أعلن الديوان الملكي السعودي أن ولي عهد السعودية الأمير سلطان عبد العزيز آل سعود توفي فجر السبت في الولاياتالمتحدة. وكان سلطان (86 عاما) قد غادر المملكة في يونيو/حزيران الماضي إلى الولاياتالمتحدة للعلاج، وخضع في يوليو/ تموز الماضي لعملية جراحية في نيويورك حيث قضى في أحد مستشفياتها.
روابط ذات صلة عملية جراحية ناجحة لملك السعودية لماذا يشعر حكام السعودية بأنهم محاصرون؟وزير الداخلية السعودي يكسب دعوى ضد "الإندبندنت"موضوعات ذات صلة السعودية وقال الديوان الملكي في البيان الذي بثه التلفزيون السعودي "ببالغ الاسى والحزن ينعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود أخيه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز ال سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام خارج المملكة اثر مرض عانى منه".
وسيتم تشييع الجنازة من مسجد الإمام تركي بن عبد الله في الرياض يوم الثلاثاء المقبل بحسب ما جاء في البيان. وسلطان هو الابن الخامس عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور والذين يتوارثون منذ عقود عرش المملكة. وقد عين في الأول من اغسطس /آب 2005 وليا لعهد اخيه الملك عبد الله ونائبا أول لرئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع.
ولكنه عانى مؤخرا من عدة ازمات صحية، فقد تحدثت تقارير عام 2004 عن إصابته بسرطان القولون. وزار جنيف في أبريل/ نيسان 2008 لاجراء ما وصفت بفحوص روتينية بحسب المصادر الرسمية السعودية. وتوجه سلطان في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 إلى الولاياتالمتحدة لاجراء فحوص وتلقي علاج طبي بحسب ما اعلنت السلطات السعودية التي لم تكشف حقيقة مرضه.
سلطان بن عبد العزيز في سطور بدأ حياته السياسية أميرا لمنطقة الرياض عام 1947. تولى وزارتي الزراعة والمواصلات في خمسينيات القرن العشرين وينسب إليه الفضل في تأسيس وتطوير الخطوط الجوية السعودية. شغل منصب وزير الدفاع لنحو خمسة عقود قام خلالها بتحديث القوات المسلحة السعودية بصفقات سلاح مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا. عين وليا للعهد في أغسطس/آب 2005 بعد وفاة شقيقه الملك فهد واعتلاء الملك عبد الله عرش المملكة. كان من مؤيدي تعزيز العلاقات مع واشنطن ولكنه نأى بنفسه عن تأييد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
عانى من مشكلات صحية منذ عام 2004 حين ترددت أنباء عن إصابته بسرطان القولون. وقد خضع لجراحة في نيويورك في فبراير/شباط 2009 ، وبعد ذلك قضى في قصره بأغادير بالمغرب فترة النقاهة التي استمرت حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام حين عاد إلى بلاده قبل أن يغادرها الملك عبد الله أيضا إلى الولاياتالمتحدة لإجراء جراحة. ويقول مراسل بي بي سي سباستيان أشر إنه مع كون جيل القادة السعوديين الحاليين في السبعينات أو الثمانينات من العمر ليس واضحا من سيخلفهم من أحفاد عبد العزيز آل سعود.
التحالف مع واشنطن وكان سلطان بن عبد العزيز من أبرز مؤيدي التحالف مع الولاياتالمتحدة، وشجع شراء كميات كبيرة من الأسلحة من الولاياتالمتحدة بما فيها الدبابات والمروحيات والصواريخ وأنظمة الإنذار (أواكس) المحمولة جوا في صفقات وصلت قيمتها إلى 100 مليار دولار. كما زاد عدد جنود الجيش السعودي إلى أكثر من 100 ألف.
وبعد هجمات سبتمبر/أيلول 2001 أيد بقوة جهود تعزيز العلاقات مع الولاياتالمتحدة، كما أن نجله الأمير بندر عمل لنحو عشرين عاما سفيرا للمملكة في واشنطن. ورغم ذلك فقد نأى بنفسه عن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أسوة ببقية أفراد العائلة المالكة السعودية.
هيئة البيعة اللافت أنه بعد اختيار سلطان وليا للعهد بنحو عام أعلن العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز تغيير نظام تولى العرش وولاية العهد من خلال مرسوم تشكيل "هيئة البيعة" الذي صدر في أكتوبر/ تشرين الأول 2006. وتوكل الهيئة إلى لجنة طبية مهمة التأكد من أهلية الملك وولي عهده في إدارة الحكم.
ويقترح ملك البلاد على "هيئة البيعة" اسما أو اسمين أو ثلاثة اسماء لمنصب ولي العهد. ويمكن للجنة أن ترفض هذه الأسماء وتعين مرشحا لم يقترحه الملك. وفي حال لم يحظ مرشح الهيئة بموافقة الملك فان "هيئة البيعة" تحسم الأمر بأغلبية الأصوات من خلال عملية تصويت يشارك فيها مرشحها ومرشح يعينه الملك في غضون شهر. وفي مارس/ آذار 2009 عين الملك عبد الله وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء.