يقف العاملون بالقطاع التربوي اليوم أمام "أكبر وأسوأ الجرائم الإنسانية الجسيمة التي مورست بحقهم من قبل الحوثي ومليشيات الإمامة المتخلفة" حسب وصف نقابة المعلمين اليمنيين "عضو المنظمة الدولية ei في بروكسل". فقد كان الحوثي "كارثيا على التعليم، والعدو الأول للتربويين في اليمن منذ سنوات، نظرا لحجم وبشاعة الانتهاكات الانسانية الجسيمة التي استهدفهم بها" وفقا لتصريح مسؤول في النقابة تحدث "للصحوة نت". المسؤول النقابي قال "إن الحوثي مارس مختلف الانتهاكات بحق المعلمين منذ عام 2009م إلى اليوم، وقد تنوعت تلك الانتهاكات بين: القتل بدم بارد وبلا أسباب، وتفجير منازل المعلمين والمدارس وتسويتها بالأرض، والتعذيب الوحشي، وتهجير آخرين وتشريدهم من منازلهم، والخطف من المنازل والمدارس والمساجد، والإخفاء القسري، والتهديد بالتصفية الجسدية، وترويع الأطفال والنساء أثناء الاقتحامات للمنازل، بالإضافة إلى الاضطهاد المناطقي، والتعسفات المالية والإدارية، والفصل الوظيفي، واستقطاع الرواتب، واستبدال المعلمين بعناصر حوثية في التدريس، وتطييف المناهج الدراسية وتفخيخ عقول الناشئة بالكراهية والعنصرية والعنف". ولم يكتف الحوثي بما سبق من الجرائم الجسيمة، بل صادر مرتبات المعلمين وسلبهم قوت أطفالهم وتركهم ضحية للمجاعة والعوز لشهور طويلة، فمنذ عامين أوقف الحوثي صرف المرتبات نهائيا في المحافظات التي يسيطر عليها، وقطع عن المعلمين شريان الحياة "الراتب".. حسب وصف المسؤول النقابي الذي طلب عدم ذكر اسمه.
ابحثوا عن وطن آخر حصل موقع "الصحوة نت" على مستندات توثق لانتهاكات مؤلمة مارسها الحوثي على معلمي صعدة، ففي العام 2012م نزح الكثير من المعلمين من صعدة وغادروا مدارسهم بعد أن اختطفهم الحوثيون وسجنوهم وعذبوهم، وأرغموهم على كتابة تعهدات خطية بالموافقة على مغادرة صعدة "وأن دماءهم مهدورة إذا ما عادوا مجدداً إلى أيٍ من مديرياتها" . اقرأوا رسالة المعلم عبده علي عبده صالح الموجهة إلى وكيل قطاع التعليم بوزارة التربية والتعليم، التي تحكي جزءاً من هذه المأساة. " الأخ وكيل قطاع التعليم.. أود الإحاطة بأنني عملت مدرساً في محافظة صعدة من قبل سبعة عشر عاماً، وقد تعرضت للاضطهاد والحبس من قبل الحوثيين دون أي سبب. وقبل أن أخرج من السجن كتبت لهم مجبرا تعهداً بالخروج من صعدة وعدم العودة إليها، وإلا يصبح دمي مباحاً.. كنت أعمل في مدرسة الأقيال بمديرية ساقين، وقد أخذوا مرتبي لشهر أكتوبر 2012م عندما كنت في السجن، كما صادروا مرتبي للشهر الذي يليه، وأنا أعول أسرة كبيرة، وأنا مريض وحالتي قاسية..وعليه: أرجو تكرمكم بالتوجيه إلى مدير التربية بصعدة بإطلاق راتبي، وعدم الخصم، حتى تستكمل إجراءات نقلي من صعدة". وحدث أن تعاملوا مع معلمين آخرين مثل: * صغير صالح عبدالله، مديرية رازح. * عبدالله صالح أحمد حسين، مديرية رازح. * محمد جهادي ضيف، مديرية رازح. * أحمد صغير سليمان، مديرية رازح. * حسين جار الله القاضي، مديرية حيدان. * سلطان عبدالله مشعل، مديرية ساقين. * هادي علي هادي، مديرية رازح. * خالد علي يحى دعية، مديرية رازح. * بدر جبران صالح، مديرية رازح. * خالد حسين راشد، مديرية رازح.
اضطهاد مناطقي أما من ينتمون لمحافظات أخرى غير صعدة، فقد مارس الحوثي ضدهم الاضطهاد المناطقي، وخاصة أبناء محافظتي تعز وإب. حيث تعرض المئات من المعلمين في جميع مناطق صعدة لعملية النقل القسري والتغيير الإجباري والتهديد سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ومن ذلك الإيحاء بأنك لست من أبناء المحافظة، أو وصمك بلفظ "منافق" إن لم تنضم إليهم وتستجيب لكل ما يوجهونك به، وفقا لشكاوى رفعها المتضررون للنقابة والوزارة. وقد دفعت تلك الانتهاكات الكثير من المعلمين المنتمين لمحافظات أخرى في الأعوام 2011 و2102 و2103م إلى مغادرة صعدة، وفيما تمكن البعض منهم من النقل إلى محافظة أخرى، عانى الآخرون من نهب مرتباتهم طيلة تلك السنين، واستبدالهم بأشخاص من أتباع الحوثي في وظائفهم.