موجعة هي الصور القادمة من ضواحي صنعاء لأطفال أزهق الحوثيون أرواحهم البريئة بوحشية وانحطاط إنساني لم ينزلق إليه أحد من قبل في اليمن. أطفال صغار خرجوا للعب والتجول بالقرب من منازلهم ومدارسهم ومزارعهم ولم يناموا إلا في القبر أو على أسرة المشافي بفعل نيران مليشيا الحوثي وعدوانها على المواطنين. هيال حميد.. طفل في العاشرة من عمره اخترقت رصاصة جمجمته وطوت صفحة حياته.. حدث ذلك عندما قامت مجموعة من مليشيا الحوثي بمحاصرة واقتحام قرية "صرف-بني حشيش" في 31 مارس 2017م وأطلقت النار على المواطنين ومنازلهم بشكل كثيف في محاولة منها للسطو على أراضي أبناء القرية القريبة من صنعاء. القصف أسفر عن وفاة طفلين وإصابة 3 نساء بجروح، وحين وقف إطلاق الرصاص كان الآباء والأمهات يبحثون بفزع عن أطفالهم الذين كانوا خارج المنزل أثناء القصف. وفي حين تمكنوا من العثور على "هيال" وقد فارق الحياة، فإنهم لم يجدوا الطفل "مقداد قائد" ذي ال 12 ربيعا إلا في اليوم الثاني مقتولا في إحدى المزارع التي طالها رصاص الحوثيين. وارى الآباء فلذات أكبادهم في الثرى بوجع لا يحتمل، وسعى الحوثيون من فورهم لدفن الجريمة وكأن شيئا لم يكن، حسب تأكيدات الأهالي. وإلى هيال ومقداد هناك "بشائر عبد الله عكيل" طفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها بعد، نزحت أهلها من منزلهم بمديرية نهم إلى مخيم الخانق للنازحين الواقع في أطراف المديرية باتجاه مأرب. وأثناء ما كانت بشائر وشقيقها صقر مع والديهما في الخيمة أطلقت مليشيا الحوثي صاروخا من نوع كاتيوشا باتجاه النازحين فسقط على خيمة بشائر وتسبب في قتل والدها على الفور، وفي إصابتها وشقيقها وأمهما بجروح بالغة. الطفل خالد العامري "11 عاما" هو الآخر باغته رصاص قناصة الحوثي العام الفائت وهو يرعى الغنم في وادي حريب "نهم-صنعاء" وأصيب في فخذه وتم إسعافه إلى مستشفى مأرب. وقبل هذه الحادثة بيومين كان طفل آخر من أقرباء "خالد" وآخرين من منطقته ضحية لأحد الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي بمديرية نهم. الطفل عبدالله العامري "14 عاما" كان يلعب رفقة عدد من أطفال قريته جوار سور المدرسة فانفجر بهم لغم وأصيبوا بشظايا وجروح متفاوتة. ما حدث ويحدث من جرائم وانتهاكات حوثية متتابعة يؤكد وفقا للناشط الحقوقي صالح المفزر "أن الأطفال الذين يعيشون في ضواحي صنعاء باتوا منذ عامين هدفاً لعنف الحوثي على نحو خطير". صالح قال في تصريح للصحوة نت "إن مليشيا الحوثي تقدم على هذه الجرائم الخطيرة بدم بارد، فهم يظنون بأنهم سيفلتوا من العقاب ومن أي مساءلة دولية عن خرقهم للمواثيق الدولية التي صممت لحماية الأطفال".