عاش أبناء الجوف خلال الأسبوع الماضي أبشع أسبوع مر عليهم، على يد مليشيات "سيد المسيرة القرآنية" عبدالملك بدر الدين الحوثي.. عدة جرائم فضيعة وقعت خلال الأسبوع الفائت بحق عدد من الأبرياء في مناطق مختلفة من المحافظة.. بدأ ذلك الأسبوع بإستهداف قناصة الحوثيين للطفلة (جبرة جابر علي شملة،7 سنوات)، من أبناء مديرية المصلوب، ما أدى إلى إصابتها بجروح بليغة لا زالت على إثرها ترقد في مستشفى مأرب العام.. الطفلة جرى إستهدافها جهارا نهارا برصاصة قناصة وهي في منزلها دونما سبب، فقط تعطشا لدمها الطاهر من اجل إشباع نهمهم الشديد في دماء الأطفال.. قبل يومين كانت هناك فاجعة أخرى.. فاجعة بحق الأطفال ايضا.. طفلان من منطقة "هراب" هما إبنا المواطن حمود القريد كانا يرعيان اغنامهم في وادي هراب قبل أن تزل قدم احدهما لتدهس لغم ارضي زرعه الحوثيين لتتطاير اجسادهما البريئة في الهواء مثخنة بجراح بليغة.. طفلين بريئين لم يعرفا السياسة ولا أحقادها.. قبل ذلك بأيام قلائل كانت هناك فاجعة مماثلة.. إثنين مواطنين من (آل صيدة) إنفجر بهم لغم أرضي تركه لهم الحوثي في منطقة قرب صبرين بمديرية خب والشعف أسفر عن وفاتهما على الفور.. يأتي الحوثيون إلى أي منطقة بالموت ويحكمونها بالموت ولا يغادروها إلا بعد أن يزرعوها بالموت، ويملأوها بالألغام.. يحرص الحوثيون دائما على ألا يدعوا الموت والدماء تتوقف في أي منطقة حتى بعد أن يرحلون منها.. لقد أستمرأوا القتل والإجرام والدماء إلى درجات تجعل منهم مصاصي دماء حقيقيين.. مصاصو دماء لكن بصورة غير مقرفة كالتي نشاهدها في الأفلام.. يعني مصاصي دماء بإستخدام الألغام والدناميت والهاون والكاتيوشا، وهذا الفارق الوحيد بينهم وبين مصاصي الدماء حق الأفلام الذين يستخدمون أفواههم في مص الدماء.. يعني عاد الحوثيين ذواقين شوي، وإلا لا فرق بينهم.. لا أمزح ولا أبالغ بهذا التشبيه لكنه الواقع للأسف الشديد.. الذي يستهتر ويستخف بدماء وأرواح البشر إلى هذا الحد الذي وصله الحوثيين.. إلى حد أنهم لا ينسحبون من منطقة ولا قرية ولا واديا إلا بعد أن يحشأوه بالألغام وهم يعلمون أن خطرها لن يتعدى المدنيين والأبرياء والأطفال أما العسكريين فلديهم طرقهم لتفادي خطرها فإنهم بذلك يحطمون كل الفوارق بينهم وبين مصاصو الدماء.. هذا يجعل منهم وحوشا همجيين جبناء.. إستخفاف الحوثيين بدماء وأرواح الناس ليس فقط عبر زراعتهم الألغام بهذا الصورة الهمجية وليس عبر أعمال القنص كما حدث مع الطفلة التي ذكرنا قصتها في أول المقال وغيرها من أطفال اليمن، وليس عبر أعمال القصف العشوائي الصاروخي والمدفعي للمدن والتجمعات المدنية الذي يسقط ضحاياه بالعشرات يوميا في عموم الوطن.. إستخفافهم بدماء الناس وأرواحهم فاق ذلك.. تخيل قبل أيام أنهم قاموا بقتل رجل مسن أصم أبكم اسمه محمد صالح ظاعن من أبناء المطمة.. جرى ذلك في نقطة لهم في المتون، قاموا بإطلاق النار عليه وتصفيته بكل برودة دم وأعصاب.. لدى الحوثيين حالة غير طبيعية تجاه الدماء والجريمة تجعل منها أمور عادية لديهم، بصورة تشعرك بإننا بحاجة لدراسة هذه الظاهرة المتفشية في صفوفهم، وأن تكون محل إهتمام من قبل المختصين بعلم النفس والتربويين والباحثين.. هذه كارثة.. هولاء كارثة. ... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet