باليمن إلى إصابة عشرات الآلاف بإعاقات مختلفة، لينضموا إلى تعداد ثلاثة ملايين معوق سُجلوا خلال الأعوام التي سبقت الحرب. ويُعتبر الأشخاص ذوو الإعاقة الفئة الاكثر تضرراً من الحرب المستعرة التي أنهكت اليمنيين منذ نحو ثلاثة أعوام، حيث يحتاج غالبيتهم إلى الغذاء والدواء ومختلف خدمات الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية. التقت "الصحوة نت" نجاة حسان تبلغ من العمر 28 عاماً وهي مصابة بشلل في حركة الجسم نتيجة انفجار لغم بمحافظه الجوف تقول: «كان ذلك اليوم من أسوأ الأيام في حياتي، استشهد أخي وأصيب والداي بجروح خطيرة جراء انفجار اللغم بسيارتنا ونحن نستعد للخروج من قريتنا"، وتواصل حديثها "دخلت في غيبوبة ورقدت في المستشفى أسابيع حتى خرجت منها بكرسي متحرك، حينها حمدت الله أنني ما زلت على قيد الحياة. وتضيف في حديثها إلى «للصحوة نت » معلقة علي اليوم العالمي للمرأة هو يوم مر في اليمن بلا ضجيج ولا حقوق، سمعت ان هناك يوم يذكر بحقوق المرأة ومعاناتها ونحن لم نر تلك الحقوق وبقيت فقط المعاناة معاقة كأيامنا التي لم يذكرها " اليوم العالمي للمرأة".