كشف تقرير صدر مؤخراً عن برنامج الأغذية العالمي بعنوان "المسح الشامل للأمن الغذائي لعام 2010" أن ثلث سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة من "انعدام الأمن الغذائي" وأن 2.7 مليون منهم يعانون من "انعدام أمن غذائي شديد". وأشار : إلى أن الأسر تنفق ما يصل إلى 30 بالمائة من دخلها على الخبز وحده. كما أنها لا تحصل فعلياً على نظام غذائي متوازن وتضطر غالباً لتفويت الوجبات ، مشيرا إلى أن اليمن يعاني من أحد أعلى معدلات سوء التغذية في العالم. كما يشير تقرير أخر صادر عن اليونيسف : إلى أن حوالي 58 بالمائة من الأطفال يعانون من سوء التغذية أو من قصر القامة، وأن اليمن يحتل المرتبة الثانية بعد أفغانستان في سوء التغذية . وأوضح تقرير صادر عن منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة على لسان ممثلها في اليمن "جيان كارلو شيري" بأن اليمن يعتبر واحداً من أكثر بلدان العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي وتحتل المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤكدا أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تفاقم واقع انعدام الأمن الغذائي لاسيما بين الأسر الفقيرة والمناطق الريفية. 3ملايين تحت خط الفقر ووفقاً لبيانات حديثة للجمعية اليمنية لحماية المستهلك, فإن هناك أكثر من عشرة ملايين من فقراء المستهلكين في اليمن- أي نصف السكان تقريباً- بينهم ثلاثة ملايين تحت خط الفقر يعجزون عن الإيفاء باحتياجاتهم الأساسية، مشيرة تلك البيانات أيضاً إلى أن 23% من الأطفال وبنسبة 40% من عموم السكان يعانون من عوز الغذاء وسوء التغذية. وصرّح رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي أن 45% من سكان اليمن يعيشون على أقل من دولارين في اليوم الواحد بينما لا يتعدى الدخل اليومي للفرد ل15% من السكان عن دولاراً أمريكياً واحداً. وأوضحت جمعية حماية المستهلك أنه من شأن ذلك أن يضيف أعباء ثقيلة على كاهل المستهلكين الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الإيفاء باحتياجاتهم الأساسية وبلوغ الحد الأدنى المفترض من الأمن الغذائي والاستقرار المعيشي تأتي هذه الخطورة التي تلاحق اليمنيين عاما بعد آخر في ظل تراجع إنتاج اليمن من محاصيل الحبوب الغذائية العام الماضي إلى 674 ألفاً و488 طناً بانخفاض 39 ألفاً و251 طناً عن 2008م. تراجع الزراعة في اليمن ووفقاً لبيانات الإحصاء الزراعي فإن زراعة الحبوب الغذائية المختلفة في اليمن لاسيما الذرة والدخن والشعير، مازالت وللسنة الثانية على التوالي تشهد تراجعاً في الإنتاجية والمساحة. وأشارت البيانات : إلى أن المساحة الإجمالية المزروعة بالحبوب الغذائية التي تشمل القمح والذرة والذرة الشامية والدخن والشعير انخفضت العام الماضي إلى 660 ألفاً و668 هكتاراً مقارنة ب760 ألفاً و189 هكتاراً في 2008م و890 ألفاً و612 هكتاراً في عام 2007م، وعزا وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع تنمية الإنتاج الزراعي المهندس عبدالملك الثور تدني إنتاجية اليمن من محاصيل الحبوب الغذائية إلى عوامل تتعلق بقلة الأمطار والجفاف الذي تأثرت به معظم المناطق والوديان الزراعية خلال الموسم الزراعي الماضي إضافة إلى مشكلة التصحر، والتي تعد أحد الظواهر التى تواجه التنمية الزراعية وتهدد الموارد الطبيعية والأراضي الزراعية بالتدهور وقد يترتب عليها أضرارا اقتصادية فادحة نتيجة لتقليص الإنتاج الزراعي وانكماش الرقعة الزراعية التى تعد مصدرا أساسيا لتوفير الأمن الغذائي لغالبية السكان واحتياجاتهم المعيشية والاقتصادية ,حيث يعمل في قطاع الزراعة في اليمن نحو 75 بالمائة من السكان معظمهم في الأرياف . وتشير تقديرات إحصائية إلى أن ما يقارب 97 بالمائة من مساحة الأراضي في اليمن متأثرة بدرجات متفاوتة من التصحر , منها 30 بالمائة أراضي شديدة التصحر و70 بالمائة قد تتعرض لتصحر عالي وربما قد يشكل خطورة إلى حد ما . فوفقاً لتقرير التنمية البشرية لعام 2009 الصادر عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، يعاني حوالي 46 بالمائة من الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة من نقص الوزن، وهو رابع أعلى معدل في العالم.